بقايا ألبوم قديم لبرجوازي صغير

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

علي منصور

 

لا تهملـوا الرسـائل يا أصدقـاء

 

كان كابوسًا مريعًا،

على نحو غير مسبوق.

إنها القيامة ،

إنها الأهوال التى لم يرها أحدٌ من قبل.

وبينما عيناه تخرجان من محجريهما،

راح يستبق الشهادتين،

لكن هيهات!!

حاول الإشارةَ بالسبّابةِ، لكن هيهات، هيهات!!

 

كان كابوسًا مريعًا،

على نحو غير مسبوق

لا.. لم يكن كابوسًا، يا أصدقاء

لم يكن سوى رسالة تقول:  

«انتبه يا هذا».

بلايين الرسائل يرسلها الله كل برهة لبلايين البشر،

وكثيرة هى الرسائل التى جاءته من قبلُ

آخرُها، منذ عام؛

حين خرج حيًا من حُطام البيجو،

على الطريق السريع!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


1433 هجــريــة

 

يحدقُ فى بدر المُحرّمِ،

ويفكرُ:

ربّما حدّق فيه النبى من قبل

 

يتلو كلام الله،

ويقول:

جرى على لسان النبى كثيرًا!

تصعد الصغيرةُ على ظهرهِ،

فيفرحُ:

الحسنُ والحسينُ اعتليا النبيّ، لمّا سجد!

من يا ترى سيفكرُ هكذا

ويُصلى ويسلمُ،

بعد ثلاثٍ وثلاثينَ وأربعمائةٍ وألفٍ أخرى؟!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ســاعــة وســاعــة

 

إيه يا سيد حنظلة

أنا أيضًا رأيتُ الجنةَ والنارَ رأىَ عين

كلما قرأتُ فى القرآن

أنا أيضًا هتفتُ، نافق على! نافق على!

كلما خرجتُ إلى الشارعِ

كم أنت مدين لهلعك القديم..

يا سيد حنظلة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في الليل

يغبط الأكتاف التى تحمل النعوش الثقيلة إلى المقابر، بهمة عالية تحمل النعوش الثقيلة إلى المقابر، ود لو كان طويلاً بعض الشيء، وقويًا بعض الشيء، ليشاركهم عملهم العظيم.

يغبط أكتاف هؤلاء، ويحنو على ظهور أولئك، أولئك المنحنية ظهورهم فى الحقول تجمع ورقات شجيرات القطن المصابة باليرقات، أو تجمع اللوزات، أو تنزع الحشائش وبقايا الجذور، أو تجمع فصوص الفاصوليا والبازلاء، يحنو على الظهور المتعبة طوال النهار، ويدعو لهم بالصحة  طوال الليل، ويتذكر «كفاية» ابنة عمته، كم كانت عطوفة وطيبة، إذ كلما رأته متقهقرًا فى «خطه» تسرع إليه وتساعده حتى  يلحق بباقى الصف فى جمع «اللطع»، من السابعة صباحًا وحتى الظهيرة حيث يتجمعون تحت شجرة التوت الكبيرة، ويبسطون «المناديل» القماش التى تحتوى على الخبز وقطع الجبن والفلفل المقلى فى الزيت مع الباذنجان والبطاطس أو الفول والطعمية فيأكلون، ويرتاحون، ثم يعاودون الانحناء مرة أخرى من بعد صلاة العصر وحتى مغيب الشمس.. تحية للظهور المنحنية والسواعد المعروقة، واللقيمات الحلال.

يتذكر صاحبنا الآن ما روى فى الأثر: أن نبى الله سليمان عليه السلام قد امتطى الريح على بساط الريح فى موكب عظيم، والإنس عن يمينه والجن عن يساره والطير من فوقه، ورأى هذا المنظر العظيم رجل حراث فى مزرعته فقال يا سبحان الله، لقد أوتى آل داوود ملكًا عظيمًا، وحملت الريح كلمات الحراث إلى أذن سليمان عليه السلام؛ فنزل عن موكبه وأتى الحراث وقال له: ماذا قلت أيها الحراث، قال الحراث: قلت لقد أوتى آل داوود ملكًا عظيمًا، فقال له سليمان عليه السلام: أيها الحراث، لتسبيحة واحدة من قلب عبد مؤمن خير مما أوتى آل داوود،.. لكن رواية الشيخ ـ فى خطبة الجمعة ـ كانت أكثر تأثيرًا فى نفس صاحبنا، وأعمق دلالة، إذ قال الشيخ  إن الحراث لم يكن يملك من حطام الدنيا شيئًا سوى قوت يومه، فلما رأى موكب سليمان حدث نفسه بثلاث كلمات، فأوحى الله إلى سليمان أن حراثًا فقيرًا رأى موكبك وحدث نفسه بثلاث كلمات، فاذهب إليه وسله عنها، فلما فعل سليمان أجابه الحراث: قلت فى نفسى يعيش سليمان وأعيش، قال سليمان: والثانية، قال الحراث: قلت فى نفسى يموت سليمان وأموت.  قال سليمان: والثالثة، قال الحراث: قلت فى نفسى يُحاسبُ سليمان ولا أحاسب!.. فخر سليمان ساجدا لله باكيا يتوسل إليه أن ينزع منه ملكه ولا يحاسبه، فأوحى الله إلى نبيه أن هذا عطاؤنا بغير حساب.. فآه لو تعلمون ثواب اللقيمات الحلال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاعر مصري.

من كتابه (بقايا ألبوم قديم لبرجوازي صغير) الذي يصدر قريبًا عن الهيئة العامة للكتاب


 



 

مقالات من نفس القسم