المخرج البوسني امير كوستوريكا عالم سينمائي، يتجاور فيه الواقع والخيال

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام
محمد عبيدو* ان سينما المخرج امير كوستاريكا تمثل تجربة متفردة في السينما الأوروبية بشكل خاص والسينما العالمية بشكل عام كما أن افلامه تمثل قصائد انسانية مشغولة بفهم كبير للواقع في اطار من الفنتازيا الراقية والكوميدية السوداء. وفي عالم إمير كوستوريكا السينمائي، الأعاجيب هي المناخ السائد والفعل الاكثر سوريالية وواقعية في آن وينتمي كوستوريكا (50 عاما) وهو من مواليد سراييفو، إلى دائرة ضيقة من المخرجين الذين فازوا بجائزة السعفة الذهبية -وهي أكبر جوائز المهرجان- عن أفضل فيلم مرتين, عن "حينما ذهب والدي للعمل" عام 1985 و"تحت الأرض" عام 1995، وكان قد سبق له عام 1981 , ان مر بالبندقية مرورا عابرا لاستلام الاسد الذهبي عن فيلمه " هل تذكر دوللي بيل ؟" Do You Remember Dolly Bell? وفي عام 1988 حصل على جائزة أفضل اخراج من مهرجان كان عن فيلمه (زمن الغجر) Time of the Gypsies وقد رشح الفيلم ايضاً لجائزة السيزار الفرنسية, وفي عام 1993 حصل على جائزة الدب الفضي من مهرجان برلين السينمائي عن فيلمه (حلم اريزونا) Arizona Dreams وفي عام 1995 حصل على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عن فيلمه (تحت الأرض) Underground, وفي عام 1998 حصل على الاسد الفضي كأفضل مخرج من مهرجان فينيسيا السينمائي عن فيلم (قط أسود قط أبيض) و رشح فيلمه (الحياة معجزة) للحصول على جائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان.

في أعماله السينمائية جهد كوستوريكا في تشييد عالم سينمائي، يتجاور فيه الواقع والخيال او الاحرى يتمازجان. شخصياته واقعية جداً برغم حديّتها وتطرفها ومبالغاتها. انها في نهاية المطاف تشبه آخرين حولنا وتشبهنا. كذلك هو محيطها وحياتها اليومية. سوريالي في الظاهر، كثير الحيل والمبالغات، مفرط الى حد التخمة. ولكن كأنما بيد سحرية، يتحول في جوهره عالماً مألوفاً. هل هي إلفة عالم سينمائي بات مفضوح الرموز والشيفرات؟ كلا. انه أبعد من ذلك. عالم انساني، شعري، موسيقي انما مكثف ومتطرف. في كل ذلك، ينجذب كوستوريكا دوماً الى الانسان او الى أعجوبة الحياة، الحياة الممكنة في كنف تضافر الظروف غير المؤاتية. في هذه القدرة، سواء أقدرة الانسان على اجتراح معجزة الحياة او قدرة الحياة على تلوين نفسها وتجديدها لتبقى ممكنة، تكمن الأعجوبة التي يجلها كوستوريكا ويتغنى بها والتي تمنح افلامه، في ما هي مفارقة غريبة، جرعة تفاؤل.

يذكر ان المخرج امير كوستاريكا درس السينما في أكاديمية السينما في براغ وعمل في التلفزيون اليوغسلافي ثم عمل فترة من الزمن مدرسا في معهد الفنون المسرحية في ” سيرجيفو “وكون فرقة موسيقية وشارك فيها بالعزف كلاعب غيتار وذهب مع الفرقة في جولة طويلة . ويقول كوستاريكا عن جولته تلك : ” لم أكن أرغب الا في شيء واحد : أن يطويني النسيان ” . وعندما ظهر من جديد , اهتم بعدة مشاريع حركت في داخله ” الحافز العميق والمتين ” الذي يحتاجه لصنع فيلم جديد .. وبتشجيع من ” ميلوش فورمان ” , استقر اختياره على ” زمن الغجر ” وكان الحظ حليفه اذ حصل على المال اللازم لتنفيذ هذا لفيلم

” اشعر انني ملزم بفيلم يعالج موضوعا يهزني من الاعماق , يجعلني أثور وينتزع مني الضحك والدموع في آن واحد ”

فيلم (زمن الغجر) يتناول حياة الغجر في يوغسلافيا من خلال موضوع خاص هو بيع الاطفال للايطاليين والاوربيين الآخرين الذين يبحثون عن طفل يتبنونه

