ذراع

ذراع
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

بالأمس نبتت لي ذراع، لم أعرف ماذا أفعل بها. كنت أحملها بذراعيّ لإنها أطول من اللازم، مدلاة كمريض هزيل من فقصي الصدري. كنت أتمنى ذراعاً ثالثة. لكنني الآن أن أطويها وكلما طويتها تنفك كبكرة مناديل يسحبها طفل وتسخر مني بحركات بذيئة من أصابعها،  أنام؛ فأضعها بجواري، تتسلل وتبدأ في مطاردة الأشباح الليلية الهائمة وتحشرهم داخل أحلامي. أستيقظ منهكة، أجدها تكبل رقبتي و تربت على وجهي وتعتذر عن أفعالها في المساء، تطلب مني تحضير إفطار مناسب لذراع بأصابع متعبة  من مطاردة أشباح الليل.

تأكل طعامي كل يوم لتصبح أقوى وأصير أنا أكثر هزالاَ تستطيل أظافرها أسرع مما أتحمل، أهذبها فتستطيل من جديد قبل أن أنهي الإصبع الأخير، أقضي يومي كاملاً في قص أظافر اليد الشرسة في نهاية الذراع .

الذراع تحوطني لتشكرني وتخبرني انها تحبني لتلتهمني أكثر، تتمدد في كل المساحات الخاوية من حولي ، تعبث في كتبي ، ملابسي وذكرياتي.

تؤلم ثقب قلبي الذي نبتت منه ولا تكف عن الحركة وتسحبني خفها دون قدرة مني على الرفض.

ملابسي ليس بها أكمام لليد الجديدة ، قفصي الصدري مثقوب، أظافري وحشية، والقصيدة لم تنته بعد.

في المساء أجمع أذرعي وأضفرها، تقيدني الضفيرة أكثر، أنام في ثبات وبوضعية الموت الأخير، وتنته القصيدة بشكل ملتبس.

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي
في البيت
سارة عابدين

سر

موقع الكتابة الثقافي
في البيت
سارة عابدين

الصوت