ستيفن كينج .. عندما يسكن ألرعب جوار ألقلب !

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أحمد فاضل *

( أدب ألرعب عبر ألتأريخ ليس سوى تسميع لبروفة موتنا ) .. ستيفن كينج

لم يكن أحدا يتصور أن هذا ألطفل ألذي ولد في ألحادي والعشرين من ديسمبر / كانون ألأول من عام 1947 في ولاية ( ميانا ) ألأمريكية ، سيكون أفضل كاتب رعب في ألثلث ألأخير من ألقرن ألعشرين ألمنصرم ، وسوف يكون بإمكانه جعل ألأدباء يحترمون هذا ألنوع ألجديد من ألأدب ، وسوف يجبر ألمخرج ألشهير ( ستانلي كوبريك ) على إخراج أهم أفلام ألرعب على مر ألتأريخ .

وحياته لاتختلف كثيرا عن رواياته فهي أيضا مليئة بالحوادث ألمثيرة والغريبة .

كان كينج عند ولادته طفلا طبيعيا بخلاف بقية أخوانه ألذين ولدوا بعاهات مستديمة لكنه صدم بوفاة والده ألذي خرج ليبتاع بعض ألحاجيات ولكنه لم يعد بعدها مما ترك أثرا شديد ألوطأة عل نفسيته ، وهو في ألرابعة شاهد مقتل أحد أصدقائه أمام عينيه حينما دهسته عربة قطار مسرعة ومع عدم شعوره بالأسى كونه كان طفلا لايفقه ذلك إلا أنه ومع ألأيام بدأ يتلمس ذلك ألحزن والألم والرعب مع كل حادثة تلم بعائلته مما جعله مهيئا لدخول عالم ألرعب بعد أن تمكن من ألكتابة وفي ذلك يقول عن طفولته بأنه طفل عليل ، حالم ، بائس ، وحيد ، ضعيف ألنظر ، تعلق بالقراءة لنسيان بعض ما ألم به من مصائب حيث كان مهووسا بكتابات ( أدغار الآن بو ) وعشق أفلام ألرعب وهو في سن ألسابعة من عمره فقط .

بدأ كينج ألكتابة ألفعلية عام 1959 في صحيفة محلية صغيرة ومن ثم قام بجمع قصصه ألقصيرة وتحويلها إلى كتاب أطلق عليه إسم ( أماكن للناس ) وبعد سنوات من كتابته للقصص ألقصيرة كتب في عام 1970 روايته ألأولى ألكاملة ( كاري ) والتي تعتبر بحق ألولادة ألحقيقية لأدب ألرعب ألمعاصر .

تحكي قصة ( كاري ) عن فتاة صغيرة لديها قدرات خارقة تفوق ألخيال تتحكم بالأشياء عندما يسودها ألغضب والإنفعال لكنها تكون غير قادرة على ذلك عندما تهدأ ، ولذلك تحاول والدتها أن تجعلها بحالة هدوء دائمة ، وإذا ما حركت ألأشياء وجعلتها تتقافز في ألهواء وعمت ألفوضى في ألبيت نتيجة لذلك ألإنفعال تقوم ألأم بعقابها وذلك بالوقوف أمامها مباشرة لتتلو صلواتها بصوت جهوري لتهدئ من روعها وتجبرها على ألسكون .

أمها تعتبر ذلك غضبا من ألله وقد زرعه في إبنتها فتتقرب له بالصلاة والدعاء لكن ألذي لاتستطيع هذه ألأم ألسيطرة عليه هو عند خروج ( كاري ) إلى ألمدرسة أو ألشارع ، وبحبكة قوية يجعلنا كينج نحبس أنفاسنا عند قرائتنا لهذه ألرواية وحتى ألفصل ألأخير منها .

تم تحويل هذه ألرواية ألتي حققت نجاحا هائلا وغير مسبوق إلى فيلم سينمائي حمل نفس ألأسم وذلك في ألعام 1976 والذي حقق هو الآخر نجاحا هائلا في شباك ألتذاكر ليقفز بالكاتب ستيفن كينج إلى مصاف أشهر كتاب ألولايات ألمتحدة ألأمريكية وليحول إسمه إلى إسم مقدس في عالم ألرعب .

بعد هذا ألنجاح ألكبير ألذي أصاب كينج راح يكتب بغزارة فتحول إلى مليونير في فترة قصيرة .

كينج يعتبر ظاهرة نفسية فريدة أيضا ولديه عادات غريبة ألأطوار فهو لايوقع مثلا على كتبه إلا إذا أرسلت إلى مكتبه ، وقد تعرض إلى حادث أليم عام 1999 حيث صدمته عربة نقل كبيرة كادت تودي بحياته والغريب في ألأمر أن قائد هذه ألعربة كان أسمه ( براين سميث ) وهو إسم إحدى شخصيات رواياته ، وقد ظل في ألمستشفى لمدة لاتقل عن ثلاثة أسابيع تلقى فيها ألعلاج وقد تنازل عن ألقضية مقابل أن يشتري نفس ألعربة ألتي صدمته ليحتفل في كل عام بذكرى تحطيمها على يديه .

تتميز كتابات كينج بأنها غالبا ما تتحدث عن شخصيات تمتلك قدرات غير طبيعية ونجد هذا واضحا في جميع قصصه ألمرعبة ألتي قام بكتابتها .

تحولت أغلب أعماله إلى ألسينما وفي حادثة طريفة يرويها مخرج ألروائع ( ستانلي كوبريك ) يقول : ( كنت أتصفح ولمدة ساعتان عددا من ألروايات والتي لم تنل رضاي حتى أنني كنت أضرب بتلك ألروايات باب مكتبي حتى عثرت أخيرا على رواية كينج فأطلقتها في فيلم سينمائي تحدث عنها ألجمهور والنقاد على ألسواء ولفترة طويلة ) .

ستيفن كينج في أغلب أعماله يحاول دائما أن يجعل من ألرعب ملازما لنفوسنا وهو يقول دائما : ( إذا أردت أن تكون صديقا لهذا ألذي نسميه رعبا فاجعله مجاورا لقلبك فسوف لاتشعر به أبدا ) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعر وناقد عراقي

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم