جودر – ألف ليلة وليلة – برؤية معاصرة

godar
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

مجدي نصار

في “ألف ليلة وليلة” تأتي حكاية (جودر) مُجْمَلَة، تحافظ على مستواها الشفاهي، تمزج الواقع بالخيال، تبدأ في مصر وتنتهي فيها، وتتناول الصراع حول كنز الحكيم الشمردل. غير أن المؤلف أنور عبد المغيث استطاع في مسلسل (جودر) – وعبر جزئين وثلاثين حلقة – أن يوسِّع مدى الحكاية عبر خلق المعادلات الدرامية للعناصر السردية، وعبر إضافة شخصيات ومواقف تسهم في تأجيج الصراعات والإسقاط على الواقع المعاصر. يُضَفِّر عبد المغيث داخل الخط الرئيسي خطوطًا فرعية تتشابك في النهاية ليحقق العمل وحدته العضوية، ولأن أغلب الحكايات الفرعية خيالية تتناول عوالم سفلية وسحرية، تظهر قدرات المؤلف التخييلية وتبزغ جهود المخرج إسلام خيري وفريق العمل في تأسيس البيئات الدرامية المختلفة وتنويع المفردات البصرية المثيرة.

تتنوع المفردات (الديكور والملابس والاكسسوار والمكياج) لتتباين البيئات والشخصيات، فلدينا بيئات سفلية: مملكة الشمعيين، ممالك الجان، مدينة النحاس، وسيد الظلام (الشيطان) بهيئته الفظيعة. ولدينا بيئات واقعية في مصر (حارة سعد السعود وجبل الحرافيش) وفي الأندلس والمغرب (فاس) ومملكة شهريار. يراعي العمل أنه يتعامل مع زمن قديم فيقدم عناصر (مادية ولغوية وفكرية) تليق به، لولا أنه في مشاهد السفن يلتقط الصورة من زاوية تُظهِر للمُشاهد أن السفينة تشق الماء معتمدة على موتور. كما أن مفردات قليلة تنتمي للوعي المعاصر جاءت على لسان الشخصيات التراثية فبعضهم يقول: (عِدّ الجمايل يا عم) و(رافعة من معنوياتي) كأنه ابن زمننا.

يتناول المسلسل فترات زمنية ممتدة ويحصرها في زمن درامي أقل، فيصنع قفزات زمنية تاركًا للمُشاهِد فجوات درامية يملأها بنفسه. كما يلجأ للمونتاج المتوازي ليستعرض حدثين أو أكثر في وقت واحد، مثلما حدث خلال مشهد حرق محل الأقمشة والذي توازى مع مشهدين: مشهد المعركة الدائرة بين الشعب والحرافيش في الحارة ومشهد (شواهي) في مملكتها تراقب ما يجري.

تختلف حكاية المسلسل عن المروية المكتوبة في بعض التفاصيل. في المروية سافر جودر إلى فاس مع عبد الصمد، نزل بحر الظلمات، فك الرصد الموضوع على الكنوز، نال مكافأته (جراب مسحور يأتي بأشهى الطعام)، عاد لمصر، أطعم الفقراء والمساكين، تآمر عليه أخواه سالم وسليم، باعاه كعبد، سرقا الجراب. غرقت سفينة العبيد، نجا جودر وسافر للحج، قابل عبد الصمد الذي منحه خاتم الشمردل، عاد لمصر فبنى قصرا وملأه بالعبيد والجواري، عَلِمَ الملك (شمس الدولة) بسحر جودر فتقرَّب منه، تزوج جودر من آسية ابنة الملك، أصبح سلطانا لمصر، سرق سالم الخاتم، قتل أخويه جودر وسليم، أصبح السلطان وأصر على الزواج من آسية قبل انقضاء عدتها، وافقت آسية كحيلة، وضعت لسالم السم في الماء، ثم أمرت شيخ الإسلام باختيار سلطان للبلاد. 

اختلفت حكاية المسلسل لأغراض فنية وفكرية؛ فجودر متزوج من شروق التي تركها خلال حملها وذهب ليجلب الكنز، كما يتعاون السلطان مع جودر لإطعام الفقراء ومحاربة الشر الذي يهدد مصر والعالم. في الحكاية المكتوبة يتجسد عفريت في صورة أم جودر، يقابلها جودر في بحر الظلمات، يضطر لتعريتها ليتمكن من عبور الأبواب السبعة. في المسلسل تتغير التفصيلة لتناسب التقاليد المصرية، فيتجسد العفريت في صورة أبي جودر، يضطر جودر لقتله ليعبر.

يسير المسلسل في اتجاهين متصاعدين دراميا، ما يجعل المشاهد شغوفا يترقب المصائر: الاتجاه الأول هو (حكاية الإطار) التي تتعلق بالعلاقة بين شهريار وشهرزاد، والثاني هو الحكاية الرئيسية التي تحكيها  شهرزاد؛ والتي تتعلق بالصراع حول كنز الشمردل ويمثل جودر محورها. يربط العمل بين الحكايتين، فشهرزاد تمهد لجزء من الحكاية بالسرد ثم تستعرض الصورة بقيته. تتوقف الحكاية عند نقطة فارقة، لننتظر مع شهريار ما سترويه شهرزاد في الليلة التالية، أحيانا يسأل شهريار عن شىء فتجيبه الصورة، لا شهرزاد، ويستمر الربط بين الحكايتين على طول المسلسل، متطرقا إلى تعليقات شهريار وشهرزاد على أحداث القصة حتى يتجلى هذا الربط في النهاية حين تضع شهرزاد طفلا فيطلق عليه شهريار اسم (جودر) معجبًا بالحكاية التي قرَّبته من شهرزاد وببطلها جودر الذي واجه الكراهية بالحب والعنف بالحكمة وأنقذ العالم من الشر. 

تتسم حكاية الإطار بالتصاعد الدرامي المتمهل، فشهرزاد أغرت شهريار بجمالها وحكمتها وقدراتها الحكائية، أحبته بصدق فتراجعت عن قتله، عالجته من الصدمة النفسية التي تعرض لها حين خانته زوجته الأولى، قدمت له اقتراحا ذكيا لحماية الدولة من التهديدات الخارجية، طبخت له بنفسها، جعلته ينفر من المحظية تودد، سامحت تودد ومسرور السياف لما تآمرا عليها فازداد شهريار تعلقًا بها، أصبح لا يستغني عنها، يلاعبها الشطرنج ويستشيرها في أمور كثيرة، يناقشها في حقوق الرجل وتناقشه في حقوق المرأة، يعترف لها أنها أصبحت كل شىء في حياته، يندم على الدم الذي أراقه، يرغب في التوبة، تقترح عليه مشروعًا خيريًا من ماله الخاص (مركز لتعليم الفتيات)، يتواضع شهريار ويزور بيت شهرزاد، يطلب منها إكمال الحكاية في غرفتها السابقة.

تتفتت الحكاية الرئيسية إلى حبكات صغرى متجاورة ومتشابكة، ينوِّع عبد المغيث المغامرات التي يخوضها جودر لتشتعل الصراعات وتتصاعد الدراما. يخوض جودر رحلة مع سعدون البحار ليكسب رزقه فيحاول سعدون بيعه لشواهي لكن الله ينجيه. يدخل مدينة النحاس المتحجرة فيطعن شواهي وينقذ الملك بيناس ويعيد الحياة للمدينة. يسافر إلى فاس بصحبة عبد الأحد ويتم خداعه وبيعه لتاجر عبيد يرسله إلى الأندلس وقبل أن يقتله النمر في الحلبة ينقذه الجن (داهش). ينزل جودر إلى بحر الظلمات مرتين، يفشل في الأولى ثم ينجح في الثانية ويعود بالكنز. وأخيرا المغامرة الأهم: المعركة التي خاضها جودر ضد شواهي. 

