سان جورج الثاني

جورج ضرغام
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

جورج ضرغام

في الأيقونة القديمة ثلاثة رجال: سان جورج.. وأنا،

وسائس حصان القديس [خرج ليلتقط ابتسامتنا التذكارية،

 ولم يعد. أسروه الرومان والعرب في معركة ترضع صغارها،

 وقتلوا صورته، وباعوها للرمال].

 في الأيقونة القديمة ثلاثة رجال.. والثلاثة هم واحد!!

 

معنى اسمي “فلاح”.. وأحبُّه بالإنجليزية. حبيبتي تعمل مترجمة

 لصحف النحل، ومجاز العصير. تنام في عيون معجزة

 نجمة من سكر.. أسنان دهشة السماء!

 

[دمٌ على ريشةٍ في صوتي.. لا اقدر أن انطق

 باسم الملائكة فيكِ،

          ولا استطيع إرشاد قُبلة لعائلة المياه!].

 

أنا فلاح، وقديس.. وشاعر ميت. لحيتي قصيرة،

 وأكره الشوارب..

 أفسرهم بطريقة عدمية:

 اللحية هواجس غراب.. وللمقابر أجنحة من شوارب الموتى،

 تطير إلى الذاكرة، وتسقي الحزن قهوة برائحة مجروحة!

 

ورائحة القهوة متعبة..

 ورائحة البحر متعبة..

                         ورائحتي ستصل حافية…!

 

سأموت بنصف خطيئة، ونكهة غارقة

 صنعتُ سيفًا من ثلج الغبطة،

 ولسان العنب

طليتُ الحصان بالضجيج الأبيض، ورائحة القهوة

سأموت.. وسحابتي حُبلى، لقحتُها بأصابع الخرس!

 

سأموت..

فلا تكذبوا الرؤى بين تجاعيد دمي، ولاهوت العصافير:

العصافير ساعات يد للموتى

العصافير مسامير لصور غير مرئية 

العصافير عرق وجهي..

        [حين قتلتُ المناديل بدمعةٍ طائشة].

 

سأغوي الحيّة.. نايًا ماكرًا

سأغوي أغنية مزقتْ ثيابها

سأغوي ظلكِ، واغسله في البحر

سأغوي نهدًا فصيحًا، ليُرضع صورتي.. أو تبقى صورتي هكذا:

لا تكبر بدونك!!

 

 

[يقولون بأنَّ امرأة مترملة تقوم من الموت

 كل ليلة لتصفف شعور الأشجار. وأنَّ للأشجار كفوف بيضاء،

 ويلوحون لغرقى البحر البعيد:

أن نسيوا ملابسهم نظيفة هنا – دون بقع قبلات-  فعودوا،

 واغسلوها بلعاب أول شفاه عابرة!].

 

ورائحة القهوة متعبة..

 ورائحة البحر متعبة..

                          ورائحتي ستصل حافية…!

 

أنا فلاح.. سأزرع صلعة الشعراء بنبات الصرخة

أنا مغترب.. سرق النبّاحون مفتاح لغتي، وفقئوا عين القاموس

أنا مغترب ووحيد.. وأبيع زجاجات المطر، لأشتري قبيلة غارقة!

أنا لا عربي، ولا روماني. وطني هو بيتي،

 أحيطه بأسوار قصيرة من الأغنام،

 وأعلق بداخله صور الموتى،

 وانتظر حبيبة من زجاج الدهشة

 تكسر الموت.. وتقوم، فأبصق في فمها

 لأسقي شجرة في الروح.

 أنا قديس، وشاعر وقح.. وسأخبركم بسر:

 بالأمس كنتُ عاريا وحزينًا، وتزوجتُ بحيرة ثملة!

 

…ورائحة القهوة متعبة

  ورائحة البحر متعبة،

                  ورائحتي اشترتْ حذاء لتصل مسرعة!

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم