ظللت أفعل هذا وسأظل إلى الأبد

ظللت أفعل هذا وسأظل إلى الأبد
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أسماء حسين

جلست أترجم مقطعًا شعريًا حزينًا لكلوديا رانكين تصف فيه موت جنين أمها الأخير، حين توقفت للحظات أمام تعبير ما ورأيت شطرًا من عمري يمر من خلاله ببطء، ماذا كانت تصف به كلوديا طريقة والدتها في الحزن؟ 

قالت: “لقد كانت امرأة من ذلك النوع الذي يحب دائمًا أن يهز كتفيه استهجانًا. في أعماقها ظلّت تهز كتفيها إلى الأبد.” .. شعرت أن هذا ما عشت أفعله طوال حياتي، أهز كتفي استهجانًا أمام كل حدث وكل حزن محتمل، غير مدركة أن كل تفصيلة ألقي بها عن كتفي تسقط تحت قدمي وتتحول أحيانًا إلى شوكة منتصبة في الطريق. 

ظللت أهز كتفي استهجانًا حتى صار عليّ أن أخطو بحرص كافٍ متفادية كل الأشواك القديمة حولي، لكن هذا لم يبدُ كالحزن أبدًا. لا أحد يفعل خيرًا بإلقاء شيئًا من روحه إلى الأرض. غير أن إنكاري كما عرفته لم يكن أبدًا من أجل العالم، أو أهله أو شيئًا منه، بل من أجل المرآة، كنت أريد أن أبدو أمام نفسي دائمًا خالية الوفاض من الحزن البائت، سالمة الكتفين.. 

تعلمت متأخرة جدًا كيف أصبح صديقة لحزني، وأترك له كتفي يبكي عليه بحرية، وأدركت أن عليّ دائمًا تقبل أن أنكسر كأوراق الخريف دون شجار مع نفسي، كنت أعرف أن هذا الحنان الذي ربيته في قلبي سيؤلمني يومًا.. لكنني في أعماقي ظللت أهز كتفيّ إلى الأبد.

 

 

مقالات من نفس القسم

يتبعهم الغاوون
البهاء حسين

هاواي

يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

إلى أين؟!