حسن عبد الموجود
لفترة وجيزة ارتدى عبدالناصر علام قناع جرونوى بطل “العطر”، ولكنه لم يُقنع كثيرين بموهبته فى تركيب العطور، لم تقع مدينة نجع حمادى فى غرامه، ولم يأكله سكانها فى النهاية.
سرت معه فى ذلك اليوم الحار عبر الشوارع الخالية دون أن أعرف وجهتنا. كنا لا نتحدث كثيراً أثناء سيرنا، وتفهمتُ بمرور الوقت تلك الحالة التى تتلبَّسه أو التى يريد أن يضفيها على نفسه، أن يكون غامضاً قليلاً، أن يكون لديه شىء ما يحتفظ به لنفسه، حتى ولو لخمس دقائق. حسنٌ، وصلنا وأشار إلى “بوتيك” صغير، قائلاً إن هذا حلم حياته، وقد حققه أخيراً.
فتح الباب، ورأيت كمَّاً هائلاً من زجاجات العطور الملوَّنة على الأرفف، كل واحدة مدوَّن عليها اسم بخطه الجميل. أوحى لى شكل الزجاجات بأنها معبأة فى منزل وليست قادمة من مصنع. مد يده، والتقط زجاجة وسكب قليلاً فى قنينة صغيرة، وسحب أخرى وأضاف إليها، وهكذا مرة ثالثة ورابعة، ثم أغلق القنينة ورجَّها، وقرَّبها من أنفه. كان هناك تعبير واحد طوال الوقت على وجهه، ومع ذلك بدا لى من ملامحه أنه غير راضٍ عن خلطته، إذ أنه فتح القنينة مرة أخرى وأضاف إليها نقطة من هنا، وأخرى من هناك، لم يكن سريعاً مثل جرونوى، لا يهم، المهم أننى انتظرت نتيجة أكثر إبهاراً.
قال عبدالناصر إنه صنع هذا خصيصاً لى، وهذه أحب خلطة إلى قلبه. فكرت قليلاً، متى بدأ هذا الأمر ليقول إن هذه أحب خلطة إليه؟! كان شيئاً مدهشاً جداً لى، فلم يسبق لى أن عرفت شيئاً عن ولعه بالعطور. قرَّب القنينة الصغيرة المفتوحة من أنفى فصدمتنى، كانت الرائحة ثقيلة جداً، ولكننى أثنيتُ عليها، كان لا بد أن أفعل بعد جهده الضخم وحفاوته البالغة معى، وبدا لى أن ثنائى أسعده، أغلق القنينة ووضعها فى يدى، قائلاً إنها هدية. كان يفرض علىَّ هدية من هذا النوع فى كل مرة نذهب سوياً إلى المكان، أرفض ولكنه يصر بشكل غير طبيعى، ثم لاحظت بمرور الوقت أن هداياه لا تخصنى وحدى، وإنما تذهب إلى الجميع، لم أره مرة يأخذ جنيهاً واحداً من زبون ما، كان الزبائن معروفين بالاسم، وكان يُقسِم ألا يأخذ مليماً الآن، قائلاً: “الحساب يجمع”. أغلق عبدالناصر المكان بالطبع فى غضون شهور، معترفاً بخطأ إقدامه على تلك التجربة. كان يتحدث عنها بفتور شديد كأن جراحاً استأصل حماسه القديم لها.
كان عبدالناصر علام يكبرنى بأعوام قليلة، لكننى لم أفطن إلى فارق السن الصغير بيننا إلا متأخراً جداً، إذ أنه كان مدرِّسى فى الإعدادية. فى الطابور اقترب منى، وسألنى عما أحمله فى يدى. كانت رواية من تلك التى أؤلفها على طريقة روايات الجيب. لم أكن أؤلفها بشكل كامل، فحينما أتعب من الكتابة كنت أقوم بإكمال بقيتها من رواية لأحد الكتَّاب الذين أحبهم. نبيل فاروق، أو محمود سالم، تحديداً.
تطلَّع إلى الغلاف وسألنى إن كان هذا رسمى؟! فأومأت برأسى. كنت أشعر بالخجل لسبب لا أعرفه، وكنت قلقاً كذلك، خاصة حينما بدأ يُقلِّبها من الداخل، كأنه سيكتشف سرقتى الصغيرة، ولكنه عوضاً عن هذا سألنى عن اسمى، وردده مرتين أو ثلاثاً كأنه يدرب نفسه على حفظه، وقال لى إنه سيرانى فى الفصل. لم تكن مصادفة، إذ عرفت أن زميلاً لى هو الذى أخبره بأننى أكتب، وسألت نفسى: إن كان يعرفنى فلماذا ردد اسمى أكثر من مرة؟! فى الفصل بدا كأنه لا يعرفنى، تجاهلنى فترة طويلة. لم تكن حصتُه مفضلةً عندى، مثل كثيرين غيرى. كان يدرك ذلك، ولم يُضيِّق علينا مرة، لكنه لطالما عمل باجتهاد شديد.
كان بارعاً فى رسم ما يحاول شرحه لنا، مصابيح، ومحوِّلات، وكثير من الأجهزة الكهربية. كان ينقل من كشكول التحضير، ويبدأ فى الشرح، أتذكر أننى فشلت تماماً فى فهم معظم دروسه، وعلى سبيل المثال الطريقة التى تتحول بها الطاقة الكهربية إلى طاقة حركية. لم تكن المشكلة فيه، بل فى المادة التى يدرِّسُها والتى كنا نعلم جيداً أننا لن نرسب فيها مهما جرى، كان حينما يسأل طالباً عن شىء ما ولا يعرف الإجابة يُجلِسه بإشارة من يده، ويطلب من آخر الإجابة، ومن ثالث، لم يُحرج أحداً أبداً أمامى، وحينما يفشل الجميع يبدأ الشرح مجدداً، كان ينزعج من أحاديثنا الجانبية، ويخبط بيده على باب الفصل طالباً الصمت.
مرت شهور قبل أن يطلب منى أن أقابله فى “الفُسحة”. لم تكن مدرستنا “أبوبكر الصديق” شاسعة، وجدته بسهولة يقف مع مُدرِّسة سافرة. كنت أراها يومياً، وسمعتها مرة تتحدث باللهجة القاهرية فأعجبتنى. كانت جميلة، ولا تبدو مثل كثير من المدرسات اللواتى يشبهن أمهاتنا. كانت مثل طيف لأنها اختفت سريعاً.
قال إن اسمها الأستاذة إيمان، هذا ما أذكره الآن، وإنها مسؤولة عن جماعة الصحافة. سألتنى منذ متى أكتب؟! كان سؤالاً غريباً يُوجَّه إلى صبى فى الثالثة عشرة من عمره، ولكننى أجبت -مع هذا- إننى أكتب منذ زمن طويل. لم يتدخل فى الحوار، تركها حتى أنهت حوارها القصير جداً معى، ووضعت يدها بحنو على شعرى، وقالت إنها تنتظر منى قصة لنشرها فى مجلة ستصدرها المدرسة قريباً.
ذهبت إلى المنزل، وبدأت التأليف فوراً. كتبت قصة عن عصابة ما، وبطل يُجهِزُ عليها اسمه “ماريو” على اسم بطل لعبتنا الشهيرة فى ذلك التوقيت، وفى اليوم التالى بحثت عن عبدالناصر، ووضعتها فى يده. قرأها بينما أقف أمامه، وقال بصوت عالٍ “برافو عليك”. كتب عبدالناصر مقدمة للقصة “إن الأدباء العظام كانوا فى يوم ما…إلخ”، وحين صدرت المجلة البدائية حرص على أن يُحضر لى النسخة بنفسه.
