تجاوزت المقهى دون أن يراك أحدهم..

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

وليد خيري 

 

وسيأتي ولد من بعدي اسمه علي

 

 وسيأتي ولد من بعدي اسمه علي ليس نحيفًا مثلي، وكلامه سكر ويدخن المارلبورو، ويحكي عن الأهلي والزمالك، ويحب محمد فؤاد موت، ويفهم جيدًا في ماركات السيارات، ويسير ممشوقًا إلى جوارك، وهو يقبض على يدك ولا أجدع عسكري، بينما في يده الأخرى ترقد علبة مارلبورو أحمر وموبايل رقيق نوكيا.

ولن يحكي لك مثلي عن حبه ليوسف أبو رية الذي لا تعرفينه أصلًا، أو أن يقول لك إنه لا يصبر على قراءة جمال الغيطاني رغم أنه يعرف أنه أديب كبير كما قلت لك أنا.

ولن يحرمك أبدًا من أن تتناولي معه وجبة فراخ بالخلطة السرية في كنتاكى، لأنه لا يهتم بحملة المقاطعة، وحين تعبران الطريق من أمام AUC سيذكر لك بكل الفخر أن ابنة خاله أو ابن عمته يدرس بها.

وسيخفق قلبك بشدة حين يفاتحك في موضوع الارتباط، وعن التجهيزات التي يكملها في شقة أكتوبر، وسيؤمن على كلامك حين تقولين: لازم عربية. ويقول إنه يفكر في ذلك فتضغطين على يده في حماس.

 ويكون متحمسًا جدًا للون البينك كلون أساسي في الشقة، ولاسم عبد الرحمن كولد ذكر، فترضخين ولا تواصلين الإصرار على اسم يوسف الذي اخترته أنا وعشقتِه أنتِ.

 وحين تمران في طريق مكتبة مبارك وتقولين إنك كنت مشتركة بها، يندهش جدًا ويقول إنه لا يطيق الكتب، وأن آخر كتاب قرأه هو كتاب المحاسبة المالية، فتكذبين وتقولين إنك كنت مشتركة من أجل عمل الأبحاث فقط، بينما اشتركت في المكتبة من أجلي.

 وترتبكين قليلًا وهو يضع الدبلة في يدك، حين تنادي إحدى قريباته على ابنها يوسف، الذي يمد يده إلى زجاجة بيبسى: يوسف عيب مش كده. وتضمه بين فخذيها وينجح على في أن يحشر الدبلة في إصبعك.


البنت التي هواها يرد الروح

 

 تعود إلى البيت محصورًا تزنق البول

بين فخذيك بردان وأطرافك مرصرصة

تخبط الباب ملهوفًا تعرف أن أمك قادمة من الداخل

تتمنى أن تجىء اللحظة التي تسمع فيها

تكة الترباس فتندفع ناحية الحمام:

ترشرش المياه الساخنة المبخرة في متعة حقيقة

وتبص على وجه أمك المبخنقة

التي يزفزف جسمها من البرد وتكز على أسنانها

وتسألك عن اللي أخرك

 فتبلم وتسكت

وتخش هي إلى المطبخ، تسخن الأكل

وتفتكر أنها لم تأخذ حبة منع الحمل

فتسفها

وتدخل لتنام، وتطلب منك أن تغرف لنفسك  

وتدخل أنت تخلع ملابسك المبلولة

من أثر مطر خفيف في الخارج

لا زال ينقر على زجاج النوافذ

 فتخرج العملات الفضية من جيوبك

وتفتكر أن تفك آخر جنيه معك من البقالة

التي تحوش لك البرايز والشلنات العملة

حتى تكلم البنت حنان

على هاتفها المحمول من السنترال

وتفتكر أن القبلات التي خطفتها

من فم البنت هدى

على كوبري قصر النيل

كانت مملحة بطعم ماء المطر

وتلسعك السخونة وأنت تجس الحلة على النار

وتغرف لنفسك، وتحضر قرون الشطة الحراقة

وتقعد في الصالة وتفتح التلفزيون

وتكون أخبار 24 ساعة عن بنت فلسطينية فجرت نفسها.

وتتوقف عن مضغ الطعام

ويزعجك أن طعم الفلفل لم يكن حراقًا بل عاديًا.

فلا تكمل الرغيف الباسل وتترك فتافيت العيش

وتشوف أن البق كان بجانب صورة القدس

- الملزوقة على الحائط -

بعد الأكل تحس بالهمدان

فتقوم وتغلق التلفزيون، وتنهبد في السرير

وتزغد أخاك محمد في جنبه حتى يفسح لك

وتعاودك الرغبة

فتحك ذكرك بين فخذيك وأنت مفرهد وتعبان

وما يلبث أن يجيئك النعاس قبل أن تنتشي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تصدر قريبًا في طبعة جديدة عن دار أجيال 

 

مقالات من نفس القسم