عبد المعطي حجازي: حاولوا اغتيالي فكرياً في عهدي مبارك ومرسي!!!!!

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

حاوره- تامر الدريدي

وجه الشاعر المصري أحمد عبدالمعطي حجازي، نداء إلى كل المصريين يطالبهم فيه بألا يكونوا قساة وبلا قلب مع القاهرة مدينتهم، التي سبق أن وصفها حينما جاء إليها أول مرة يبحث عن عمل بأنها مدينة بلا قلب، لكن الآن وبعد سنوات طويلة وجدها حانية.حجازي، الذي حصل مؤخرا على جائزة «النيل»، يرى، في حوار، أن الحل للأزمة التي تمر بها بلاده والضامن لعدم تكرار تجربة الإخوان هو دستور جديد، لأن ما وضعته «الجماعة» كان دستورا طائفيا طغيانيا، وضعوه ليمكثوا أبد الدهر في الحكم، رافضا تدخل الدولة في الدين، لأنها لا تدخل الجنة، ولا تحمي من النار.

وهذا نص الحوار:

حاوره- تامر الدريدي

وجه الشاعر المصري أحمد عبدالمعطي حجازي، نداء إلى كل المصريين يطالبهم فيه بألا يكونوا قساة وبلا قلب مع القاهرة مدينتهم، التي سبق أن وصفها حينما جاء إليها أول مرة يبحث عن عمل بأنها مدينة بلا قلب، لكن الآن وبعد سنوات طويلة وجدها حانية.حجازي، الذي حصل مؤخرا على جائزة «النيل»، يرى، في حوار، أن الحل للأزمة التي تمر بها بلاده والضامن لعدم تكرار تجربة الإخوان هو دستور جديد، لأن ما وضعته «الجماعة» كان دستورا طائفيا طغيانيا، وضعوه ليمكثوا أبد الدهر في الحكم، رافضا تدخل الدولة في الدين، لأنها لا تدخل الجنة، ولا تحمي من النار.

وهذا نص الحوار:

هل يمكننا القول أن جائزة «النيل» لها مذاق خاص عند حجازي، برغم حصولك على العديد من الجوائز؟

بالفعل سعادتي كبيرة بالجائزة، ربما لأنني أعاصرها منذ بدأت حينما كانت اقتراحا وسبقتها «التقديرية» و«التشجيعية»، آنذاك اقترح المثقفون أن يكون هناك جائزة أخرى أعلى، وقدموا الاقتراح لمجلس الشعب في أواسط التسعينات.وبالفعل تمت الموافقة، لكن كان هناك خلاف حول تسميتها، ولأنه وقتها كانت سطوة الحكم تتغلب على كل شيء، دافع الكثير على تسميتها باسم جائزة مبارك، لكنني رفضت بشدة وطالبت بتسميتها جائزة «النيل» والحمد لله أنني أول من تسلمها في الآداب بعدما تغير اسمها.

 

أصدرت من قبل كتاب «الثقافة ليست بخير» أمازال العنوان ينطبق على مصر؟

بالطبع الوضع لم يتغير، فهو يحتاج إلى وقت، فالأمر أبعد مما فعله الإخوان، فهو يمتد لعقود طويلة مضت، تراجعت فيها الثقافة المصرية بشكل كبير، باستثناء بعض الفترات القليلة التي بزغ فيها بعض النجوم مثل ثروت عكاشة، وهناك أشياء إيجابية تمت لكنها لم تستغل مثل معهد السينما وأكاديمية الفنون.

ويرجع ذلك إلى الرقابة والمصادرة التي كانت تصل إلى حد الزج بالمثقفين في السجون، وبالتالي آثر الكثير السلامة وتحول من مثقف إلى موظف وهربت الثقافة من المقاهي والشوارع وقبعت على الأرفف في المباني، وتركت الشوارع والعقول خاوية فاستشرى الإخوان وانتشروا لأنهم لم يكونوا بحاجة إلى منبر ثقافي.

