ثروت عكاشة… عامل الفنار

ثروت عكاشة... عامل الفنار
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمد محمد مستجاب

الفنار: هو مصباح قوي الضوء ينصب على سارية عالية، أو شبه برج مرتفع لإرشاد السفن في البحار والمحيطات إلى طرق السير وتجنب مواطن الخطر.

لكن الفنار مهما كان عالياً ومرتفعاً وقوة نوره ضخمة، لا يستطيع أن يقوم بدوره دون عامل فنار، أي أنه لا يعمل ولا يكون مؤثراً دون عامل فنار.

 

وعامل الفنار، هو ذلك الشخص الجالس في عزله عن العالم ينير الطريق إلى السفن والقوافل ويرشدها للطريق السليم، أو يوجهها لطريق أخر أكثر امامناً إذا كان الطريق الاساسي به الكثير من المخاطر أو غير جاهز لاستقبالها، كذلك فهو أول من يستقبل العواصف والرياح ويحدد اتجاهها وما تحمله من برودة أو تراب أو زوابع أو سخونة، ويعلم قوة وارتفاع أمواج البحار، يحذر منها ويتنبأ بها، فيستطيع أن يتوقعها ويجنب أهل البحر من تقلباتها وقسوتها، وسكان اليابسة من خطورتها.

ولا أحد منا رأي عامل فنار من قبل، دائماً عامل الفنار في برجه أو ساريته العالية، يهتم بتلميع عدسته أو الإلماظة أي العاكس القوي الذي ينعكس عليه ضوء مصباحه، فهو رجل لا تراه في الشارع مع أنه يمر بجوارك كل يوم، يركب معك أو يجلس بجوارك في الأتوبيس أو القطار ولا تشعر بوجوده، يقف في طابور الخبز أو انبوبة البوتاجاز، ينتظر في صبر مرتبه والذي هو قروش قليلة هي ذاته وذات اولاده، كذلك فأن عامل الفنار لا يطنطن بدوره الكبير الذي يقوم به، ولا مهنته الخطيرة التى يمتهنها، ولا يشتكي من المرتب الضئيل الذي يتقاضاه، فهو يعلم حدود وقدرات فناره والأرض التى يقف عليها والمساحة التى يستطيع ضوء مصباحه أن ينيرها وأن تقع عليها الابصار فتهتدي به، ويعلم أنه سوف يجلس في برجه، فترة زمنية كبيرة، لا يتحدث كثيراً ولا يحكي أي كلام، ولا يتسامر ألا مع الريح والشمس والقمر والنجوم، فالرجل وقته ليس ملكه، ولا يستطيع أن يصادق النوم، لذا فأن عامل الفنار يذهب معه طعامه وسجائره وسجادة صلاته، جالس، في برجه يرشد ويوجه ويحذر ويتنبأ، لا يطنطن بأنه أنقذ تلك السفينة أو وجه ذلك المركب، أو أنقذ هذا الغريق من الغرق.

فإذا أضفت إلى ذلك أن عامل الفنار، يجب أن يكون متيقظاً دائماً، فهو يعلم أنه إذا غلبه النوم لحظات فهنا تكون الكارثة الكبيرة، وأن الارواح التى تعتلي أي سفينة سوف تغرق وتضيع في بحر هائج ومظلم وشرس.

وبعد كل ذلك، إذا عرفت أن عامل الفنار يجب أن يعلم جيداً الأرض التى يقف عليها فناره، وجغرافيتها، وحدود ضوء عدسته وأشعتها والمدى الذي تصل إليه، كذلك يجب أن يعلم أن البحر المظلم يأتي منه أيضاً الاعداء، يكون بذلك أحد جنود الكشافة وأحد فرسان الحروب، يصبح بذلك أول منقذ وأول صفارة خطر وأول شهيد.

فإنذاره لا يصح أن يكون إنذار كاذب، ولا يجب أن ينبه أهل اليابسة على عدو وهمي أو مختلق، فقوة النظر التى يمتلكها عامل الفنار، يجب أن تكون ستة على ستة.

هكذا كان ثروت عكاشة، عامل فنار الثقافة المصرية والعربية، ذلك الذي أنار الطريق للثقافة المصرية، متعمداً في تربيته وثقافته على فكر العظيم طه حسين، ذلك الرجل الذي كان يعلم جيداً الأرض التى يقف عليها، ومقوماتها وقدرتها وحدودها وقوة تأثيرها، لم يكن يحلم أحلاماً بلهاء أو خاوية، بل أحلام كبيرة لوطن ممتد في عمق التاريخ ومشكل جيد لجغرافية المنطقة والعالم، هكذا فهم ثروت عكاشة دور مصر ومثقفيها، فاستوعب الدور وبدأ في إنارة الطريق لكل الاطراف، أي المثقف والمتلقي والجدران التى تحتويهما.

ثروت عكاشة: مصباح النور والشعلة ورأس السهم الفعال والمصيب، المنطوي في مكتبه يدون ويخطط وينظم ويرشد ويوجه، المحارب والمكافح والمحافظ والشهيد على طين ورمال وهواء الوطن العزيز، جالس في فناره او مكتبه يبدع إبداعه الخاص في الفنون بجميع اشكالها من تشكيلية وموسيقية وبالية، ويدون ملاحظاته ويضع خططه للمستقبل، يتشمم بأنفه التيارات الثقافية المعادية والمحطمة، ويعلم جيدا أن بداية أي حرب هي الحرب الثقافية وتفريغ العقول.

ثروت عكاشة: عامل الفنار وعاشق الفنون ومستوعب دور بلده وقاري جغرافية منطقته، والفارس الذي يقود جواد الثقافة المصرية في حلبة السباق العالمي التنوري التثقيفي، باني الشخصية المصرية، وفاكك أسر العقول ومحرر الايدي من أغلال الافكار والرجعية والقيود، والعامل الذي بني مصر الجديدة وخطط شوارعها ورصف طرقها.

ثروت عكاشة، عاشق الفن والموسيقي وحارس التاريخ وممهد طرق الثقافة ومحتضن العقول البكر وساكب الافكار الخلابة ومحطب في معارك الثقافة الوطنية والعربية، قائد جواد الثقافة المصرية، وفاكك اثار وأغلال وسلاسل الاستعمار والاستغلال والتفاهة، راد الاعتبار لشخصية مصر ولفكر العرب، صاحب الرأي الحر المستقل، باني مصر الجديدة وواضع عتباتها ومهذب طرقها وراصف شوارعها، المعتكف في فناره مفكراً ومحللاً ومتنبأ للسياسة الثقافية التى سوف ينتهجها ويتبعها ويضعها بذرة لبلد عريق دفن كثيرا تحت ركام الرمال والأحجار.

ثروت عكاشة : صاحب الرأي الحر والمستقل، الدءوب والمكافح والمحارب والمركز على فكرة الشخصية المصرية المثقفة، وسياستها الثقافية، المشجع والمزهر والمنفتح على القيم والتطلعات والتيارات والأفكار العالمية والحديثة، المرن المتقبل كل الاتجاهات والمنصت لكل الافواه، ثروت عكاشة واضع الخطط وراسم واجهات العقول وناقش اغلفه القلوب وساكب النتاج الفكري والثقافي والمعرفي لكل الفئات التى تعيش على ارض هذا الوطن، من فن شعبي وفني راقي وارستقراطي، الفاهم أن الثقافة في الأصل ملتقي للعلم وللعلوم وللأدباء وللفنانين، أنه مهذب ينابيع المياه وصانع المجاري والترع كي تصب في النيل الكبير، نيل مصر القديم والملي بالمعارف والعلوم والأفكار والتيارات.

ثروت عكاشة: القوي كجندي المعارك، الممتلئ بالمعرفة ككهان المعابد، المرشد وقاري الطرق للقوافل في الصحراء، العاشق لطين ورمال مصر، وللفنون وللثقافة بمفهومها العام والخاص، حامي المثقفين ومحتضن المواهب والحامي من الوشايات والإشاعات التى تحيط بالمثقفين وبالعقول.

ثروت عكاشة: القاري للامتداد التاريخي والجغرافي لمصر ولأبنائها، وكيف يحول كل شبر في مصر وكل فنان مهما كان بعيداً عن مركز الوطن القاهرة إلى احد القناديل الثقافية، وان يحيط به مظاهر ثقافية، فالهدف الكبير الذي وضعه في خطته العظيمة هو إلغاء الأمية الثقافية، والوصول إلى الجماهير، في كل مكان، فوجدنا المسرح المدرسي ومسرح المصنع، ومسرح الجرن، ووصل للفلاحين في القرى والعزب والكفور، فبفضل ثروت عكاشة شاهدت الجماهير في كل مكان على أرض مصر الكثير من الفنانين والفنون والعروض التشكيلية والأدائية، بعد أن كانت هذه فنون الصفوة.

ثروت عكاشة: الحضانة التى استوعبت جميع مثقفي وأدباء وفناني مصر، وكان يسعي دائماً إلى إثراء فكرهم وتحسين أدائهم والارتقاء بذوقهم ومداركهم ووجدانهم ووجودهم، فأرسل البعثات للخارج وجاءت تلك البعثات لتنير كل مكان على أرض مصر والوطن العربي، لتحدث التغيير الجوهري والفعال في المحيط الذي تعيش فيه، وأنشأ لهم المدرجات في الجامعات، والمكتبات في الأحياء السكنية، والنوادي الادبية في قصور الثقافة.

ثروت عكاشة: حفيد امنوحتب واخناتون ورفاعة الطهطاوي وزكي مبارك، والابن الشرعي للعظيم طه حسين واحمد لطفي السيد، والأخ الكبير للويس عوض وتوفيق الحكيم والأب الحنون لنجيب محفوظ ويوسف ادريس وبهاء طاهر، والأخ الكبير للويس عوض وحسين فوزي وجمال حمدان، وأحفاده المخلصين من سيد حجاب وجاهين.

ثروت عكاشة: حامل لواء الفرسان في المعارك، المزيح عن طريق نهر الثقافة المصرية العقبات والعوائق والرمال، حاملاً على كتفه كل غباء الجهل الذي كان يحيط بالثقافة المصرية وبأبنائها.

 

ثروت عكاشة: منقذ معبدي ابي سنبل وفيله، صانع الصوت والضوء في الهرم والكرنك، باني دار الكتب والمعهد العالي للسينما، والمؤسسة العامة لفنون المسرح والموسيقى، منشئ قاعة سيد درويش الباهرة ، وواضع حجر اساس أكاديمية الفنون الجميلة، ومعاهدها، والمعهد القومي العالي للموسيقى ومعهد الباليه، والمعهد العالي للفنون المسرحية.

ثروت عكاشة: جامع ومُؤلف ومنظم موسوعته الخالدة ” العين تسمع والأذن ترى”، جامعاً فيها غالبية فنون العالم القديم والمعاصر، ومسترجع بقلمه التراث العربي والعالمي، ومترجم ” مسخ الكائنات” و “فن الهوى”، ذلك الذي جعل في النهاية كتبه هي درر في المكتبة العربية، من القاهرة في ألف عام، ومشروع الألف كتاب، وموسوعته وترجماته وسيرته في السياسة والثقافة.

عاشق الجمال، محباً للحياة، ممتلئ بالبساطة، حامل هموم الثقافة المصرية، وصانع العصر الذهبي للعقلية المصرية وللمثقف المصري القوي الواثق في قدرته وتاريخه، فأصبح المثقف والفنان متفاعلاً مع الواقع ومع مجتمعه وما يحيط به، بعد أن كان منعزلاً لا يعلم شيئاً خارج عزلته، لذا شاهد الناس جمع المفكرين والفنانين والكتاب والتقوا بهم وتجاوبوا مع افكارهم وقرءوا كلماتهم واحتفظوا بكتبهم ومؤلفاتهم.

ثروت عكاشة: الباحث عن مجتمع أفضل، ويعلم أن الثقافة هي تاج هذا المجتمع، لذا حارب بها وخاض من أجلها المعارك، وكون شبكة من العلاقات الدولية، كي يفهم العالم دور مصر، وشعلتها الحضارية التى حاول الاستعمار أو أشباح الرجعية والتخلف والركود أن يطفئوها أو يهيلوا عليها الرمال.

ذلك الذي كان يعلم أن الثقافة قبل أن تكون ورقة وقلم وكلمات، هي صناعه وأشخاص وأفكار يستطيعون فهم ما تحتويه تلك الاوراق، وكيف تكون تلك الاوراق مضيئة دائما، وكيف تكون رسالة لاماكن مظلمة على أرض الوطن.

فاتح نافذة الوطن ومغير هوائها الراكد ومنعش أجوائها بالنسمات العالمية والأفكار الطازجة والمجدد في تراثها، جاعلا منها مكاناً راسخاً في الثقافة العالمية والدولية، بما تم انجازه من جهود تراها العين وتملأ القلب وتثقل العقل بالأمل.

***

 

قاعة سيد درويش

أن اخطر ما قام به ثروت عكاشة هو فهمه لدور ذلك البلد مصر والمنطقة التى تعيش فيها، فهو يعلم تاريخها وماضيها ويحاول أن يري المستقبل لها، بالإضافة إلى الفراغ الذي يعلمه، أي حيز تمتلكه حضارة بلد كمصر، أي أنه يمتد بالطول والأمام وفي العمق وفي الوجدان وفي القلب والعقل، يعرف قدرته وقدره العقول التى معه، ينظم كل ذلك ويشرف عليها، يفهم احتياجات العصر ويقرأ التيارات القادمة وألوانها سواء هادمة أو متفتحة، يميز التيارات السوداء كالحروب، أو البيضاء كالجهل وتفريغ العقول، بالإضافة إلى اهتمامات العصر واحتياجات البشر، لكن ثروت عكاشة لم – يأخذ باله – بمن يأتي ويكون عارفاً الفرق بين قاعة تعزف الموسيقي ورجل يدور بالربابة على المقاهي والشوارع.

كنت صغيراً عندما كنا نلعب أمام قاعة سيد درويش بالهرم، كانت الأرض متسعة ولم تزدحم بالبشر والمباني، ولم يكن عدد السيارات قد زاد أو اتسع في شارع خاتم المرسلين، عندما كان يأتي يوم الخميس، فنجد الشارع وقد تكدس بالسيارات، فكنا نري فنانين وممثلين وراقصين وصفوة المجتمع، وكانت السيمفونيات تعزف داخل هذه القاعة العظيم، تلك التى كانت عبارة عن نصف قرص شمس، بحيث تراها من شارع الهرم وتستقبلك منذ أن تخرج من نفق الجيزة وتظل تشع لك نورها وتراقبك إلى أن تقترب من الهرم، لم أكن اعرف شيئاً عنها، غير هذا الشكل المبهر الذي يزين الواجهة كان وجه اخناتون وأذنه وقد تحولت إلى كمنجة ضخمة بأوتارها، كانت قاعة سيد درويش هي قلب اكاديمية الفنون المحيطة بها من معهد السينما والمعهد العالي للفنون المسرحية وجهاز السينما ومعهد البالية، تتوسط القاعة كل ذلك، وبما تقدمه من فنون وما تقدمهم للمجتمع من ممثلين ومخرجين ونقاد ومهندسي ديكور، لكن الثقافة بالعمق لا بالكلام الجاف، الثقافة بما تقدمه وبما تصنعه.

وعندما كبرت علمت من والدي، أن الذي فكر في ذلك هو ثروت عكاشة، وعلمت أنه اختار الراحل العظيم ابو بكر خيرت لتنفيذ ذلك المشروع العظيم، أن أنه كان قادراً على اختيار اشخاص ويثق فيهم كي يكملوا فكرته، هكذا كان دوره في إنشاء قاعة سيد درويش، حينما فكر ودبر في إنشاء قاعة حديثة للموسيقي أطلق عليها ” قاعة سيد درويش”، ويلقي المشروع في حجر الثاني ” أبو بكر خير” بصفته مهندساً ومصمما وعاشقا ومؤلفاً للموسيقي كي ينفذ رغبه الاول، ولا اقصد هنا رغبه الأول بصفته وزيراً أو حاكماً، بل رغبة الأول بصفته يعبر عن رغبات المجموعة وطموحهم واحتياجاتهم.

