صالة قمار

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

رنا شنيشن

في صالة قمار كبيرة

نلعب

يراقبنا رب الصالة من خلف الكاميرات

يضع همه الأكبر علي الشخص صاحب القرار بعد الخسارة

مكسبه: الملتبسون باللعبة

الذين

نسوا شيئا ما في المنتصف،

شيئا ذا هوة كبيرة

شيئا يشبه الثقب الكبير

يبتلع كل شيء حوله.

شيء تحدّث عنه نيتشه وسماه العود الأبدي.

شيء لا يظهر إلا عند النهاية

يقول لك الحقيقة كاملة

ثم يمحو خريطة الطرق من رأسك مرة أخري.

ويغادر.

كما في مسلسل بلاك ميرور.

شيء طواه الحلم ونام النوم عليه.

شيء عليهم أن يقضوا حياتهم كلها يبحثون عنه.

ولا يجدونه.

علي هذه الضفة أنت،

وعلي الضفة الأخري غواية لعبة عفريت العلبة، يا مغفل.

لعبة جميلة ومسلية ،ولن تنتهي منها حتي تنتهي منك.

***

دعونا نبدأ..

ياقدري الجميل

يا حظي السعيد الذي ينتظرني خلف الشبابيك والمرايا

يا لغزي المحبب

يا لغز الرغبة ولغز الحب ولغز الألم

يا لغز الحقيقة ولغز النسيان

لغز الخيانة ولغز الاكتئاب

لغز النار الخراب

لغز الخلق

ولغز النشوة

لغز الوهم

ولغز الواقع

أنا هنا الآن ..

لا حيلتي ماء ولا تراب

أنت كل حيلتي

دعني أدخل فيك وتدخلني

دعني ألتبس بك

دعنا نصنع بضع خطوات أخري من بعضنا، لنمشي قليلا..

دعنا نكتب الآن لأننا نثق أنك ستعوضنا في النهاية

لأننا خسرنا كثيرا

وصبرنا

ولأننا نؤمن أننا نتداول الأيام

ولأن هذا اليوم هو يوم حظنا كما تقول الأبراج.

دع (أغنيتنا الهرمة) ترقص قليلا.

***

أقول لصاحبة اليد الدافئة كأحلامي

التي وددت لو أستطيع فقط أن أمسكها فترة أطول

لكنني أخاف..

التي أود أن نسهر قليلا مع بعضنا نشرب ونسب كل شيء ونرمي نفسنا مرة أخري في الحياة

نسافر ونترك خلفنا ذكريات تطاردنا ونطاردها

نحلم

ونحاول أن نخرج من الوهم الملتصق بنا

ولا ندري كيف!

أقول لها أفهمكِ

أفهمكِ تماما

والنار التي تريدين أن تخلقي نفسك منها..

ستعذبك طويلا

وستعذبني أيضا

أقول وأعرف أن رب الصالة يسلط كاميرته عليها الآن،ولامفر

وأن اللعبة أختارتها هي الأخري..

وتملؤني المرارة يا صديقتي

أنا أحبك

تعالي نحاول أن نخترع لعبة لنا

أن تفهميني وأن أفهمك

أن تنظري لي كثيرا

أن تصبحي أنا وأصبح أنت

أن أصبح عفريت علبتك

أعذبك طويلا حتي تَصلي لي

عفريت علبتك

الذي ينتظرك

ليسخر منكِ

ثم سأقبلك في النهاية

سأصبح أنا عذابك

سأتقمص الأدوار المضادة لكِ تماما

أنا عدوك فانظري لي

سأقول لك

إذا كان”الحب هو أن تحارب العالم في حبيبك

فسأصبح حبيبتك لو أضطرني الأمر لذلك.

لكن الواقع والله أكبر مني ومنك وكل المجازات لا تنفع وكل الكلام لا فائدة منه أمام تلك الرغبة..

أدخلي في التجربة كما تحب..

وسأنتظرك هنا

مع أحلامك الشاسعة

ومع الحياة التي نتحايل عليها حتي تتقبلنا بأي شكل

التي نتمسح بها كما تتمسح القطة بمالكها

أنتظرك

وسأقبلك أيضا

قبلة بقدر ما عجز كلامي عن قوله لكِ

قبلة تمحي أثر التجربة يا عزيزتي والبداية والبداية من جديد

لا أعرف

دعينا ننتظر

***

والآن

أين الحرب يا حبيبي؟

الجندي الذي لا يعرف كيف يعيش من دون الأسلحة والأعداء والقنابل

كيف له أن يعيش بكل هذا الأمان؟

والعالم الذي وددنا أن نحارب بعضنا فيه مات

العالم وأغنيتنا هرمت

العالم وأغنيتنا أصبحوا عالقين في عالم ليس عالمهم

رب الطمأنينة أطفأ كل هذه النيران بأجحنته

بصمته وبكل ملله الوديع

الحرب الكاذبة كالكتابة

والكتابة الكاذبة كأحلامي

وأحلامي الكاذبة كعماد حمدي

الوحيد الذي فهم اللعبة.