كان قادماً بصحبة إيمان التى اكتفت بابتسامتها الجميلة الحانية، وفتح المجلة على قصتى وبالقلب منها صورة لى، لم أصدق، ودق قلبى بعنف بالغ، كان على وشك مغادرة صدرى إلى الأبد.. لم أشكرهما، وإنما بدأت فى الجرى عبر الفناء، مجتازاً باب المدرسة، ومنها إلى شارع “الشعينية”، ثم قطعت شارع “رعاية الطفل” وصعدت سلالم عمارتنا قفزاً، ووضعت القصة أمام أمى وأنا أراقب تعبيراتها السعيدة. ليست قصة عادية تلك على ما يبدو، لأنها تدور عن السعادة التى نفتقدها كلما كبرنا يوماً، ولأن بطلها ذلك الشخص الذى أدخل إلى قلبى تلك السعادة التى لن تتكرر مرة أخرى.
صار عبدالناصر علام نجمى المفضل فى المدرسة. كنت أنتظر بفارغ الصبر المباريات التى يقيمها المدرسون، وأقف على الخط، أو فى الطابق العلوى لأحظى بمشاهدة أفضل، وأشجع فريقه، لا.. ليس فريقه، وإنما أشجعه هو بمفرده -على وجه التحديد- كما أفعل حالياً مع محمد صلاح. كنت أصيح على المدرسين ليسلموه الكرة، وكنت أرفع صوتى عالياً حينما يحرز هدفاً. كان ذلك عادياً، إذ أننى لم أكن قد غادرت مرحلة الطفولة بعد. لمدة ثلاث سنوات قضيتها فى المدرسة الإعدادية كان يقرأ ما أكتبه، أو ما أسرقه، وينصحنى بأن أذهب إلى مكتبة المدرسة لأقرأ، ذهب معى مرة، وأشار إلى رف يمتلئ بكتب كامل كيلانى، طالباً أن أبدأ به، وقد فعلت، وأجهزت عليها بالكامل، سواء ما ألَّفه أو ما ترجمه، وقد كنت سعيداً للغاية، فقد صار هناك مؤلف جديد يمكننى السرقة منه.
لا أذكر تحديداً كيف سار الأمر بعد أن ذهبت إلى الثانوية. لم تبتعد المسافات، فالمدرستان يجمعهما سور. قابلته مرة فى الشارع، وقال لى إنه يجلس على مقهى “عبداللاه”. كنت أذهب إليه لنشاهد سوياً مباراة للأهلى، كانت صداقتنا تكبر وتتحول إلى أسطورة على وقع العظمة التى يصنعها حسام حسن وأحمد فيلكس، ثم حدث فجأة وأن قرر أن يقرأ لى قصيدة. أخرج أوراقاً مطوية من جيبه، وقال لى بسخرية إننى لست وحدى الأديب فى هذه المدينة. كان هناك شيء جميل فيما يقرؤه، السجع ربما، تلك الموسيقى الهادرة التى تنساب من الجمل الشعرية، ربما طريقته فى الإلقاء، غير أننى لم أفهم حرفاً واحداً مما يقرؤه، ومع هذا أثنيت بشكل بالغ عليه، وربما عقَّبت، قائلاً بدورى كلاماً قد يبدو غير مفهوم له. شعرت أننى يجب أن أُعقِّب، أن أقول شيئاً ما، ويبدو أننى هرطقت، ومع هذا استقبل كلامى كأنه صادر من ناقد كبير، كان طيباً إلى أقصى درجة، وحتى هذه اللحظة لم أكن أدرك فارق السن الصغير بيننا. كان قد أنهى دبلومة المعلمين، وعمل فوراً فى التدريس.