يبدأ الفيلم بــ : الغجري البائس ، السكير ، المتشرد ، بكامل مواصفاته المبعثرة في عقلية العالم المتمدن ، وبآلياته الحركية الكاريكاتورية ؛ متخبطا ، ثملا ، متبوعا بعيون كاميرا خاملة في واحدة من ساحات الغجر اليوغسلاف ، حيث يخترق آخرين في طريقه المتعرجة من نقطة إلى أخرى … حتى ليبدو بأنه ليس إلا دليلا ( حاذق ) يقود متلصصا يقضا ( هو المشاهد ) الى أعماق خصوصيات نوعه البشري القابع في قاع العالم .. هذا الدليل هو (بيرهان) .. الشخصية الرئيسية في الفيلم ، والذي يرتبط بعلاقة غرامية بفتاة غجرية هي ( أزرا ) التي تعيش مع اسرتها في إحدى ضواحي الغجر بسراييفو .. الجميل في شخصية ( بيرهان ) هو تجسيده لبدائية الغجري وإدارة ظهره للمدنية ، وفي نفس الوقت ؛ جاذبيته التي تبرزها وسامته ، ومهارته الحركية الغريبة التي جذبت اليه قلب { أزرا } ، وأخريات من الفتيات الغجريات .. ورويدا رويدا تتدرج جوانب شخصية بيرهان بالظهور ، فهو إلى جانب حاجته للمال كوسيلة للزواج من ( أزرا ) ، تسيطر عليه رغبة جامحة لتحقيق الثراء السريع ، وامتلاك السلطة ، والاستحواذ على كل شيء .. وهنا يأتي دور العراب ( أحمد ) .. الغجري الاستغلالي ، الذي يتاجر بكل شيء ، حتى البشر ، فيبدي استعداده لمساعدة ( بيرهان ) لتحقيق حلمه بترتيب أمور تهريبه الى إيطاليا حيث يدير هذا الـعراب – هناك – شبكة كبيرة من المتسولين واللصوص الغجر من الأطفال والمراهقين .

الفيلم يرصد بشكل مكثف العلاقات الإنسانية التي تربط اجتماعيا بين أفراد العائلة الغجرية ، حيث يظهر تاثير سقوط الإبن ( بيرهان ) في غواية العراب ، وإغراءاته على عائلته ( والتي قدمها كوستوريكا ) بشكلها الشرقي المترابط مع إضفاء الروح الغجرية الساخرة عليها ، حيث نلتقي الأب ، والأم ، والجدة ، وشقيق بيرهان الأصغر ، وهم يعيشون تحت سقف واحد لبيت خشبي صغير عبارة عن كوخ ( كرافان ) يتعرض في أحد المشاهد المبهرة الى الطيران في الهواء ، لكي يظل أفراد العائلة في حالة وجوم مؤثر ، وهم يراقبون طيران كامل بيتهم في الهواء ، عدا الأرضية التي يقفون عليها بين قطع الاثاث المثيرة للسخرية .. يحدث كل ذلك في جو ليلي ماطر ( ساحر ) كما يجسد الفيلم العقلية الغجرية ، وخيالها المجنح الذي ينزلق دوما نحو المغامرة ، ونحو ما هو خارق لقوانين الطبيعة ، تماما مثلما يخرق بعاداته قوانين المجتمعات المتحضرة التي يقيم بين ظهرانيها ، كما وأنه – الفيلم – يفتح سجلا مكثفا لحياة الغجري النفسية ، حيث نجد الشعر يسير جنبا الى جنب مع الخسة والدناءة والخيانات الرخيصة ، كما أن البؤس يتوازى مع هرمية مافيا الروح والجسد والأخلاق .. وفي مناطق أخرى منه تتجلى عبقرية ( كوستوريكا ) بإيصال رسالة مضمونها : أن كل شي يتساوى لدى الغجري في الفعل الحياتي ، و السيرورة الدنيوية : الانسان ، الحيوان ، الجماد وكل شيء ، وفي هذا الاتجاه – على سبيل المثال – يستخدم (كوستوريكا ) طائرا داجنا هو ( ديك حبش يملكه شقيق بيرهان ) ويقوم بيرهان بدافع من اليأس بذبحه – خفية – وطبخ لحمه وإعداده كوجبة دسمة على مائدة العائلة .. وحين اكتشاف العائلة للأمر ، لا تجد مفرا من أن تشارك الجميع ( وخصوصا الشقيق ) حنقهم على بيرهان ، و حزنهم على الطائر الذي تكتشف فجأة بانه كان رقما هاماً من بين الشخصيات الرئيسية في الفيلم ، وأيضا مصدرا { ملهما ) من مصادر المؤثرات السمعية التي تغني عن الموسيقى التصويرية ( على الرغم من صوته المزعج المستفز ) .. تكتشف ذلك عندما تنتبه تلقائيا الى ذلك الفراغ الصوتي الذي اندلع فجأة بمجرد ذبح الطائر وغيابه الأبدي .

