تابوت في فناء داخلي

فاطمة إحسان
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

فاطمة إحسان

بيني وبين الغدِ

بضع أسابيع على الرف

لهاثٌ صامت يتخلل أغنيات الطريق

من  باب غرفة العلاج النفسي

إلى الوظيفة المؤقتة بمقر الإذاعة

إلى مشجب الثياب المؤقتة

في الحجرة اللا مسماة في البيت المؤقت

 

كسرتُ عدداً من مشاجب الثياب المؤقتة

على مر السنين

لسببٍ ما، لم يكن ساق الحديد المتفرع

يحتمل قمصاناً هلعة

تظل في مدى التناول

مثل تابوت في فناء داخلي.

 

بيني وبين الغد

قصائد تشبه وشوماً ناقصة

واضحةٌ، ساخطة، نصفُ منسية،

 وتجيد الشكوى

من صداع في الرأس

وكسل يتمطى في الروح

ككتلة هائلة من هواء لزج.

 

ثمة أصدقاء مُحتملون

بوجوهٍ لا تحتمل التفاتة كاملة

أطفالٌ بوجوه مستديرة كفِخاخٍ مسحورة

وغرباء يتكاثرون حول خط دائري سميك

ينسحب للداخل تلقائياً

مثل حلزون ناضج.

 

ثمة خيالٌ يخاف الاستغراق في رواية طويلة عن الحرب

ومزاجٌ يحول الكارثة إلى نُكتة

تترك أثرها على خدي الأيسر

أثرٌ يتسع للكثير مما يقال

بابتسامة مائلة لليسار

وعينين تضيقان على ارتياب مالح.

 

وقتٌ ضائع ليقظة ساهمةٍ في السديم

وقتٌ يستجدي مزيداً من الوقت

يمسي قلقاً بعنق زجاجي

ولا هواء ليعبره.

………………….

* شاعرة وقاصة عُمانية

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم