فتحي عبد السميع
“إلى محمود الأزهري”
مَن يَملِكُ رِيَّه ْ ؟
منذُ ثلاثينَ خريفا يتدحرَجُ فوقَ الحصباء
وها هو يرقدُ في حِجْرِ صفية ْ.
مَكْسُّوا بالأربطةِ يُحدِّقُ في الزوَّار
الشَّهْقَة ُ مَجْمَرةُ واللغةُ عَصيِّة ْ.
كَمْ كان يقودُ الكلماتِ إلى بستانِ الليمون
يطهرُها بطواسينِ الحَلَّاجِ
ويُلبِسُها جُبَّةَ عُمَر بن الفارض
فإذا هيَ سيْفٌ وهويَّة ْ.
كَمْ كان يَعُضُّ على بَرْقٍ
وفضاءات
يَحشدُ فوْقَ تجاعيدِ الذات
جداولَ خضراءَ ومليونَ صبيَّة ْ.
يا غُلْبَ صفيّة ْ
يعدو في الأسواقِ غريبا
يتنقلُ بيْنَ عيونِ الحسناواتِ
ويَهتِفُ:
حيطانُ الأزْهَرِ تُزهِرُ في ظهْري
والثُّوَّارُ يَمرون على شفتي ّ
أنَا الزنديقُ المبرور
الفَرَسُ المبتورُ الأطراف
لماذا تَنطِبُق الجدرانُ على العشاق؟
لماذا أحضانُ المحبوباتِ قَصيَّة ْ!؟
.
يا غُلْبَ صفيّهْ
محمودٌ يَشرَحُ فوْقَ المِنْبَرِ غِيِّة ْ
هل جُنَّ المجنون!
لماذا يَرمي موسمَه في تَهْلُكَةٍ ؟
مَن سَيَهُشُّ عن المِسكينِ
كفوفَ الخَلْقِ وأحذيةَ العسكر
يا غُلْبَ صفيّة ْ
جُثَّةُ محمودٍ بيْنَ الغيْمِ تُرفْرِفُ
وصفيّةُ تَعدو في الأحزانِ
بِشَعْرٍ محلولٍ وقوامٍ يخدشُ ضيَّهْ
يا غُلْبَ صفيّة ْ