والخطر؟

أقول لصديقي أن الشر مغوٍ،مغوٍ وجميل ويعطيني هوية ما أريد أن أتمسك بها في النهاية..

ولكن لا يهم..

المهم أنني سأصبح عفريت مراتك في النهاية

وستصبح أنت صلاح ذو الفقار

سأتقمص دور إيرما لا دوس

وسأخونك

وبالمناسبة

خنتك في حلمي بالأمس

عشيقي وضع لي واين في القهوة

وكان أجمل سُكْر جربته

حكي لي ما سر القبلة

وأمرني أن ألعق رقبته

بالتحديد تفاحة آدم

وكان يتكلم

يتكلم وألعقها وهي تعلو وتهبط

يتكلم وأنتظره

والسماء كانت تحتفل بنا

والأنوار كانت تشتعل

وأرنوفسكي كان يصنع فيلما للأغبياء

وأنا كنت غبية كفاية فلم أفهمه

ومن يبحث عن التأويل سيجده

والله، سيجده

حتي في تفاحة آدم

التي كانت حقيقة أكيدة.

دعني أحدثك عن شيء لفت انتباهي بمناسبة الحديث عن هذا الموضوع

اللغة تمكنت منا تماما

وأصبحت حقيقة كاملة:

1- كنت أنتظر منك طفلا جميلا،يغزو العالم بموسيقاه،انتظرته،وصنعت له خلاصة فني في صنع الكمان،بعدت عنك كثيرا وقسوت عليكِ ولكن كان لي هدف،وفي النهاية تركتيني وذهبت،تركتيني ومات ابننا في جوفك قبل أن ينطق كلمته،ولم أيأس،كان لي هدف أخير قبل أن أموت،علىّ أن أتمه،أخذت جثتك قبل أن تجف ويجف الدم بها،جلبت إناء ثم صنعت ثقبا كبيرا في يدك فتساقط الدماء الذي طليت به كماننا،وكان شعرك هو الفرشاة،كل لمسة ستجعل العالم ينتفض،وستكون لعنة،لعنتك الجميلة،لعنتك الجميلة ياحبيبتي.

2- العالم من حولنا كان موحشا،كان خرابا،الملل يغمرنا حاولنا أن نبدأ من جديد،آدم وحواء،أول خطيئة،الطوفان،الحب،ثم لمحنا من بعيد شيئا ما،كان طفلنا،كان خلقنا ياحبيبتي،ولكن الذي لم تعرفيه أن الإله ليس له شريك،سنأخذ قلبك وسيصبح هو العود الأبدي،الإله سيأكله من خلقهم،وأنت سيأكلك قلبك،وقلبك سيخلق الإله وهكذا للنهاية،لعبة سخيفة والله جدا.

3- عينك علي السجادة،أرادت أن تخرج للحياة مرة أخري،ولكن قدرك هو أن تصبحي البطة التي لا يعرفون من أين يأكلونها.وفي النهاية انتهيتِ في كروشهم.وأصبح جمالك هو الجمال الذي يغلفهم جميعا.

4- الإله الذي لم يكن له عطر،فصنع عطرا أغرق العالم كله في ملذاته،عطرا بلعنة كل الجمال،عطرا بلعنة كل الحب،ثم رمي نفسه في النهاية،لأنه اكتشف بعد كل هذا،أنه وحيد بأصالة،وحيد بكل هذا الجمال الذي يملكه.

اكتشف أن لا فائدة.

الذي أريد أن أحدثك عنه هنا هو العامل المشترك بين هذه القصص،وليس واضحا كفاية في عقلي.

ولكن دعك من هذا.

سنكتشف بعدما خضنا اللعبة وانسقنا إليها، أن عماد حمدي هو السافل الكبير، هو الذي يجعلك تغوينني، ويجعلني ألتقط الخيط وأجري وراءه،عماد حمدي هو الوحيد الذي فهم عفريت مراتك وعالجها.

ولكن دعك من كل هذا أيضا.

أريد أن أقبلك قبلة حقيقية، أن أشعر بها بين يدي،

أن أتذكرها بسهولة،وأطلبها

أن لا أموت يوميا بحثا عنها

ولا أعرف كيف أجدها،

لأنها حلم ولأنه طُوي للأبد

لأنني صحوت يا حبيبي

لأنني لست وحيدة معك

لأنني أيضا لا أريد أن أصبح وحيدة من جديد

ولأن الحلم غادر.

غادر كالحياة والمكسب

غادر كعفريت العلبة

غادر كرب الصالة

غادر كعماد حمدي

غادر كمزاجي

وغادر كالكتابة

ولكن

أن أحبك

أن ألمس يدك وأتأكد أنها بجواري دائما

أن أرمي نفسي وأثق أنك ستلتقطني

أن أحبك دائما وأن تحبني

محبة فطرية

محبة باركها الله والأصدقاء والأهل

هذا هو كل ما لدي

لأثق به.

أنت الذي يملك كل أسراري

الوحيد الذي أصبحت عارية تماما أمامه ولا أخاف.

ولأنني فجأة أصبحت عاقلة ويمكنني أن أسير معك في الحياة للنهاية.

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project