“حياتي”. عندما أفكر في هذه الكلمة أرى أمامي شعاعًا من نور. بمقاربة كبيرة، شعاع النور له شكل الطائرة الورقية، له رأس وذيل. والطرف الأكثر كثافة هو الرأس، أي الطفولة وسنوات النمو. ونواتها الأشد تركيزًا هي الطفولة المبكرة التي تشكّلت فيها الملامح الأهم في حياتي. أحاول أن أتذكر، أحاول أن أنزلق حتى هناك. لكنه من الصعب أن أتحرك في مناطق مركّزة، ومن الخطير كذلك؛ أشعر كأنني أقترب من الموت. وورائي، الطائرة الورقية يتضاءل ذيلها، أكثر أجزائها طولًا. تبات أكثر تركيزًا لكنها أيضًا أكثر عرضًا. أنا الآن في طرف ذيل الطائرة، وعمرى سبعون عامًا عندما أكتب ذلك.
أقدم ذكرى يمكن أن أسجلها هي شعور. شعور بالفخر. أتممت ثلاثة أعوام وشخص ما يقول إنها سن هامة، وأنا أشعر بأنني أصبحت كبيرًا. أستلقي في غرفة مضاءة وبعدها أنهض وأسير في الشقة، مدركًا بشكل لا يصدق أنني أصبحت كبيرًا. لديّ عروسة سميتها أجمل اسم يمكنني العثور عليه: كارين سبينا. أعاملها بأمومة. إنها رفيقة أكثر من أي شيء، إنها حب.
نعيش في حي سودير، استوكهولم. العنوان 33 ش سويدنبورجسجتان (الآن يسمى جريندسجتان). أبي لا يزال معنا في البيت، لكنه سريعًا سيهجرنا. أسلوب حياتنا حديث ما يكفي: منذ صغري أعامل والديّ دون تكلف.
جدي، كارل هيلمر وستيربيرج، ولد في 1860. كان قبطانًا بحريًا وصديقي المقرب، وأكبر مني بـ 71 عامًا. الغريب أن علاقتي به كانت تشبه، عندما كان في سني، علاقته بجده الذي ولد عام 1789: رقص، موسيقى، خطوتان للخلف، حياتان طويلتان، ليستا طويلتين جدًا. التاريخ يمكن أن يتكرر.
كان ربيع 1940. وكنت صبيًا نحيفًا في سن التاسعة يميل على خريطة الحرب في الجرائد، حيث هجمات الكتائب الألمانية المدرعة ممثلة بالسهام السوداء. السهام كانت تخترق فرنسا وتعيش أيضًا مثل طفيليات في أجسادنا، نحن أعداء هتلر. وكنت أعد نفسي حقيقًة من بينهم. لم أكن أبدًا ملتزمًا في السياسة بجد!
يثير شعورًا مضحكًا الكتابة عن الالتزام السياسي لطفل في التاسعة، لكنها لم تكن سياسة بالمعنى المعتاد. كانت كأنني اشتركت في الحرب. عن القضايا الاجتماعية، الطبقات، النقابات، الاقتصاد، توزيع الثروات، الاشتراكية عدوة الرأسمالية، إلخ، لم يكن لدي أدني فكرة عن هذه الأشياء. “شيوعي” كان الاسم الذي يطلق على شص يدافع عن روسيا. “يمين” كانت شيئًا مثيرًا للشبه لانه يريد هذا الحزب المتعاطف مع ألمانيا. ما كنت أفهمه عن اليمين أن الشخص الذي يصوت له هو الشخص الغني. لكن ما المقصود تحديدًا بأن تكون غنيًا؟
أحيانًا كنا نذهب للعشاء في بيت عائلة توصف بأنها غنية. كانوا يعيشون في أبرلفيكن، والسيد كان إقطاعيًا. البيت كان رحبًا، والخدم يرتدون ابيض وأسود. لاحظ أن طفل العائلة لديه سيارة لعبة كبيرة ورائعة، عربة مطافئ مذهلة جدًا. كيف يمكن لأحد أن يحصل عليها؟ وفي لحظة بزغ أمامي يقين أن العائلة تنتمي لطبقة اجتماعية أخرى.
ذكرى أخرى: خلال زيارة لبيت زميلة دراسة، أذهلني اكتشاف أن حمّام بيتهم ليس افرنجيًا، بل مرحاضًا بلديًا مثل مرحاضنا في الحقل. وكان يجب التبول في وعاء تلقيه الأم في صرف المطبخ. تفصيلة تصويرية. الأشياء الأخرى لم تجعلني أفكار أن العائلة تعاني من الفقر المدقع.