ثلاث قصـائد لـ هدى عبدالقادر

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أحزان عادية

كأن يجد عصفور نفسه داخل قفص جميل

أو تجد فراشة أن خلودها مُقترِّن باحتراق سريع

أحزان طريفة وموغلة في الروح

مثل سحابة تعرف أنها ستعود للبحر

وبحر  ذرف الكثير جداً من السحب

ولم يعد يعرف أيها أقرب إلى قلبه

 

فنسيها جميعاً

أحزان ترتدي الملامح البعيدة للأحبة

وللأعداء، للقاءات وللوداع المُكرر

ترتدي قفازات وتمسك بشفرات دقيقة

تقطع، تذبح، وتمزق شرايين كانت عادية

مثلها عادية وسفاحة

الأحزان تبرق كلعنة، وتبرق كدمعة، وتبرق كرعد

ثم تبرق مؤخراً كعين ساحرة شريرة

كانت تؤكد كل مرة تلتهم فيها الصغيرة

أنها تُخْفيها عن أعين القلق

بينما هي تتلذذ بدمائها المُسكِرة

كغروب دائم

سمع سقوط الشمس

كل يوم

منذ ما يقرب من: الأبد.

———————–

العلاقات غير المشروعة بين افكاري

تنجب اجنة مشوهة من ارق

تفتح افواهها المُثلثة

مُنتظرة بعضاً من روحي لتشرب

مُنتظرة بعضاً من افكار النوم الاليفة

كي تخنقها في لعبة “كوني انا”

ثم تستدير بأصابعها المعروقة نحو ما بقي مني

تجري ورائي بيني وبيني

في المسافة الوحيدة التي ظلت تحتويك

تلعب معك الغميضة فتُخْفيكَ اكثر

ثم تلعب معك عسكر وحرامية

لتسرقني منكَ الي الابد

فنظل نرى بعضنا دون احتواء

ونفقد بعضنا دون ندم حقيقي

يُذكر.

—————- 

الخنادق المُجهزة لاحتواء اجسادنا

اثناء الغارات الجوية المتواصلة

صارت تغص بأناس لا نعرفهم

اصدقاء بلا ملامح واهل كحطب المحرقة

اجساد متراكمة من رائحة الموت

دون موت

وعيون مفتوحة على حياة

بلا حياة

الخنادق التي احتوتنا يوماً امتلأت بمتاريس جديدة

مُسننة ومُقننة لاعدام الرغبات المجنونة في العناق

والرغبات المحمومة في الانتظار السخيف

القنابل التي تسقط بيننا تؤكد لي انك هنا

فأبقى

وتؤكد لك انني بقيت فتختبئ اكثر

يفصلنا سلك شائك

وعدة رصاصات طيبة

لا تستطيع إطلاقها عليَّ فترحمني

ولا استطيع إطلاقها نحوك فأتحرر

فنظل هنا في انتظار غارة اخيرة

تجمعنا على ما بقي في الحياة:

الموت.

مقالات من نفس القسم