مصطفى بلوافي
في زمن أجهله
تكالبت حولي
خراف الزهد
وعسعسة الرموش الجسار
تنامى حب التموقع
أكثر من الرغبات
أكثر من وسوسات الشيطان
في زمن أحمله
ولا أتحمله
تواطأت الفتنة
والسكينة
الربح والخسران
وما أوتي من رمح كريم
وسياط جوع أسمى
أفقداني التوازن
ومعنى الحياة
في زمن الرعب واليأس
اشتعلت نيران الكراهية
والطريق في اتجاه الحلم
يابس
تلكم مئذنة القلب
زوبعة غضب شفيف
يمخر الطاعون قدسيته
وأمواج أيام ثكلى
ظلت عارية
كالأطلال
تلكم بوابة الجنون
تيه البراري
غربة زمان
أنهكتني خطاباته
ووعود من باعوه
لأكثر من كوكب
وتلكم مشنقة العصور
في زمن موسوم
بالغضب والنقصان
اشتد علينا الحصار
كما اشتد القيظ
والغبار
اتسخت أركان المدينة
والبحر صار ليلا مهجورا
يطل علينا بعيون صفراء
ذابلة
كما الحدائق والغابات
تذوب امرأة عجوز
هدها الزمان.. وراح
فيا أيها الرحماء /
التعساء
ما الفرق بين أن نموت
جائعين أو شبعانين؟
واقفين أو ممددين؟
غاضبين أو فرحين؟
ما الفرق؟ !
ويا أيها الحكماء /
الغرباء
ازرعوا بذور الأمل
اشعلوا شموع المستقبل
أو انسحبوا في ثبات
فما الحكمة من السقوط
في سرطان الريع؟
أو وباء الشهرة؟!
وما الحكمة من تعذيب الأحلام؟!
ما دامت النهاية
سمفونية لحن حزين
قبرا يتسع للجميع؟!
…..
طنجة في 15-8-2020