حكايات الغرباء

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 38
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أيمن مصطفى الأسمر

(1)

في مدينة يقطنها الغرباء تولد الحكايات عابرة وتموت مسرعة، فلا يعبأ أحد بأحد، ولا يدري أحد بهموم غيره أو أفراحه، يسكن حزن مكتوم داخل القلوب والعيون، وتموت الابتسامات والضحكات قبل أن تولد على شفاه الناس، فيمضي الجميع طواعية إلى نهايات محتومة.

(2)

تتشابك حكايات الغرباء في سلسلة واحدة، زهيدة الثمن .. محدودة القيمة .. قصيرة العمر، سلسلة الحياة التي تأخذ أكثر مما تعطي، وتجرح أكثر مما تداوي، لكنهم لا يدركون ذلك إلا بعد فوات الأوان.

(3)

كغريب أتيت .. كغريب عشت .. كغريب أرحل، كطفل متوحد بين آلاف المتوحدين، أشعر مثله .. أفكر مثله .. وأتصرف مثله، أبرر غربتي وغرابتي أن الاختلاف هو سنة الحياة، أحاول التغلب على شعوري الدائم بالوحدة والاغتراب بانغماسي في العديد من الأنشطة وبين العديد من البشر، لكنني في قرارة نفسي أعلم أنني غريب بين غرباء .. رهين وحدة مطبقة لن تفارقني حتى نهاية المسيرة.

………….

يونيو 2020

 

مقالات من نفس القسم