صور من باب الليل

"باب الليل".. سفينة الجنس و طوفان الهزائم
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حمدي الصغير

في الفلم المصري (E U C)، قال أحدهم لصديقه الذي يلبس وشاح النضال والسياسة وقد أتعبه بأحاديث المثقفين والقادة: خليني أكون صريح معاك ،الكائن اللي قدامك ده كائن عشوائي، يتعايش على حاجتين، المزز والحشيش! ففاجأه المناضل: (أنا معايا واحد أفغاني عجب) ..يا جماعة إطلاقاً العمل السياسي لا يتعارض مع الحشيش!

نعم هو أوان العهر والنفاق السياسي ،الحلم العربي والخيبات ،الآمال والتطلعات في مقهي (لمة الأحباب)..ثورات تخبو وأخرى تشتعل على يد أيقونة السحر والجمال (لّلا درة) ، المُزة التي شيدت إمبراطوريتها على أنقاض العزائم الخائرة ..على قضبان وعجيزات من أعياهم النضال في أرض الحقيقة ،هربوا إليها ينشدون أمجاد قديمة في تربة أخرى..تربتها وملعبها حيث القوانين وخيوط اللعب تشبكها وتحيكها هي وحدها على أطراف أصابعها ،ترعاها وتحفها عطايا وأشواق وجهاء المجتمع.

_صور ومدامع وآهات وعجيزات نافذة ونهود عاليات وأمنيات عنيدة تجتمع في الحمام (حيث يحدث كل شيء) ..أبواب كثيرة في جوف الليل..وأبوشندي الثائر القديم الذي يحمأ لعناوين الأخبار التي تحشد فيه روح الأيام الخالدة ،أيام المقاومة ،عندما تُعزز وجودها وتدحر الصهيون درجات. ويد على الخد لا يفتئ معلقاً بقلب الملكة درة التي تبادلها الإعجاب بتحفظ ،ورغم علمه بأنها بعيدة المنال ،تبقى هي وحدها من تستطيع تحريك الدماء الباردة وتدفع بها إلى الشرايين العطشى ..” عندما تعشق امرأة أو أغنيه لا ترى فيها شائبة، تراها كالكريستال صافية، تحبها تعطيها روحك وتخصم سعيداً من بقية عمرك ليزيد عمرها، حتى عندما تحب فكرة أو أغنية تفرد شراع قلبك راضياً سعيداً”صـــ ..وحلومة تلك الرمانة التي تحلم كـ(ماريا) في رائعة باولو كويلو (إحدى عشر دقيقة) ..” حلمت مرة واحدة أن تتزوج وأن تخلِّف بنتا تسرح لها شعرها، تغني لها حتى تنام ثم تفتح قلبها، تشقه نصفين، تدخلها فيه وينامان معاً”صـــ190..وفي الإطار، طار حلمها على متن طائرة فرنسية تحمل عشيقاً وسيماً ،خائن ،وليال عصية داخل السجن وموعد مع تعلم فضيلة الصبر الحميد وحسن السير والسحاق.. أحلام ونعيمة وألفة وحبيبة وأماني كثيرة وكثيرات وعنفوان جسدي بديع وقهوة تسع الجميع.

_على صعيد اللغة يشدك الحس الساخر والإسلوب السهل واللغة المتدرجة إلى الشعرية ،فيجبرك بها وحيد على الغوص في تفاصيل الشخوص وماضيهم بثرثرة ليست مملة وفلسفة رائعة تنبيك عن كاتب متمرس درِب مثقف ،يجيد سياسة الحكي.

_ الرواية مفتوحة تعطي فرصاً أكثر للتأمل والتأويل والإستفاضة بدواعي أقرب للميلودراما تبدأ من عمق القضية الفلسطينية مروراً بحنك الثورات العربية ..تونس ومصر وليبيا و”سودانيون يظهرون مرتين في الإسبوع ” !!

امتداداً إلى ثبات الأنظمة (يذهب الأحباب وتبقى درة) وكل هذا في محيط عربي داعر مسكوت عنه.

رواية تستحق العودة مرات ومرات وعلى أمل أن نقرأ للكاتب المزيد من هذا الابداع وفي انتظار أعمال قادمة أكثر ابهاراً.

……….

*نقلا عن مدونة بروتين

 

عودة إلى الملف

 

مقالات من نفس القسم