كان يُحضرُ لى مجلات “ماستر” يصدرونها من قصر ثقافة نجع حمادى، وكنت أطالع أشعاره، وأقرؤها بصوت عال، وفهمتها، كانت بسيطة، تركيزى فى الموسيقى حينما قرأ قصيدته أمامى ربما هو ما شتت انتباهى عن المعنى. كان ما يكتبه جميلاً للغاية، وفهمت بمرور الوقت أنه نجم فى نجع حمادى. رأيت مئات الأشخاص يصفقون له بحفاوة فى الأمسيات، ويطالبونه بالتكرار، وهو نفس المشهد الذى رأيته أيضاً فى القاهرة حينما قدمه عبدالرحمن الأبنودى فى معرض الكتاب. كان محبوباً بشكل يفوق الوصف، كنا فى عشرات المرات التى نتحرك فيها ابتداء من منزله يقف ليسلِّم على كثيرين، وفى أسوأ الأحوال يرفع يده ليرد على تحية بعض المتعجلين، كنا نذهب إلى المقهى، وكان يدخن الشيشة بلا توقف، كان يتعامل مع الأمر كما لو أنه ينجز فرضاً، ولحظة الحساب كان ينادى النادل مشيراً إلى كثير من الأشخاص قائلاً إنه سيدفع حسابهم، كان كريماً بشكل غريب، وحينما يشكره أحد يردد “لازمته” الشهيرة “الناس قِريِّبة” كانت سمعتُه تسبقه فى أى مكان نذهب إليه، والمدهش أنه كان يقدمنى باعتبارى كاتباً مهماً، أنا الذى أبدأ حياتى بالكاد.
كان كل شىء يمضى عادياً للغاية. صداقتنا تتطور، لم أسمح لنفسى أبداً بأن أتجاوز معه، فلم أنس حتى هذه اللحظة أنه كان مُدرِّسى، لكن الأمور تغيرت فجأة، فبسبب صراعات فى قصر الثقافة انشقَّ مجموعة أدباء وأسسوا جماعة اسمها “آمون”، وقررت الانضمام إليها. كان أعضاء تلك الجماعة يتعاملون مع قصر الثقافة كأنه قصر الجحيم، والأدباء الذين استمروا فيه كأنهم الشياطين، وبالطبع نصحنى بعض زملائى فى الجماعة بقطع علاقتى بعبدالناصر علام إذ لن يكون مفهوماً كيف أتعامل مع عدو. لا أعرف إن كنت أحكى هذه التفاصيل التافهة حقاً الآن ولكن هذا ما جرى. لم تنقطع علاقتنا، ولكن بسبب تركيزى فى ندوة الأربعاء الخاصة بالجماعة وبسبب التحاقى بالجامعة لم أعد أقابل عبدالناصر كثيراً، وقد شك هو فى أننى أبتعد عنه بإيعاز من الآخرين ففضَّل أن يترك لى المجال، ثم قررت فجأة أن أذهب إليه فى المنزل وأن أعتذر له عن تقصيرى معه. لم نتحدث أكثر من دقيقة فى الأمر وانتهى الموضوع، ولم يجرؤ أحد على فتح قصة علاقتى معه مرة أخرى، غير أننى أصدقكم القول: كنت أشعر بأن البعض ينظر إلىَّ كجاسوس، وقد كان هذا كئيباً إلى أقصى درجة، ولم تكن تلك العداوة بين أشخاص تجمعهم الكتابة مفهومة بالنسبة لى، فى مرحلة تالية انضممت إلى قصر الثقافة، صار لقائى بعبدالناصر علام يومياً. كنا نذهب لنجلس فى مقهى عبداللاه أو فى مقهى أمام نقطة الشرطة القديمة، أو فى مقهى المحطة، وجمعتنا شلة مع مجموعة أخرى لا علاقة لها بالكتابة فى نادى الزراعيين باستثناء حامد عرابى الذى كان يكتب الشعر الفصيح، وقد ألَّف عبدالناصر قصيدة جاء على ذكرى فيها “الأصغر فى الشلة عبدالموجود”. كان المقطع الذى يخصنى ساخراً، عن وساوسى المرضية وذهابى للأطباء بسبب وبدون سبب، كان أول من اكتشف ذلك الأمر عنى.