تمثل حارة (سعد أبو السعود) بيئة مصرية خالصة تضم القهوجي والجزار والبقال والشربتلي والزلاباني وعساكر الدرك والحرافيش (رجال شومان). يؤصل المسلسل للثقافة المصرية؛ إذ تتوحم شهرزاد على الفسيخ فيرسل شهريار في طلبه من مصر، كما يحدث نفير عام في الدولة حين يتحد الشعب مع الجيش، يموت الكثيرون بفعل سحر شواهي، دفاعًا عن مصر والعالم، يمارس جودر حيلة فيتخلص من شواهي ويخلص العالم من الشر مؤقتا. إلا أن طريقة قتل شواهي جاءت متعجلة بعض الشيء، إذ تموت هذه القوة الهائلة ببساطة حين تنطق كلمة (إنسان)؛ ربما كان من الممكن اللجوء لموقف درامي يغافلها فيه جودر فيجردها من قوتها السحرية ثم يقتلها بيديه.

يؤدي ياسر جلال دوريّ البطولة (شهريار وجودر) في اختبار صعب له ولفريق العمل، لكن المكياج والتصوير وأداء الممثل يفرقون بين شهريار (ملك في منتصف العمر، يرتدي أفخم الثياب، يبدو غليظًا ومتجهمًا ثم يلين يومًا بعد يوم) وبين جودر (الشاب الطيب ابن البلد الذي يرتدي طاقية وملبس شعبي).  

أحمد بدير (عبد الأحد) يؤدي أداء يناسب الحكيم العارف بالسحر والذي يتمنى أن يستخدم الكنز في الخير، لكنه مغربي يتكلم العامية المصرية، فلو تكلم العامية المغربية لأصبحت الدراما الخاصة بفاس أكثر إقناعًا.

جيهان الشماشرجي (شروق) تؤدي دور المرأة المصرية الواعية المخلصة لزوجها ولبلدها، تدير المحل في غياب زوجها، تعتني بأمه وبشئون البيت، تواجه شومان قائد الحرافيش بشجاعة، تساند زوجها في النهاية وتؤازره، تطالبه ألا يستسلم وتذكره بسلاحي الإيمان والذكاء البشري اللذين لا يملكهما الشياطين.

الشيخ الحطَّاب (عبد العزيز مخيون) يقدم أداء هادئًا يليق بحكيم طيب تعلم على يد الشمردل، يزهد الدنيا ويعيش في الجبل، يستغل قدراته في حماية جودر من الشمعيين، تقتله شواهي ثم تسرق منه كتاب الشمردل (حل الرموز وفتح الكنوز)، وقبل أن يقرأ الفصل الأخير الخاص بالتحالف مع الشيطان وكيفية النجاة منه، في إشارة إلى أن الشر لن ينتهي وأنه لا توجد وصفة سحرية تقضي عليه تمامًا، إنما استمرار الخير هو الذي يهزمه دومًا.

تؤدي اللبنانية نور دور شواهي بنت كبير الشمعيين. تتنكر كإنسية تسحر الناس بجمالها، وتعيش في عالمها السفلي كجنية لديها قدرات خارقة. تخطف جودر وهو طفل، تدمر مدينة النحاس وتشوه ملكها، تتنكر كدلالة بدوية لتخدر شروق وتسرق الكنوز من بيت جودر، تتحالف مع الشيطان وتنفذ أوامره، تطلب منه الخلود والقوة المطلقة والجمال المطلق، يشترط عليها العداء المطلق للإنسان، تُفَعِّل الكنوز وتتحرك لتدمير العالم، تقتل الملك الغطريف، تعارك جيش مصر، تحاول قتل جودر، لكنه يهزمها بالإيمان والحيلة.

العالم السفلي يضم أخيارًا جوار الأشرار، الجنية (رتبة) تساعد جودر لترد له جميلًا صنعه لها. الجن الطيب داهش كان مسخرا من الشمعيين من جهة ومن عبد الأحد من جهة أخرى، لكنه انحاز للخير ضد الشر، يحبسه الشمعيون في هيئة سلحفاة فينقذه الحطاب منهم، يقدم داهش مساعدات كبيرة لجودر لأنه يراه رجلًا صالحًا.

