في الزّقاق رميت القليل من الرّماد
أمام بيت العجوز الذي ثقب كراتنا ونحن أطفال
واضطرنا لصنع كرات من أرواحنا
لنلعب.
الحيّ الذي لم يجعل منّي مُجرماً
رميتُه كذلك بالرّماد،
المقاهي التي لم أستطع أن أكتب فيها ولو جملة
حتّى لو كانت عن ثقب إبرة،
رميتها بالرّماد.
السوق الذي قالت لي جدّتي
أنّها ذاهبة إليه لتبتاع لي الحلوى وهي تحتضر
رميتهُ بالرّماد.
الوطن الذي لا يعترفُ بقيمة الشعراء وبقيمة الأدب
من على مروحيّة
رميتهُ بالرّماد حتّى لم أعد أراه.
عدتُ في عمق اللّيل إلى البيت بعد أن فرغ الكيس
مزهوّاً بما فعلت
طرقتُ الباب ووجدتُ أبي بانتظاري
قلتُ لهُ: أريد أن أشتم العالم
أدار وجهه عنّي وذهب إلى غرفته
وقبل أن يغلق الباب
قال لي: اكتب.