الفيام يسهل سرده . ذلك ان القصة التي يرويسها تقليدية , لكن ما يصعب سرده هو طريقته في صنع فيلمه : محاولته الدائبة وهو يصور حياة الغجر وافراحهم واتراحهم وهو يمزج الصور : الصور الواقعية الناطقة بالصور المتخيلة الحالمة . فهو حين يصور عيد القديس جورجيوس تشتعل النيران في النهر فلا يدري المشاهد ما اذا كان أمام احتفال عيني أم أمام حلم جماعي . والواقع ان حياة الغجر ربما كانت مزيجا من هذا كله . فهناك البؤس المزري الذي يفضي الى بيع الاطفال . والحياة الحالكة التي يعيشها الاطفال الموزعون بين التسول والنشل والدعارة , وهناك الخيال الخصب الذي يظهر في السحر والموسيقى . لكن الحياة – حياة الغجر – ستستمر مليئة بالعنف والقهر

في فيلمه {تحت الأرض) وعبر ساعتين و74 دقيقة، هي مدة الفيلم، يقدم كوستوريكا مرثية لبلدة كان يدعي يوغوسلافيا قبل ان يتمزق، مفتتحا الفيلم بعنوان جانبي تهكمي لكن يتسم بالحنين: {ذات مرة كان هناك بلاد، وعاصمتها بلغراد)

. انه عن تاريخ بلاد كفت عن الوجود أو انشطرت الى أجزاء، ممتدا – الفيلم – عبر فترة زمنية تستغرق خمسين عاما من الغزو النازي لبلغراد أثناء الحرب العالمية الثانية وحتى الحرب الأهلية الدامية مرورا بحكم الرئيس تيتو.

ماركو وبلاكي صديقان من الصرب يقومان بأعمال غير مشروعة من بينها المتاجرة في السوق السوداء لكن بعد قصف بلغراد في ابريل 1419 والاحتلال النازي، يبدأ الاثنان في بيع الأسلحة للمقاومة مما يعرضهما لمطاردة المخابرات النازية (الجستابو) لهما، الأمر الذي يفضي الى لجوئهما مع عائلتيهما، الى الدور الواقع تحت الأرض حيث ينشئان معملا لصنع الأسلحة – من اجل بيعها في السوق السوداء – بعد التحاق المزيد من اللائذين الى المكان. ماركو هو الوحيد الذي يخرج، ليشكل الرابط الوحيد لهم مع العالم الخارجي، بينما يمكث البقية تحت الأرض. ينهزم الألمان وتنتهي الحرب لكن ماركو الانتهازي والأناني يخفي عنهم هذه الحقيقة من اجل الاستفادة من مجهودهم في إنتاج الأسلحة، متحولا بفضلهم الى تاجر أسلحة ذي نفوذ تؤهله لأن يحرز سلطة واسعة، موهما أصدقاءه والمقاومين بأن الحرب لم تنته بعد وذلك بأسماعهم صفارات الإنذار والأغاني النازية والأنباء الملفقة.

في العام 1961 وبعد عشرين سنة، يقوم ماركو – الذي يعتبر بطل حرب – برفع الستار عن تمثال مصنوع لصديقه بلاكي تخليدا لبطولته ولذكري مقتله أثناء مقاومته للاحتلال، في حين ان بلاكي والأعداد المتزايدة من المختبئين تحت الأرض لا يزالون يعتقدون بأن الحرب لم تنته بعد. وبعد موت الرئيس تيتو تبدأ يوغوسلافيا في التمزق الى دول، وماركو يجد صعوبة متزايدة في إطالة أمد الأكذوبة التي بثها وكرسها عبر سنوات طويلة.. خصوصا وأنهم يتأهبون لشن هجوم كبير على قوات الاحتلال (النازيين) في الخارج، وهذا يترافق مع رغبة فريق من السينمائيين تصوير بطولات المقاومة، وبالتالي يفضي الى مقاتلة الممثلين معتقدين – بسبب أزيائهم العسكرية – إنهم نازيون ثم يعودون الى المخبأ.

