تقديم وترجمة (بتصرف): بيسان عابد
طالبة في آدب اللغة الإنجليزية – جامعة بيرزيت
نُظمت هذه القصيدةُ بمحضِ تصرّف، كترجمةٍ ونصّ موازٍ لقصيدة الشاعر الإنجليزي والكاهن الإنجليكاني هنري سكوت هولاند (1847-1918). إِنَّ مِحور فكرة الكاتب في القصيدة هي فلسفة الموت، يُقال أن قصيدته هذه جاءت كخطاب بعد موت الملك إِدوارد السابع، حيث ألقاها أثناء وجوده في كاتدرائية القديس بولس. مخاطِباً القارئ فيها، داعياً إِياه الابتعاد عن الجزع والحزن عند الموت، وأن يستمر في حياته دون إسراف في الحزن على فراق صديقه الميّت، لأن اللقاء قريب، فليس بعد الحياة الدنيا إِلا الحياة الأبدية.
الموتُ ليس كما نظنّ ونحسبُ فالمرءُ في حُجَرٍ يُساق ويُجلبُ
نبقى على طبْعٍ ألِفنا أصلهُ فيكَ وفيّ الحالُ لا يَتقلّبُ
اذكُرني باسمٍ قد عهِدنا وقْعَهُ سَهْلُ الكلامِ فلا تَكلُّفَ يَصعُبُ
لا تُسْرفَنّ من الشُجونِ وخلِّها دعْ كل حُزن في التَكلُّم يُغلبُ
واستحضِر السَعد الذي كُنا بِهِ لا تنْسَ تدعو فالدُّعاء مُحبَبُ
ما العيشُ إلّا كل معنىً سابقٍ يفنى وبالأزلِ الفناءُ يُعَقَّبُ
إن كُنتَ لمْ تُبصرني في عَينِ الوَرى هل يا تُرى ذِكرِي العقولُ تُغيِّبُ؟
سَأظل أرقبُ أن يَحينَ الموعِدُ حيثُ التلاقي في المقامِ مُحَجَّبُ
لا تأسَفنّ فكُل ماضٍ حاضِرٌ عِند اللقاءِ السَعدُ فيه مُصاحِبٌ