ظِلٌّ يعبرُ جَبهةَ الوادي وينتشِرُ

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

جمال أمّاش*

1 -في ساحةِ كدحٍ مظلِمٍ:

طاحونةُ الماءِ

تتعطَّل في دَورتِها أحيانا

النافذةُ تُغلقُ وتُفتحُ في نفْسِ الآنِ

كأقواسٍ في العراءِ

 

إنهمْ تربَّوا على اللَّيلِ وعلى كَتمِ أسرارِ الرَّغبةِ

 

كلُّهمْ ينتظرون الصباحَ

في ساحةِ كَدْحٍ مُظلمٍ

 

الليلُ مازالَ مُستمرّاً

والحلمُ يبحثُ عنْ بدايتِه

مَرَّةً أُخرَى

في ظلٍّ يبدو خَجِلاً

منْ وراءِ ستارٍ

 

كُنّا ننتظرُ وصولَه،

صُورتَه تتجولُ في الاذهانِ

وفي المَخافرِ أيضاً.

*

2 -لقاءٌ تحتَ شجرةٍ منسيةٍ:

بَيننا يَغمِضُ الليلُ عينَيهِ

ليعبر الظِّلُّ جبهةَ الوادي

 

الطيورُ تُحلِّقُ بعيداً

عَنْ أوكارِها

وحينَ تحُطُّ على الشِّفاهِ

تلتقي الضِّفَةُ بِخيالِها

تسقُطُ غيمةٌ من عُشِّ الطِّينِ

على جبهةٍ بيضاءَ

وتدنو الساقيةُ بِلسانِها 

كلقاءٍ تحتَ شجرةٍ منسيةٍ تأخرَ كثيراً.

.

3 -جُرحٌ يَتمدَّدُ وينتشرُ:

شعوبٌ وقبائلُ

فوقَ طاولةٍ تميلُ قليلاً

الغروبُ يصعدُ تدريجياً

فوقَ خيمةِ المساءِ

بينما الرُّعاةُ ينامون في منتصفِ الكلامِ

 

آهٍ،،

الشِّريانُ مازالَ يَنقرُ

في صَمتِهِ

والوحدةُ تتعرَّشُ في غُربتِها

 

الرغبةُ مازالتْ تتعثرُ في الرملِ

تتركُ أثرَها في مِنديلٍ

كجُرحٍ في فَخِدٍ أيسرَ، يَتمدَّدُ وينتشرُ.

*

4 -كَغريبٍ في العائلةِ:

مَنْ يسمعكَ الآنَ؟

الشارعُ فقدَ صوتَه في برودةِ

الرمادِ

 

الحائطُ يترنَّحُ في حفلةٍ تنقصُها النَّوارسُ

 

كثيرٌ منَ الصمتِ

في أغنيةِ الحُبِّ

والأملُ فقدَ الطريقَ إلى الحديقةِ

كَغريبٍ في العائلةِ.

 *

5 -خرابُ يختفي وينتشِرُ في صمتٍ:

نحمل أيامَنا

كما جُثثِ في مَلاءاتٍ مخرومةٍ

بالدمعِ

والرَّصاصِ

وفي الخلفِ

دوائرُ سوداءُ تلتفُّ حولَ أملِ الجوعِ

وحولَ نفسِها

 

الشَّمسُ ثقيلةٌ على رؤوسِنا

لا فكرةً لها عنْ نارٍ تحترقُ في أرضٍ

منْ زُجاجٍ

 

تحترقُ وتختفي في مكانِها

هناكَ فمٌ يصرُخُ

وجوقةٌ تعزِفُ لحناً أسودَ

وتختَفي

 

الخرابُ أيضاً يختفي

وينتشِرُ في صمتٍ..

*

6 -ظِلُّ يهربُ منْ صدرٍ غيرِ مألوفٍ:

تَهرُبين مِنْ حياتكِ

لستُ مُنبهراً بوجودكِ، أتبعُ ظِلاًّ يهرُبُ

مِنْ صدرٍ غيرِ مألوفٍ..

 

في اليقظةِ أنامُ

وفي الحُلمِ يتراءى طيفُكِ كجُرمٍ مُنطفِئٍ

 

الرَّغبةُ ضوءٌ في العتَمَةِ

إشارةُ مُرورٍ لا تعملُ

وخيالاتٌ تحيا في طُفولتِها

 

صَمتي رغيفٌ لِغِذاءِ المرحلةِ

أنمو كالفراشاتِ في الليلِ

 وأتركُ مكاني لِنملٍ يبحثُ عن ظِلِّهِ

في قسوةِ العسَلِ..

 

الحياةُ نمشي إليها بِإرادتِنا

والموتُ يزحفُ دون أنْ نراهُ!

*

7 – وديعَةٌ بِدونِ مِجدافٍ:

صَوتُكِ اهتَدى إلينا بِدونكِ..

 

تفِرُّ الجموعُ

يفِرُّ الترابُ

يفر الدمُ من الجسدِ

 

وتبقى الأصابعُ لِرَعشَتِها

يحضُنُها الدَّمُ

يحلُّ الليلُ تدريجياً،

 

مَنْ سيشهدُ يا ضوءَ الصباحِ

أنكَ أحيَيتَ

 وديعةَ بدونِ مجدافٍ!

 ………………….

*شاعر من المغرب

 

 

 

 

مقالات من نفس القسم

art
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

قصائد

يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

قصيدتان