ما رأيكم الآن في الملح والبحر والبرتقال؟!
فيما يخص الماء أولاً
ها “نهر نيلكم” العزيز يمضي بكل شموخٍ وإباء ..
لا تنزعجوا لمحاولات تقويضه ومنع الماء عنكم
فالماء كما تعلمون لن ينتهي ..
وعرقكم مستمرٌ في الضخ دومًا طوال الصيف
لا تسألوني عن الشتاء.
يجب أن يعلم المارون هنا دومًا أن شعوبًا أخرى تعاني “نقص” الحضارة، وتبحث جاهدة في جذورٍ أي جذور!
بإمكانكم الآن أن تستريحوا ..
وينبغي على “الأولاد” أن يناموا على الفرش الوثيرة
لا ينزعجوا في الصباح بصيد الغزال وقنص الفرص!
الزحام الذي تسببه حكوماتكم في البلاد سببه الأساس استثمار هذه “الحضارة” وتلك الرؤى التقدمية للغد!
فالغد أفضل ..
هل تنكرون؟!
وهذا السحاب الوفير الذي يغمر الأرض بالطين والوحل
سوف يفيض إلى أرواحكم لمّا تموتون ..
لا تقلقوا في الحياة أو الموت
أما عن الخبز فهو وفير ..
وعدناكم بتقشير تلك “الحضارة”
وغرس ذلك التاريخ المجيد
في القلوب والصدور ..
لا تنزعجوا من محاولات البعض الاستهانة بالقدر والقيمة ..
القدر يغلي وقيمتكم محفوظة في المتاحف كالتماثيل
لا ينبشها العابرون
كلهم يأتون لـ هنا ويتفرجون مزهوين
بشعبٍ عظيم
يرى الدنيا تركض أمامه فيما هو يتأمل
الحضارة
ويقشِّر من جلده الحي للأموات.
هذي حضارتكم وتراثكم أقوى وأثمن ما لديكم
لا تهربوا للخارج الغني فتضيعوا
كونوا هنا على العهد
إنها سبعة آلاف عامٍ
أو يزيد
تمسكوا بها جيدًا واذكروها
وعيشوا هانئين