علبة سجائر وصدر فارغان

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 أمنية أبو بكر

اكتشفتُ أن كل شيء ضاع مع إلقائي لعقب السيجارة الأخيرة على الأرض،

كنت أفتح علبة السجائر التي أخبئها بين ملابسي الداخلية لأجدها فارغة!

 

يا إلهي لقد كانت آخر ما أملك، هي وقلبي الذي أحمل فيه حبك ! ” صرخت.

هرعت إلى الأرض وأنا أحاول أن ألملم كل التبغ المحترق.

محاولتي نجحت. لملمت كل ذرة من هذا الغبار من على سجادتي،

كنت نسيت أن لونها كحلي،

 كانت تبدو رمادية من كثرة أعقاب السجائر ورمادها المحروق ذاك.

الآن عليَّ أن أقوم بالمهمة الأصعب،

 أن أعيد جمعها في علبتها، لعلها ترجع سجائر سليمة مرة أخرى ..

ما هذا الرماد؟

رائحته كالدم المتخثر، وشكله مألوفٌ لي.

أعرّي صدري وأنظُر له،

يا إلهي ما هذا الثقب المحترق الكبير؟” أتسائل بدهشة وخوف.

قلبي ليس في مكانه

أحرقتَه بعدما حفظتك به!

سألملم قلبي المحترق من على السجادة أيضًا

 كي أنظفها من بقع الدم، والحب.

ولن أعيد القلب إلى ضلوعه،

سأضعه مع الرماد المحترق في علبة السجائر.

فكما يبدو

لم أمت بدون سجائر

أو قلب.

٣٠ مايو ٢٠١٦

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 شاعرة مصريّة 

مقالات من نفس القسم