صراخ

صراخ
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

جمعة الموفق

من بعيد

من تحت شجرة صفاف حزينة أدير وجهي نحو الوطن

وألوح لرايات العار

الخفاقة  في كل شبر

عند المدارس في عيون الأطفال وفي وجوه المدرسين

وعلى الأرصفة المنحوتة بالهم اليومي للمارة

وأمام المستشفيات الفارغة من الأدوية والأطباء

أمام المصارف الشحيحة

أو في عربات الخضار

والمعاملة بالشيكات المصدقة

في المطارات المنكوبة بالثورة

في المؤسسات المنهوبة

ومحطات التاكسي التي يغلب عليها الأسى

في المخابز حيث الرغيف يتقلب ويتقلص

في البوابات التي تضحك بأسنان صفراء

من آخر مقعد في القطار

ألوح للخزي المرسوم على الجدران

وعلى لافتات مشبوهة

وفي شعارات الوصوليين

بوهم الدولة المدنية

ألو ح للذل والمهانة

للجرب

للصراصير والخفافيش

للبعوض

للغيلان

لغرف التحكم بالماء والبترول

للعابثين بالأرزاق

للحالفين بالله وتالله على القتل والدمار

للمُصِرّين على القيء في وجوهنا

للحقائق المزيفة

لغلاء الأسعار

للشهداء 

من بعيد ألوح للعملة المسكينة في غرف العناية الفائقة

للحاويات الخاوية

للفساد كإله جشع

للمقابر الجماعية

للإعدامات المرعبة

للسجون السرية

للمهجرين

لقطاع الطرق

للاختطاف

للتنكيل

للمساومة

للنياشين

للقانون في سباته

ألوح للفنون الذابلة

وأصرخ

انقذوا إنسان هذا الوطن

جيناته تتراجع

تنحدر

في أي لحظة قد يعود

قردا .

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم