عَالقٌ فِي تُخومِ الذهُول

حسن حصاري
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

حسن حصاري*

عُدتُ أرَاني، هكذا، فِي مِرآةِ الرِّيح

جُمْجُمة بِلا أعْيُن.

أتسَاءلُ:

كيفَ تَراني الأشياءُ التي،

لمْ أرَاها منْ قَبل…؟

سأبَادِرُ

بِتقليم أظافرَ أفكارٍ دَامِسة اللوْن

تنبتُ فِي رَأسي،

كفِطرٍ عَفِن.

أحْشو الكثيرَ منْ تضارِيس الضَّجر،

بيْنَ نُدوبِ أوْراق ذِكرياتٍ تسِكنُني.

أعْبثُ بِهوامِشِها الفارِغَة

مِنْ كلِّ إشاراتِ الغفلة،

وَبَياضاتِ النسْيانِ

الآثِمِ جِدا

بِزِلةِ التذكرِ.

 

**  **  **

 

فهلْ سأتخَطى بِهذا،

عقاربَ أوقاتي الداكِنة بِالعَويل…؟

حَتْما؛

سأرْنُو بِرقة إلى هَمسٍ بَعيد يَدفقُ

بِصَمتِ عيْنايَ المُطمَرتيْن

بِطمْي الوَحْشة.

أتحَسَّسُ بِأنامِلي الخَشبِية

رَأسَ لهيب شمْعةٍ بَارِدة في العَراء،

تُراقِصُ قدَرَها المَحْتومِ بِالاحْتِراق.

هِي الشمْعةُ …

دَمْعةٌ مِنْ ضَوْء،

تَعْلو بِأوجَاعِها الأبَدِية

نَحْوَ أفقِ أمْكنةٍ مُباحة لِلزَّوال،

تتَوشحُ بالبياضِ

أسْئِلة الكوْن،

وَالوجُود.

 

**  **  **

 

وَحينَ أتسَلقُ عَاليا

مَتاهَة سُؤالاتي المُزمِنة،

أنْزفُ بِلهَاثِ حَيْرة لا مُتناهِية.

فلا شيءَ…

يَطفو فوقَ ذاكرةِ الفنَاء المُستحِيل.

أدُسُّ ما تبَقى منْ

ريقِ البقاءِ،

في تُربةِ حَدائقِ الجَدبِ المَحْروقة

أرَتِّق تَجاعِيدَ جسَدي

المُتساقِطة هبَاء

عَلى قارعةِ

أزمِنة قارِصَة.

فكمْ يَلزمُني منْ حَياة

لأسْقي يا ألله،

بِضَوءِ الماءِ  

رَمادَ العَتمة …؟

………………….

* شاعر من المغرب

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم