سكينٌ مستيقظ للحلم!

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

جيلان زيدان

روحها "كاروه". من كثرة ما ارتدت مريولها المطبخي، في اليوم ما يقارب من عشرين ساعة. كل ذنبها أنها ورثت هذه الكفاءة في الخدمة عن والدتها، ووالدتها عن والدتها: "لازم تشوفي طلبات بيتك حتى لو بتموتي".. فأصبحت هذا الكائن المصلصل بالأواني ليل نهار. اختلست سكينا ذات يوم وشوكة، وادعت أنها ستأكل في طبق فاخر بمخيلتها برفقة عائلتها قبل التحول لكائنات أنانية نسيت وجودها، وحمّلتها أعباء نفسها دون رحمة، ودون تذكرة لأقل مطالبها: "التنفّس".. وخرجت في نزهة لمطعم تتوق بشدة لمن يناولها كوب عصير لا تصنعه هي بنفسها. ومن يشعرها بأن للطريق طرفين، يجوز عبوره ذهابا وإيابا.. ولأن لها وقتا طويلا جدا لم تلتق بنفسها، ارتبكت حيال ذلك.. . فوقعت منها الشوكة، وأصاب السكين الهلامي قدمها. تعكزت على الحلم، وخرجت منه بأقل الخسائر. ضمدت جرحها بمريول المطبخ. وخرجت لفناء روحها تخلعه فقط، لتنام. قبل أن يستيقظ الآخرون.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 شاعرة مصرية 

مقالات من نفس القسم