.
هكذا يتفردُ الصمتُ بي بعدَ
الاحتمالات
لم أحبك بعد
لكن صباحاتكَ تتكاثرُ في داخلي
كلما وضعتَ خاتمةً لهذا
الصمت
فرضتَ نفوذكَ في داخلي
دون إذن
لم أتمكن إلى الآن من
الاحتفاظِ بحقِ الرد
.
دائماً هناكَ فارقٌ بالوقتِ
بينَ حياةٍ أعيشها وحياةٍ تمنيتُ أن أعيشها
ولكن لابأس ما دامَ الوقتُ وقتُ حرب
لم أكفَ عن الحياةِ بعد
تكفيني الكلمات والهواء
لأستمر
.
في داخلي امرأةٌ لا يتوقف
المطرُ داخلها
تغسلُ جدرانَ الشتاء من
الوحل لأنَّ المطرَ في الخارج توقفَ قبل أن يكمل مهمتهُ ويغسلَ وجهَ الصباح
خطوةٌ لبداية
أو خطوة لنهاية
دائماً طريقها تنقصهُ خطوة …
هي التي تحب الأحذية ذوات الكعوب الرفيعة العالية التي لا تنتعلها
في داخلي امرأةٌ تحبَ الجدلَ أكثر مما تحب الحكايات
مع ذلك
نصف ساعة تكفيها لتعلمَ ماذا فعلَ بكَ هذا البرد
.
لا أملكُ الكثيرَ لأقولهُ عن الغياب ….
الغائبونُ هم أناس موتى
تعتاد غيابهم كما تعتاد الموت
.
الحديقة ذات الأشجار
العالية
تتربصُ بي منذ الصباح
هي مثلي وحيدة
أحبسُ أنفاسي خوفاً من أن يكونَ فنجان القهوة هذا الصباح صامتاً
الزمن لا يرحم
امرأةً تكثفت في الوطن
فأنجبت رجلاً يتسكعُ يدخن
يرسمُ كحلَ عينها طريقاً إلى اللانهاية
يربطني بهذهِ الأرض حب قديم…ويربطني بكَ أرضٌ نستطيع أن نلتقي عليها أو على قارعةِ الطريق أو في مقهى ونسميه وطنا
وأنا أطبخ …المرأةُ في داخلي لا تكف عن الغناء تملئ الدنيا صخبا وفرحا
هي لا تشبهني كثيراً ولكنها تأخذ بيدي للرقص كلما ضاقت علينا جدران هذه الغرفة
في داخلي امرأةٌ لا تكف عن السؤال مع أنها تدرك أن هذه السماء لم تعد لنا وأن التحليق بعيداً بعيدا في الأفكار سيجعلها ترتطم بطائرةٍ من هنا أو من هناك
.
في داخلي امرأةٌ لا تكف عن الكلام
لا تهتم كثيراً أعجبني أم لم يعجبني
فهمتُ أم لم أفهم
منذ أن هبت تلك العاصفة توقفت أنا عن الكلام
عن الضحك عن الرقص
وبدأت هي الكلام
صمتت يوماً … فصمت العالم كله