كان عبدالناصر عليماً بالمدينة. لفت نظرى إلى قصر الأمير يوسف كمال. كنا نذهب إلى هناك، حتى قبل أن ينضم إلى الآثار، لنشاهد زجاجه الملون، وزخارفه. كان المكان للأسف فى ذلك التوقيت تابعاً لمصلحة حكومية وكان الموظفون يضعون سخاناتهم فى تجاويف بحوائطه ويركنون دراجاتهم على أخشابه وزجاجه، واحتد عليهم عبدالناصر ذات مرة. كان كذلك يقول لى إن معظم النباتات فى نادى الزراعيين نادرة وقد كانت جزءاً من حديقة قصر الأمير يوسف كمال غير أن الزراعيين حصلوا على أجزاء من القصر ومعه جزء من الحديقة، وكذلك نادى المعلمين.
فى منزله رأيت كثيراً من شهادات التقدير التى حصل عليها من هيئة قصور الثقافة بعد فوزه بجائزتها ربما خمس أو ست مرات. كانت أمه تفتح لى الباب، ترحب بى وتغيب، ثم يحضر هو، ويبدأ فى كىِّ ملابسه أمامى، كان ذلك أسوأ ما فى الأمر، إذ أنه كان حريصاً على أن يكون لبنطلونه حد السيف، وكان يقضى نصف الساعة لينجز الأمر قبل أن نبدأ رحلتنا اليومية.
لم يكن يمر يوم إلا ويكتب عبدالناصر قصيدة جديدة، قرأ لى عشرات القصائد، ربما مئات، كان طاقة شعر غير طبيعية، كان يتفجر به مثلما تتفجر الأرض بالمياه لحظة اكتشاف بئر جديدة، ولم أفهم أبداً كيف كان عليماً بالأوزان، فلم يحدثنى مرة عن الأمر، أظن أن موهبته كانت فطرية تماماً، كان صادقاً إلى أقصى درجة فيما يكتبه، وعبَّر عن نفسه دائماً، وعن هزائمه التى يشعر بها، وعن أحزانه التى لم يكن آخرها وفاة شقيقه الأكبر “عبدالوهاب” غرقاً، إذ اكتشف أن المرض الخبيث استوطن جسده دون أن يدرى. حكى لى أنه كان يلعب الكرة مع أصدقائه، ثم سقط سقطة خفيفة على الأرض، وكان يتوقع أن ينهض سريعاً كما اعتاد، لكنه لم ينهض، إذ أن المرض الخبيث كان قد نهش عظام ظهره وأحالها إلى ذرات، وهكذا انهار عموده الفقرى كما ينهار بيت رملى على شاطئ بخبطة واحدة.
قال لى صديقنا محمد شمروخ إنه كان يريد فى محنته الأخيرة ألا يكرر مأساة أخيه “عبدالوهاب” فقد أدخلوه البيت على أمه ميتاً، قال لهم إنه يريد أن يقضى معها ولو مجرد يوم واحد قبل أن يموت، لكن مع الأسف الشديد لم تتحقق أمنيته. كنا نقف أمام باب البيت لساعة أو أكثر فى انتظار وصول جثمانه من سوهاج. تجمَّع الأهالى من كل مكان، وصل الخبر إلى القاصى والدانى، وصل إلى البلدات القريبة والبعيدة، جاء العشرات وصاروا مئات، جاؤوا ليودعوا عبدالناصر، الشاعر الذى أحبوه، والإنسان الذى ارتبطوا به، ولم يروا منه خطيئة صغيرة أو كبيرة، جاؤوا ليودعوه وليقولوا له: “لا تخف، انت ابننا، لا تخف فلست وحدك أبداً“.
……….
*الصورة من جنازة الشاعر عبد الناصر علام