شددن القميص فقُدَّ

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

قصائد : عزت الطيرى *

1

شددن القميص فَقُدَ

———

بنى منزلا

ناصع الواجهات

على ربوة الروح

ظلت ثلاث بناتٍ

يقُمن بحجراته الأربعين

ويأكلن تفاح جنتهِ

يستثرن هواه

ويلهمنه بالقصائد

محمومةً

يتحممن فى سحرهنّ

ومرمر أجسادهن

ويغسلن قمصانهن

بماء من العطر

يدلقن ماء الهديل

على من يمرون

أسفل ربوتهِ

فاستشاط الذين يمرونَ

قالوا كلاما

فغلّقن أحلامهنّ

وهيئن لؤلؤهنّ

شددن القميص

فقُدّ

وقلن لسيدهنّ الأسير

اقترح موعدا للهجير وللهجرِ

طاوعهنّ

وهدّمَ بيتا بناهُ على ربوة العمرِ

ودّع قرميده

وحجارته

والبنات الجميلات

ظل بلا ذكرياتٍ

بلا ذاكره

 

2

كادت أن تبوحَ صبيةٌ

——————–

قف للمعلم

وفـِّـــهِ

كتَبَ المعلمُ

فوق سبوراتِهِ البيضاءِ

لملمَ حزنهُ

مترقرقا وخجولا

ومضى يقول لفتيةٍ

ولزمرة الفتياتِ

في عمر الهدير البكرِ

في وقت الندى

كاد المعلم

أن………..

يذوبَ أسى

وكادت أن

تبوحَ صبيةٌ

بغرامها

لفتى يتيهُ

بخصلةٍ سوداءَ

فوق جبينهِ

وتبتلت تبتيلا

قف للمعلمِ

لم يقفْ

ولدٌ

نحيلٌ

أسود الخصلات

عن تيهٍ

وكـــفـّـتْ

في مقدمة الصفوفِ

صبيّةٌ فرعاءُ

عن صمتٍ

وعن صبرٍ جميلٍ

أرسَلَتْ

في الُظُهرِ

للولدِ النحيلِ

رسولا

 

3

النسيان الجميل

———————

النسيان الجميل

الحقيبة مكتظةٌ

بالخواتم

أقلام أحمرها المستبد

وعطر قديم

وكحلٍ

ومرآتها المرمرية

منديلها القرمزى

المطرز بالحلم

قائمة للهواتف

” كشفٍ ”

بأسـماء

قتلى هواها

ومفتاح سر خزانتها

وبها ما بها

من مباهج

أو من خيالٍ رهيفٍ

وملقاط تهذيب حاجبها

قطعة من فؤاد الفتى

نزعتهــا

لتلقى بها

وبأوجاعه

عند أول منحدر

قــادم

الحقيبة

مكتظة

منذ بدء الحقيبة

فى سالف الجلد

بالنسـيان الجميل

فهل بالحقيبة

صـورتها

وهى تعدو معى

فوق جسر اليمام

وهل فى الحقيبة

قاموس أحلامنا

زهرة السنط

صفراء ، صفراء .

مثل شموس بغت

زهرة السيسبان الحزينة

مثل بكاءٍ نبيل

وتاريخ ميلاد حزن الفتى

نسخة من جواز الرحيل

إلى مدنٍ رحبةٍ

هاربين ،

غريرين

من ليل قريتنا

منذ خوفٍ قديمٍ

وعشرين تنهيدة

فى الهجير …

الحقيبـة مكتظة

سوف تفرغها بعد ليل

على طاولات الحنين

وتصبح فارغةً

مثل قلبٍ

ولا يتبقى سوى

النسيان الجميل

 

4

تَرَكَتْ مشاغلها

————————-

تركتْ مشاغلها،

على خشبٍ،

لطاولة،

وحزنا فارها،

قد كان راودها،

وبدَّلت الملابسَ،

والجراح،

وعلقت عقدا فريدا،

فوق مرمرها الأثيل،

وكحَّلت أهدابها الفرعاء،

بالليلِ الطويلِ،

ودندنت لحنا ،

ورشت عطرها الثرثارَ،

فوق جبينها،

وحنينها،

واسترسلتْ فى همسها،

لتعيد ترتيب الكلام المرِّ،

ترتيب العتابِ،

وموسقت خطْْواتها،

للبابِ،

تسترق الوصولَ،

بطرقةٍ،

أو طرقتينِ،

ثلاث طرْقاتٍ،

ويدخلُ،

متخما بالشوقِ،

لكن َّ المساءمضى سريعاً،

ذابلا فى خدرهِ،

والليل لملم ماتبقى،

من بقايا بدره،

والباب لم يُفتح ولمْ،

تسبقهُ دقة عائدٍ،

من بحرهِ

أو دقتان، ثلاث دقاتٍ

ولمْ

 

5

قالت عزت

———————

قالت عِزّتْ

فتوارتْ

كل الأسماء الأخرى

واستعرتْ

وتلوَّن فجرٌ

واصطبغ الكونُ

بـِحُمْرةِ دهشتِهِ العذراءِ

وعَزَفـَتْ

موسيقى الأشجارِ

وعاثتْ

في الأرضِ

غنَاءً

وابتكرَتْ

سُلـَّـمَها الشجريَّ

ورقـَصَتْ

واشتبكت “عيني”

في”الزاي” اللثغاءِ

وحَطـّتْ

فوق صبابات التاءِ

من يجمعُ أشلائي؟

حين الأرض اهتزتْ

إذ هَمَسَتْ

عـِ

زَّ

تْ!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعر مصري

[email protected]

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم