جمال فرغلي
حفرة في الوعى
لأمة من النيام..
ناتجة غالباً عن رصاصة غادرة
من عيار ٦مم
أحدثت ثقباً بقطر الكوكب الارضي
في خوذة الرأس المعدة للحماية والوقاية في سويعات الخطر
عبر تغطية الجرائم والمذابح كل يوم من جنود الاحتلال
رصاصتان من نفس العيار
أصابتا منها العنق
(سحقاً لتلك الحنجرة)
لابد من إسكات هذا الصوت
منعا للقلق..
هكذا نطق الزنيم ابن الزنا
حين صوب مدفعه
ثم داس على الزناد
باصبعه
نزف غزير وانفجار داخلى لكل أوردة الجسد
تهتك مرعب وتفتت لعظام أجمل جمجمة..
لكنما العينان تبتسمان والثغر الشهي
وملامح الوجه النبيل
وقصة الشعر القصير
كما هي
عذراء أرض القدس
وعروس السما
تأبى الفرار من الرصاص
قبل أن يحيا الوطن
****
قصائد
1
أي عبث هذا الذى.
وما تلك الفوضى التى تقتلك..
كأنك نجم طوتك الثقوب..
وشردك البين عن منزلك
وبعثرت الريح وهج انشطارك
فعدت كمثل بعير هلك..
فلا الليل يوقظ فيك خيالا
ولا الشعر يملك أن يبهرك..
بقلم جمال فرغلي
2
مشتت الأفكار..
مضطرب المشاعر والرؤى
لا أستطيع فك شفرة الإبداع
حتى أقتفي خطوات
تلك الساحرة..
عنيدة هى كما الحياة نفسها..
تضمني في صدرها..
لكنها.. عصية.. ممانعة
تموء داخلي
مثل قطة مشردة.. تقطعت بها الطرق
وعضها الأرق
لا أعرف الطريقة التى
غويتها بها..
فشاركتني سرها
وأغدقت بسحرها..
بلا امتناع أو خجل..
في كل مرة…
كانت تعد لي..
حقيبة السفر..
نرتب المشاعر المبعثرة
ونرتدي ملابس الخيال
نلملم انشطارنا معا
ونستقل ذات الحافلة
إلى مدينة القصائد المقدسة..
الآن..
مبلس أنا..
تفر من أصابعي الحروف ثم تختفي..
كأنها
الحقيقة المراوغة..
تموت في حديقتي
فراشة الغناء
فتذبل الورود داخلى
و ترحل الطيور في ضجر
تئن من برودة الشتاء
وقسوة المطر
3
كم الساعة الآن؟
أزحزح عينيّ
شيئاً قليلاً
إلى النافذة..
فأبصر بعض تلال الضياء..
تطل بهالاتها الخالدة
أمرر فوق بقايا عظامي
شذى من راحتى المجهدة
أفتش عن وقتي المستبد
لاسأله
ترى من أكون..
أعقل أنا أم صدى للجنون
أنبض حياة.
ورعشة عشق
وضحكة طفل.. بقلب حنون..
أخفق جناح لعصفور شوق
إلى جنة من غرام مقيم..
ترى من أكون..
أغيمة وهم ومحض سراب..
أمعجزة أخطأتها العيون
أنا الهرم الذى
أرهقته الحياة..
فيممت وجهي
نحو القصيدة…
فعضت على شفتيها
وصاحت..
دع النهر يمضي..
ولا تعترضه..
فلا النهر باق
ولا سيده
دع الريح تعصف بالعابرين
ويبتلع الموج من يعبده
دع الليل يطلق سهم المنون
دع السهم يمضي..
فلا فائدة.
4
ماذا بك..
ساءلتني..
بينما كانت
تراوح سجنها الأزلي..
واستطاعت..
دون قصد أن تراني..
غائبا..
ومعتما.
وصامتا
كأنني تمثال جبس
جالسا على طرف الفراش ومتكئا برأسي
على ظهر كرسى قديم..
أمام مكتبي الخشبي
أجسد السخافة..
البلادة..
الجنون..
أجسد الحقيقة التى نخافها..
أجسد الحياة..
لا شيء بي..
أنا فقط..
أدور في مداري اليومي..
أودع الذين يرحلون فجأة..
بدون أدنى شوشرة..
ودونما استئذان..
كأن لم يكن تعاهد ووعد..
بأن نواصل المغامرة معا…
وأن نصارع الألم..
وأن نكون جوقة مغردة..
يضمنا نغم
ولا تفض شملنا
نوائب الزمن..
لاشيء بي..
أنا الحكاية المؤجلة..
تقتص منى الأسئلة
وتروغ منى الاجوبة
فأستعير صيغة العزاء
في مشهد عبثي..
ثم أختفي مراوغا..
سحابة الأحزان..
بحيلة رشيقة
مقلدا فراسة النجوم
حين تغلب الكآبة..
وتقهر الظلام..
نقية كما البراءة
مضيئة..
كلؤلؤة