سامح محجوب
••إلى محمود درويش
أتعَبتَ مَوتَكَ
في الحضورِ و في الغِيابْ
يا موغلا في وقتهِ
يا خارجًا من سربهِ
الريح عاتٍ
والغيوم على المشارف
والقصيدة
لا تحب العابرين
لا وقت في الأوراق
حين تغافل الساعات مشكاة الحنين
من جرَّب الأسفار فوق مصيره
لم تحن قامته الوعود
ولا يغيبه التراب
أتعَبتَ مَوتَكَ في الحضورِ
و في الغِيابْ.
“كُنْ أَنتَ يَا مَحْمُودُ” قالتها
وغابت في الممر اللولبي
“كُنْ أَنتَ يَا مَحْمُودُ… كُنْ”
من يومها
والاسم ثاوٍ في مناقير المخافر
والمنافي
والحدود
من يومها
والاسم بوصلة المسافر
والمقامر
والمغامر
والطريد
من يومها
والاسم باقٍ لا يعود
من يومها
وأنا أحط من السراب
على السراب
أتعَبتَ مَوتَكَ
في الحضورِ
وفي الغِيابْ.
يا أرض، يا أحجار، يا أمطار، ….
يا أشجار، … يا …
هل جاءكم
نبأُ الفتى المنسي
في رَحْلِ النُّبوءةِ والقصيد
يمشي على إيقاعِ ضحكتِهِ
ويسبقُ ظِلَّ طالِعِه العنيد
لفضاء جبهتِهِ
انفساح مجرة
ولطَلَّةِ العينينِ
ينفتحُ الوجود
هو حامل المفتاح
والأبواب تعرفُ
دقةَ الأيدي القريبةْ
هو في الجليل سحابةُ بيضاء تمطرُ
حين تبتسم الحبيبةْ
هو دمعة الأعتاب روَّعها العناقُ
على العناقْ
هو صوتُه المجبولُ من أرواحنا
هو نفخة الميلاد
في رَوْعِ التراب
كم يا ترى سيمر
كي تتخلق الأسطورة
الخضراء
في قاع الخراب
كم يا ترى سيمر
كي تلد السماء
قصيدةً
في الظَّهْرِ
تنتظر الحراب
أتعَبتَ مَوتَكَ
في الحضورِ
وفي الغِيابْ.
أَمُسَافِرٌ يَا سَيِّدِي؟!
ولمن ستترك
حزنك المزروع
في الطرقات
والألواح
قيثارك المحني
فوق مدينة
الله العجوز
صمت الثريات العجاف
معنىً تعثَّرَ في
الوصول إلى الجراح
أَمُسَافِرٌ يَا سَيِّدِي؟!
ولأي ناحية
ستذهب يا غريب
والنفط حاصر
ما تبقى
من نشيدك
في العراء
والقاعدون
على المنابر
لا يحبون
الغناء
والناس بين مطأطئ
ومطأطئ للرأس
يلعق في الحذاء
خبزُ الكلام
على المشانق
يا صديقي
فاختر لنفسك
فرصة الرقص
الأخيرة في الهواء
يا موغلاً في وقته
يا خارجًا من سربه
كم حاجزٍ
سيمر صوتك بينها
كم قاتلٍ
سيمر عمرك دونه
والسيف أصدق
في الكتابة والرقاب
أتعَبتَ مَوتَكَ
في الحضورِ
وفي الغِيابْ.