ظلٌ لا يتبعني ..

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 

في الليل احتضنتُ ظلي ، كان علي أن أتصالح معه كي لا يتركني ويمضي .

.

لي ظلٌ لا يتبعني

.

إنها الثانية بتوقيت شيء ما، ربما الوحدة،ِ ربما الليل، ربما لا شيء إلا أني وُجِدتُ في هذا الوقت.

لقد توقفت .. توقفتُ عن الحياةِ والكتابةِ معًا

لا من طبيبٍ يداويني!

.

أنا مشوَّشة، ليس لدي أفكار، أو لدي لكن لا أدري أين هي، كلما حاولت استحضارها آلمتني رأسي فأكفُ عن المحاولة .

.

ليس لدي رغبة بشيء، لقد تخليتُ عن كل شيء، أفلتُ يدي تماماً وجلستُ لا أحرك ساكنًا فقط أراقب العالم يتهاوى من حولي – من داخلي –  ولا أفكر بإنقاذه!

.

لقد تخلَّت عني الكتابة لا لشيء ربما على الأرجح تخليتُ أنا عنها كانت تأتيني ولا أعيرها انتباهي فتضيع ولا تعود .

.

أنا مشوَّشة وكنتُ بحاجةٍ ليقين يخبرني بأن كل شيء سيكون على ما يُرام – ولم أجده .

.

الكلاب بالخارج تعوي بإلحاحٍ وأنا لن أخفي سرًا أشعر بالحقد عليها لأن على ما يبدو لديها سبب قوي يجعلها تفعل ذلك وأنا ليس لدي ولو سبب ضعيف في الاستمرار في الحياة – إلا وأنني ورغمًا عني لازلتُ على قيدها .

.

أنا مشوشة وذاكرتي بها ثقب يؤلمني كلما تناسيته يعاود سحبي إليه مجددَا .

.

الأيام / الكلمات

تجثو على صدري كحجرٍ يحجب عني الحياة .

.

الدائرة لا تنتهي /تتكرر/ تنحرف عن مسارها

ولا أستطيع الخروج منها .

.

كيف نشفى من أذيتهم؟

.

الجدار الذي انهار فوق رأسي ورممَّته، كيف لا أخشى سقوطه مرة أخرى؟ كيف أثق أنه لن يسقط  مجددًا؟ كيف أتخلص من خوفي من إنذاراتِ كاذبة لسقوطه؟ إنذاراتٍ سمعتها من قبلٍ وأعرف آثارها جيدًا.

.

لا،  لا أحد يرى كلماته وهي تتحول أسهمًا تصيب قلبك!

.

ربما كان قدرًا أن أحزن كثيرًا – لأكتب

.

أريد للحياة أن تعود إليْ – أو أن أعود إليها

.

لا ليس بوسعي البدء من جديد ، لقد تهدم كل شيء داخلي ، لقد شاخت جذور السعادة بي ولا يمكن استبدالها لقد تهتَّكت ، لا ليس بوسعي البدء من جديد فوق الركام ، ربما يجدرُ بي أن أتخلص من كل البقايا التي حاولت ترميمها – وفشلت .

.

 وددتُ لو ذهبت إلى هُناك الذي لا أعرفه ربما رغبةً في الذهاب ليس أكثر ، ربما شهوة للضفة الأخرى البعيدة ليس أكثر .

لا أنا ذهبت ولا رغبتي انطفأت – أنا من انطفئ ولم يشعلني شيء/ أحد  مرة أخرى .

.

لقد تخلصتُ منه تماماً وشُفي جُرحي إلا أن وجهَهُ لا يزال يأتيني في الليالي السوداء كعلامةٍ مميزةٍ لهزيمتي ، علامة تُخرج لي لسانها قائلةً : ” أنا هُنا ولم تصلِ إليْ ”

.

الجرحُ في الداخل لا يندمل ، يقف النزيف أحياناً ثم يعاود البكاء مرة أخرى .

كل ما أعرفه أن هناك شيئًا ما ينتظرني – وأريد أن أراه كرغبةٍ أخيرةٍ وأمل عابرٍ بالحياة .

(2)

.

أريدُ أن أتحدث معك كثيرًا ، أريدُ أن أروي لك عن الندوب التي خلفتها الحروب عليْ ، كيف أنني لم انتصر بها ، لقد انهزمت .

انهزمت كثيرًا ولا أشعر بالسوء حيال  إخباري لك بالأمر، لقد انهزمت ولا تزال آثار الهزيمة عالقة بي أنا فقط أخفيها عن الأعين .

لقد انهزمت ولا بأس في ذلك .

لقد كسروني وتحطَّمتُ وتفرقت أجزائي لكنني استطعت أن أرمم ما بي .

أعلم أدرك أن الأبطال الحقيقيون لا ينهزمون مهما حدث، أعتذر لو كنت قد خيبتُ ظنك بي

أنا بشريةُ جدًا ولا أخفي ذلك .

أريدُ أن أروي لك عن تلك الليالي التي ظللتُ انزف بها لم يضمد جراحي أحد .

أريدُ أن أحدثك عن مشاكلي التافهة والصغيرة وغضبي من العالم وعلى العالم ، أريدُ أن أحدثك عن مزاجيتي الغريبة وتفاصيل حياتي الفارغة ، أريد أن أحدثك طويلاً عن هذه الأشياء التي لا يُلقي العالم لها بالاً – لكنك تفعل!

مقالات من نفس القسم