يقدم المسلسل الحكيم الشمردل على أنه عالم مصري عاش في مصر ودرَّس فيها علومه وكان له تلاميذ من الأخيار وآخرون من الأشرار، كما يقدم فاطمة أم جودر (وفاء عامر) كأم مصرية طيبة تتحرى الصدق والحلال وتزور مقام السيدة نفيسة على الدوام وتعطف على الفقراء. وتلعب (عايدة رياض) دور الداية المصرية التي تضفي بعدًا كوميديًا وتساعد في تحريك الدراما حين تعطل الحرافيش في الجبل قبل أن يلحقوا أي ضرر بشروق، كما قامت بحصر اليتامى والأرامل والمساكين ليطعمهم جودر.

تتعدد الصراعات في المسلسل؛ فالصراع الرئيسي يدور بين الأخيار والأشرار حول الكنز، يمثل جودر محور هذا الصراع لأن “الكنز لا يفتح إلا على وجه غلام من أبناء مصر اسمه جودر بن عمر”. يدور صراع آخر بين الشمعيين أنفسهم، لأنهم طماعون يرغب كل واحد منهم في السيطرة على الكنز، يتجسسون على بعضهم، يضحون بواحد منهم لتلتهمه الخفافيش، ثم يقتل أحدهم الآخر، ثم تقتل شواهي أخاها الأكبر شميعة وتنفرد بالكنز. يمثل الشمعيون إسقاطا على أشرار العصر من الماسونيين والصهاينة؛ يقول لهم عبد الأحد قبل موته في حوار عميق الدلالة: “هتفضلوا ملعونين بدم الأطفال، مشردين في الأرض.”

يمثل الصراع بين جودر وأخويه سالم وسليم معادلًا للصراع بين النبي يوسف وإخوته. في المسلسل ابيضت عينا فاطمة من الحزن في غياب جودر كما ابيضت عينا يعقوب لافتقاده يوسف. سالم لا يتنازل عن شره أبدًا، بينما سليم يتأرجح بين الخير والشر، لكن مسامحة جودر لأخويه تجعل سالم يتغير في النهاية.

عشق جوهرة بنت عبد الأحد (تارا عماد) لجودر أعمى قلبها فتآمرت مع عاكف لكنها عادت لرشدها وقتلت عاكف حين تعدَّى عليها، ثم تحالفت مع شواهي لكنها سرعان ما تخلصت من شر نفسها وعادت لصف الأخيار. عشق عاكف لجوهرة جعله يبيع جودر بين العبيد ويحرق خلوة سيده عبد الأحد ويتحالف مع الشمعيين ليدفع حياته ثمنا لشرِّه. تتصارع تودد (المحظية) مع شهرزاد للفوز بقلب شهريار؛ فتنتصر الطيبة شهرزاد. يتصارع شومان قائد الحرافيش مع جودر للفوز بقلب شروق؛ فينهزم الشرير شومان ورجاله الذين يهددون السلم والاستقرار. يتصارع الملك الغطريف مع الشمعيين ويرغب في طردهم من المملكة لأنهم يسفكون دماء الأطفال ولأنهم مخادعون لا عهد لهم. كما يتصارع ملك الجن المذهب (الذي يساند عبد الأحد) مع ملك الجن الأزرق (الذي يساند أبناء شمعة). 

تنفتح مساحات التخييل والفانتازيا لتضم مواقف درامية كثيرة. بيئات العالم السفلي تتسم بالإبهار والعناصر البصرية المثيرة، يعيش الشمعيون وسط شموع وتماثيل مخيفة وأضواء مبهرة وأجواء سحرية، يبقون بهيئاتهم رغم مرور الزمن لأنهم يشربون أكسيرا يمدهم بالشباب والحيوية. مدينة النحاس مغطاة بقشرة حجرية تنزاح عنها حين ينقذها جودر في مشهد مصمم بشكل جيد. تتنوع المواقف الغرائبية: البومة التي تراقب جودر منذ طفولته، الحمامة التي تحميه منها، السمكتان الحمراوان (العفريتان) اللذان خرج بهما عبد الأحد من الماء، الكرة البلورية التي تراقب شواهي العالم عبرها، الكرة المماثلة لدى عبد الأحد، فوهة البركان التي انفجرت في وجه جودر، الشجرة التي أثمرت وتكلمت فاستخدم جودر أوراقها في شفاء جروحه وجروح الملك بيناس، البغلة المسحورة التي قطعت الطريق من مصر إلى المغرب في ساعتين، الزمن المغاير في مملكة النحاس والذي جعل عشر سنوات أرضية تمر في عشرة أيام نحاسية، جراب الطعام السحري، تجَسُد الشيطان (سيد الظلام) بملامحه المرعبة وسط أجواء سحرية، الرحلتان اللتان قطعهما جودر داخل بحر الظلمات والوحوش والعفاريت التي هاجمته قبل وصوله للكنز، الخفافيش العديدة التي هاجمت الكهين طاغمايوش، الطائر الضخم العجيب الذي تسافر عليه شواهي، النحل القاتل الذي سلطته شواهي على عبد الأحد وعبد الرحيم لتعذبهما، النيران التي التهمت كل مكان دخلته شواهي. كل هذه المثيرات حققت المتعة والإبهار وجعلت الفانتازيا كأنها عادية وطبيعية.

يقدم المسلسل عددا من الرسائل؛ عبر المواقف الدرامية وأفعال الشخصيات، لا عبر خطابية مباشرة. يندم شهريار على قتله بنات شعبه ويدرك أن الحب سبيل للحياة السعيدة. تقدم شهرزاد درسا في التواضع حين تحترم الجواري وتقول: “كلنا ولاد تسعة”. يرفض جودر البطالة فيعمل صيادًا بعدما احترق دكانه. سلطان مصر يلوم جودر على نشر الكساد وتعطيل التجارة والعمل ويأمره بإطعام المحتاجين فقط. يقدم المسلسل درسًا حول فعل الإنسان في مقابل فعل السحر، فالإنسان يقدر بالاجتهاد أن يحقق المعجزات، جودر مثلا يرفض الطعام الذي يأتي دون جهد، يقول لعبد الأحد: “كده الحياة ما يبقاش ليها معنى.” داهش يقول عن الشعوب والمعتقدات: “كل شعب شايف ربنا بطريقته وقامت آلاف الحروب باسم الدين” في إشارة إلى حتمية التعايش في ظل الاختلاف العقائدي والفكري. يتخذ جودر موقفًا معاديا للعبودية حين يدافع عن العبد الذي أهلكه العمل على السفينة حتى مات. يقول عبد الأحد: (يهمني الإنسان .. مش الكنوز) ويقول عبد الرحيم: (بناتنا هم الثروة اللي لازم نحافظ عليها أكتر من حرصنا على أي كنوز)، ويقول شهريار لشهرزاد أنها كنزه الروحي، في إشارة متكررة إلى أن الإنسان أهم كنز على الأرض. يضرب جودر مثالا للكرم حين يطعم رجال شومان الجائعين رغم عدائهم له. جودر يواجه شواهي في نهاية المسلسل، في مواجهة مباشرة بين ممثل الخير وممثلة الشر، يقول لها إن نظرتهما للحياة مختلفة، فقلبه ملآن بأغانٍ للحياة، والحياة بالنسبة له نور، بينما الحياة بالنسبة لشواهي والشيطان ظلام في ظلام.

بهذا تتضافر البنية الدرامية مع المعنى الدرامي، وتتآلف الشخصيات والصراعات والمواقف مع المضامين والأفكار ليقدم المسلسل الحكاية التراثية وفق رؤية معاصرة تصنع إسقاطا على الحاضر ومشكلاته وصراعاته وتعقيداته.

مقالات من نفس القسم