مرزوق الحلبي
لو أني لم أقفزْ ليلتها من عربة القطارِ
ولم أستعِد روحي من بين الحشود
والبوصلة التي زودتني بها أمي قبل الخروج من البيت
لو أني لم أواجه الريح وحدي
لو أني لم أُفتن بالسؤالِ
عن العلاقةِ بين الغايةِ والوسيلةِ
لسرتُ مع الرفاقِ أعبدُ النصوصَ مثلهم
أحفظ البيانَ المقدّس
وأتلوه على زوجتي وابنتي كلّما وجدتا موطئًا للبديهة
لو أني علّقتُ الأساطير وصور القديسين من الرفاق
على باب غرفتي في مسكنِ الطلَبة
وواظبتُ على الانصهارِ في الخليّة والكلِّ
خارجًا منّي ومن اسمي
لكنتُ وقعتُ في حبّ السلاطينِ
وكتبتُ القصائدَ في مديحِ الهدهدِ الشاميّ
وغسلتُ قدميْه بماء الوردِ
وشربتُ كلّ زجاجاتِ العرقِ على شاطئ حيفا
ولم آبه بالسمك.
………….
(كانون الأول 2019)