على شُرفة دارِها

على شُرفة دارِها
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

فاطِمَـة ناعـُوت

يحدُثُ

أنْ يدُقَّ القلبَ

عصفورٌ مُهاجرٌ

...

جاءَ

من أقصى الأرضِ

يسعى.

***

هجيرٌ

قاسٍ

مَسَّه

وهجْرٌ

فادحُ الوقْعِ

أحرقَ شيئًا

من جَناحيه

فانزوَى

في حُضنِ الشَّجرْ

وصمَتَ عن الغناءِْ

لكنَّ الشَّدوَ

في صدرِِه

خبيءٌ

ثائرٌ

يتقاطَرُ

فوق أوراقِ الشجرِ

وجَعًا محزونًا

وخافتًا

كان في سالفِ الدهرِ

صدْحا. 

***

علّمتْه الشجرةُ الأمُّ

بحكمتِِها:

يا شادي الشُّداة

هل يصمِتُ عصفورٌ؟!

لا يسكنُ أيكتي صموتٌ

ولا كسيرُ جَناحٍٍ

إن خِِفتَ على حبالِ حنجرتِك

اِرحلْ عند الفجرْ

إلى حيثُ الوطنِ البعيدْ

فثَمّةُ فتاةٌ

يتيمةٌ

تجلسُ في ركنِ الدارِ

وحيدةً

لا يُسامرُها سميرٌ

ولا يُربِّتُ على ظهرِها

حانٍ

ولا يقطعُ صمتَ بيتِِها

إلا دفقُ الأغاني التي

تركَها الموتى 

لنتعزَّى

حُطَّ بجَناحيكَ المصدوعين

على شرفةِ دارِها

وغنِّ

ما تيسَّرَ من قِصارِ الأغاني

حتى تفتحَ لكَ القلبَ

وتمدَّ كفّيها بالحَبَّ

من شعيرِ الحقولْ

فكُلْ

واسترِِحْ

ثمّ نمْ ليلتَكَ فوق صدرِها

فإن شبِعتَ

وصحَّ جناحاك عند العصرْ

أَشْبِعْ قلبَها عِشقًا

ورَِِيًّا

فهي مثلُكَ ظمأى

منذ دهرٍ

وعند الفجرْ

انزعْ بمِنقارِك شوكةً

مغروسةً في قلبِها

لتبرأَ

مثلما أنتَ برأتَ

ثم طيرا معًا

جناحًا

بجناحٍ

إلى حيثُ الهوى

والبراء. 

القاهرة/ ١٩ ديسمبر ٢٠١٥

مقالات من نفس القسم