ماهر طلبة
كنا ثلاثة، أنا وهو وهى، حين دخل علينا البوليس.. أما هو فقد كان يملك جناحين طار بهما خارجا من نافذة الحجرة.. لم يتسلل كصرصور.. بل حلق كنسر.. حتى أن الضابط تعجب وارسل إشارة إعجاب لم تغب عن ناظرى.. حلق، ثم اختفى كشعاع ضوء حاول كسر ظلام دامس.. وأما هى فقد شدت عليها ثيابها وحاولت أن تستتر، لكنه كان يعلم فعلها، وكان يريدها هكذا ليُتم اثباته وقدرته.. لذلك استدار مسرعا وسحب من يدها الملابس، وأمر من تحت سلطته بجمعها لتكون شاهد الإثبات الأول.. ساعتها نظرت له بقوة لم أكن أظن أنها تمتلكها، ثم تركت دمعة كبيرة تنزل على صدرها.. لو تُركت لتكمل خطتها لكنّا الآن نسبح فى بحار العالم أحرارا دون أن نهتدى إلى شاطئ.. لكنه ومن جديد نزع عنها جِرابُها وأمر الآخرين بأخذها.. فتسارعوا لمسكها وشدها وجرها رغم استسلامها البادى .. وفقدت أنا أخر أمل لى فى النجاة.