سلاما للجسد الممدد

عز الدين الماعزي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عزالدين الماعزي

١
أغمضَ عينيه وسافر في دجى الليل
بأجنحة من غياب
في مدينة الضباب
يلوح لنا بيد من قصيد
بأيامه الجنوبية
وحدائقه الشعرية
سلاما، سلاما أيها الشاعر المتمرد
أيها الشيوعي الأخير.
٢
هل من الممكن أن أرثيك..؟
والشارع صار طيفا يصعب بعثرته
أفزعتني الطريق بعدك يا يوسف
لا أمل الآن في حياة بديلة
فاتركْ لي سيجارتك وحديثك الأخير
وثقتك المفرطة .
لا حياة بديلة بعدك يا صديقي
والحلزون يتوارى والبحر يعيش شغفه الأخير
هذه الورقة ترثيك وتذرف الدمع الهطيل
خلفها طاولة وأسفار كثيرة وحاسوب لعين
عُد لحظة فقد تركتني وحيدا؛
كتفاصيلك الصغيرة
لا تحرمني من نظرتك في صدر الجريدة .
هي أغنية حب بيننا
ومن يشرق بابتسامة يرحل وفي القلب غصة
يمد لي يدا تلوح للنوارس
كنت بالأمس هنا
والقلب يرقص التانغا مع الشجر
عابر الممرات
لو سألتني، لقلت : ما أصعب الفراق!
سعدي، لم تترك لنا إلا إيماءة المرور والعبور .
٣
سعدي … بعدك الحياة مهالك
وما اللقاء معك إلا سويعات مرت في ثوب اخضر
بدهشة وباقة ورد
نمْ قرير العين فالليل العربي طويل المعارك
وأسلحة النار في عين اللهب .
٤
تعال لنصعد الربوة، بأعلى وأعلى يا يوسف
نترك الأسفل للسافلين
كثُر أشباه الدجاج وتكاثر القطيع
وأضحى ربيعنا خريف
هل نسهر الليل كله في المعطف المبلول
ونشرب قهوة
أم ننطلق الى جهة معلومة
نهتف تحت الرايات بعنف
أعلى أبراج التاريخ
في هذا العام سأكون وحيدا في الساحة بدون هدير
ونتمدد على العشب الأخضر
وأنا أتعلم فن الصمت … وأصغي .. إلى أزيز الرصاص في الرأس
وأنت الأجمل بدون كؤوس البيرة
فلمن أشكو البلوى؟
حقا … هل غادرتنا ايها الرفيق ؟
فسلاما للجسد الذي ضاق بنا حتى انفجر.

مقالات من نفس القسم