رواية رجل يجلس على المقهى .. يشرب الشاي، ويدخن الشيشة، وينتظر فكرة

رواية رجل يجلس على المقهى .. يشرب الشاي، ويدخن الشيشة، وينتظر فكرة

روايــــــــــة

أحمد عبد الجبـــــار

.

هو شخص عادي . إذا قابلته لن تعرفه لكنك ستبتسم له . كان يتخفى ..  يتنكر بأن يكون عاديًا ! أحيانا أظن بأنه يلعب لعبة خطرة جدا لدرجة أنه يهرب من الفكرة أو يلعب معها الاستغماية ، لكنه هو دائمًا الذي يختبيء وهي التي كانت تبحث عنه ، كان يختفي بأن يكون عاديا ؛ ولهذا كان يتحرج من شهرته كثيرا و من ابتسام الناس له .

عندما يتعب من الاختفاء كان يحتمي بالآخرين . لكن ماذا لو كان جالسًا على المقهى وجاءت الفكرة لتبحث عنه واختفى خلف ظهر صديقه .. هل ستجيء إلى صديقه وتتركه ؟ هذا خطر جدا . كان جزء كبير من عقله يلعب بالأمر،  يلعب بفساد شديد لتدمير حياته  وتد ميرخطته ، ولم يكن يقاوم ..ولكنه يُحدِّث نفسه : وماذا لو حدث هذا .. تجيء الفكرة ولا تجده ؟ .. ستصبح فكرة وحيدة لا يحملها أحد ، وتتعب من البحث .. وتجلس على  الرصيف .. وتدوسها الأقدام .. وتتلوث بالتراب والماء ..وتهلك .. ويحيا هو بدونها .عند هذا الحد كانت تأخذه رغبة شديدة في البكاء ، البكاء من الحزن على الألم الذى نسببه لأفكارنا وعلى الفساد الذى قد طال الحياة والقيمة الأخلاقية ، وأن واحدا لا يستطيع أن يخلص لفكرته ، هذه الأفكار لم تبكه مثلما يتفرج على مشهد رومانسى يتخلص فيه البطل من حبيبته من أجل الواجب ، كان يبكى بشدة لأنه يشعر أنه في لحظة يعرفها تماما سيخون فكرته من أجل أن يعيش الحياة التافهة العادية مثل كل البشر الذين لايحملون أفكارا ، يبكى وتظل آثار دموعه على خديه وهو خارج من السينما وتراه الناس وتبتسم له في تعاطف .

.

يمكنكم تحميلها من >> هنــــا 

 

صدر له: ـ هذه الشوارع لم تكن هنا من قبل ـ ديوان شعر  ـ رجل يجلس على المقهى يشرب الشاي…

مقالات ذات صلة

أقسام الموقع