أن التفكير في تقديم وجبه ثقافية وموسيقية دسمه وراقية، من خلال مبني راقي ونظيف، يباهي الأمم ويحاكي التقدم، أضف على ذلم أنه لم يكن يوجد في الشرق قاعة تماثل قاعة “سيد درويش” بالهرم سواء ” قاعة بكين

إلا أن الذي لم يفكر به ثروت عكاشة وقرينه ابو بكر خيرت، هو تغيير الأيام ومجي افكار سوداء على العقل المصري بهذا الشكل الفج والكئيب والخطير، حيث أنه ذات يوم، وأمام مشهد من الجميع، وقعت الجريمة، وقتل القاتل واجهه هذا المبني، لأنه قام بإزاحة تلك الواجهة التى كان يمكن أن تدخل ضمن التراث العالمي، فأزاحها ووضع اطنان من الرخام البارد عليها، معتبراً بذلك قمة التقدم، لتضيع ملامح المبني العريق، وفكر من صنعوه، وإذا انتقلت لداخل المبني والذي كان مصنوعاً كي تعزف فيه الموسيقي الكلاسيكية، أي ان الاوركسترا بجميع اعضائها وآلاتها لها مساحات دقيقة في الصوت والارتفاع والضوء، فأن كل ذلك تم تخريبه او تفريغه من محتواها.

ليقوم بتدميرها ويقوم بوضع الرخام البارد عليها ويكتب عليها أكاديمية الفنون، مدمراً كل ما قام به شخص يعي ثروت عكاشة، ومدمراً شكلها الابداعي ودورها دون يفط باردة باهظة التكاليف.

أنني لم اتحدث من تخريب من الداخل، أي من تدمير للببناء حيث أنه مخصص في الاساس للموسيقي وليس لأي فنون اخري، فقد صنعت القاعة بمواصفات معينه، جاء امام مشهد من الجميع ، مقاول ليزح تلك الواجهة التى كان يجب أن تدخل ضمن المحافظة على التراث،

أن تلك الجريمة البشعة حدثت بمباركه الكثيرين من رموز الثقافة المصرية، تحت دعوي التجديد أو التحديث، لكن عمق ما تحتويه قاعة سيد درويش، والخراب الذي اصابها، يعلم جيداً التفريغ الذي حدث للعقل المصري، حيث اصبحت الثقافة واجهه فقط، ليس لها اتجاه ولا فعاليه ولا التأثير المطلوب.

لذا فأن اهم ما يميز ثروت عكاشة هي قدرته الكبيرة على ارشاد الثقافة المصرية، وكيف يقوم بتوجيه سفينتك وسط الامواج المتلاطمة حتى تهدأ الرياح والعواصف وتواصل رحلتك في بحر الحياة.

فهل يعلم أحد أن ثروت عكاشة كان عامل الفنار الذي ارشد سفينة والدي ” محمد مستجاب ” وكيف عند قرب انتهاء بناء السد العالي، وقد بدأت المؤامرات ضد بعض الاشخاص الذين كان ينتسبون إلى اشخاص ضد عثمان احمد عثمان، وكان ثروت عكاشة في زيارة إلى قصر ثقافة اسوان فألتقي بمستجاب، وحكي له مستجاب ما يعانيه، فيقوم بتحويل اوراقه إلى وزارة الثقافة ليعمل في مجمع اللغة العربية.

هكذا هو ثروت عكاشة، المرشد الذي يدل ، يستمع لك ويعرف كيف يقدر موهبتك فيضعك في المكان الذي تعرف كيف تستفيد كي لا تضيع موهبتك.

لقد قام ثروت عكاشة بدور خطير للثقافة المصرية والعربية، ونزل بالثقافة بمفهومها الواسع إلى قارع الطريق المصري وقلب الشارع العربي، ذلك المحافظ على تراث مصر وتراث ابنائها ومفكريها من العظماء, المنقذ لتراث وفكر الوطن من التيه والقلق والفراغ الفكري، والذي استرجع لمصر بهائها ورونقها الثقافي وفكرها الخلاب لتصبح بحق منارة العالم وأم الدنيا.

مقالات من نفس القسم