 

تعرضت كثيرا لمضايقات وهجوم بسبب آرائك أمازلت متمسكا بها؟

بالطبع، فقد حاول الكثيرون اغتيالي فكريا أيام مبارك وأيام مرسي، وللأسف وجدوا قضاة يحكمون لهم بما يريدونه، ولست أجد مبررا غير أن القاضي ليس دوره الحكم على الألفاظ، لذا وقعوا في فخ اتهامي بالتطاول على الدين.وأبرز حادثة كانت بسبب مقال لي في «روز اليوسف» تحت عنوان التطرف الديني في الديانات السماوية، وفوجئت بعد نشره بأنهم حصلوا على حكم بغرامة عشرين ألف جنيه، وحينما لم أدفعها حجزوا على عفش البيت، حينها أيقنت أن هؤلاء معركتهم ليست مع الفن والثقافة إنما مع الإنسان.

 

التقيت من قبل مع الرئيس المعزول محمد مرسي قبل 8 أعوام فهل كنت تتوقع أن يكون رئيسا؟

حينما كان نائبا في البرلمان، وكان ذلك في مناظرة حول مدرسة الرقص الشرقي، وكنت مستاء من أن يكون نائبا في برلمان مصر تقتصر رؤيته للفن على الإثارة والإغراء، وعددت له حينها العديد من الفنون مثل الباليه، فما بالك برئاسة الدولة، وأنا أرى أنهم وقتها لم يكونوا بعيدين عن السلطة كانوا حلفاء ومتحالفين معها.

 

ما الحل من وجهة نظرك حتى نضمن عدم تكرار تجربة الإخوان في الحكم؟

الحل هو الدستور، ولست أقصد تعديله أنا أقصد وضع دستور جديد، لأن ما وضعه الإخوان دستور طائفي طغياني، وضعوه ليمكثوا أبد الدهر في الحكم.

 

هل لديك تحفظات على لجنة الخمسين المنوط بها تعديل الدستور؟

أنا أرفض التنقيح في حد ذاته، أما اللجنة فإني أرى معيار التمثيل فيها بالنسبة للمنظمات والنقابات صحيح، لكنه لا يجب أن يكون المعيار الوحيد لأنه في كل مرحلة انتقالية يجب إعادة النظر في القوانين.فالكلام عن المادة الثانية أو عن وضع مواد بعينها خاصة بالدين يقصرون الدين على الدولة، الدولة لا شأن لها بالدين لأنها لا تدخل الجنة ولن تحمي من النار، الدولة عليها أن تنظم علاقاتنا.

 

إذًا ترى أن الحديث حول حصر الهوية في الدين خاطئ؟

نعم وأؤكد على ذلك، لأن الحضارة ممتدة وعلاقتنا ليست بتاريخنا القديم فقط، ولكن بتاريخنا الحديث، فهوية مصر هي التاريخ المصري كله، والإسلام في مصر ليس كما غيره في الدول مثل أفغانستان أو إيران، لذا يجب علينا حينما نتحدث عن العروبة نوقن أننا نتحدث عن عروبة الثقافة وليست عروبة عرقية، فمن دون مصر كانت ستتواري اللغة العربية في القرن 18 و19، ومن دون محفوظ لم يكن الأدب العربي لينال جائزة نوبل، ليس هذا إنكارًا لدور العديد من الدول العربية، فالمدرسون والمثقفون والأدباء لهم تأثير حتي في داخل الجزيرة التي هي أم العروبة ومهد الديانات، لذا على الجميع أن يدرك- وهو يكتب الدستور- أن المصريين ليسوا من مواليد الأمس، لكنهم أصحاب تاريخ طويل.

 

كيف ترى وضع الثقافة والمثقفين في الدستور؟

أود أن تكون هناك مادة تنص على تحرير المثقف، وذلك من خلال نص صريح يضمن له حرية التفكير وحرية التعبير حتى يكسر أغلال النمطية ويعود من غياهب الوظيفة إلى منبر الثقافة.

 

حينما جئت إلى القاهرة قلت عنها إنها «بلا قلب» فهل مازالت كذلك؟

حينها كانت أيام شقاء وبحث عن عمل، لكن حينما استقر الأمر فيها وجدتها حانية ودافئة لذا أقول أيها المصريون لا تكونوا بلا قلب مع هذه المدينة.

ـــــــــــــــــ

*نقلاً عن صحيفة الراي الكويتية

مقالات من نفس القسم