بعد ذلك ننتقل الى الوقت الحاضر، أوائل التسعينات، حيث تنطلق بالخطأ قذيفة وتحدث فجوة في القبو، ومنه يخرج بلاكي والآخرون ليجدوا أنفسهم في أنفاق سرية تحت الأرض، وليكتشفوا عجزهم عن معرفة وتمييز بلادهم التي دمرتها الحروب الأهلية، فالقنابل والخرائب وحمامات الدم في كل مكان. وتتضح لهم الخديعة المرعبة. وعندما يقبضون علي ماركو المقعد وزوجته، يأمر بلاكي بإعدام صديقه حرقا فيقول هذا قبل ان يموت: {الحرب لا تكون حربا حقيقية إلا عندما يقتل الأخ أخاه). وينتهي الفيلم بمشهد طوباوي متخيل يلتقي فيه الأحياء والأموات في وليمة جماعية علي قطعة ارض جرداء تنفصل عن البر الرئيسي لتطفو علي المياه وتنجرف علي مهل فيما الأشخاص يحتفلون. ثم تنزل كتابة تقول: هذه القصة ليس لها نهاية

فيلم كوستوريكا ( الحياة معجزة { دراما شكسبيرية تتشابه وتتداخل مع روميو وجولييت والملك لير تدور أحداثه في البلقان،بـ (واقعية سحرية) ومزيج من الفنتازيا والشاعرية والكوميديا السوداء.‏

“الحياة معجزة” يتناول قصة حب غير اعتيادية ومؤثرة على خلفية حرب في البلقان. كوستوريكا الذي ألف ايضاً موسيقى الشريط يترك كالعادة ابواب مخيلته مفتوحة على أفق واسعة، ويجمع هنا مجموعة افكار طريفة ـ على غرار الخنزير الذي كان يأكل سيارة في فيلمه السابق ـ من جندي يهوى الهواتف الزهرية، الى حمار متروك على سكة قطار، او ديفا تنزل الى ملعب كرة قدم. في المؤتمر الصحافي الذي عقد لمناسبة اطلاق هذه الدراما الشيكسبيرية المفتوحة على كل الاحتمالات، حكى كوستوريتسا عن انتاجه الجديد قائلاً ان الخلفية السياسية في الفيلم في منتهى الاهمية، وانه لم يكن ممكناً تصوير مثل هذه القصة في زمن السلم. وتابع: “منذ 19 عاماً افلامي كلها تشبه بعضها. ما يهمني هو العائلة. هنا الوضع السياسي هو الذي يحدد حياة العائلة والبطل. احد الاصدقاء من تولوز هو الذي روى لي هذه القصة. ولو كانت الاحداث في رواندا او كوريا لكنت ذهبت الى هناك. انها قصة رجل يغرم برهينته. ولغة الحب لا تعرف حدوداً”.

فبعد ان كلل مهرجان كان فيلمي كوستوريتسا (ابي في رحلة عمل) و(اندرغراوند)، يخرج السينمائي الصربي الجنسية والبوسني الاصل وقد بلغ التاسعة والاربعين من العمر انشودة حياة وحب، تختلط فيها الموسيقى بالحيوانات والعائلة والحرب لتشكل جوقة صاخبة نجمها حمار.

يروي الفيلم قصة عشيقين محكوم عليهما بالفراق، حيث يغرم لوكا الصربي ببوسنية جميلة خطفت عام 1992 في الوقت الذي اندلعت فيه الحرب ووقع فيه ابنه في الاسر.ويقول كوستوريتسا معلقا على فيلمه انه يتسم بتفاؤل حزين لان لوكا يفتح قلبه لامكانية الحب. ويضيف :اليوم لا شىء يهم، وكأن الموت بات ظاهرة عادية ويومية. قدم لوكا (سلافكو ستيماك) المهندس الصربي ليستقر في قرية صغيرة معزولة في البوسنة مع زوجته يادرانكا (فيسنا تريفاليك) وهي مغنية اوبرا على شيء من الجنون لا تمل تلاوة مقاطع من “آنا كارينينا” كأنها تمهد لفرارها اللاحق، وان الآني، مع رجل آخر. وابنهما ميلوس (فوك كوستيك) الذي يحلم بالانضمام الى فريق (النجمة الحمراء) لكرة القدم في بلغراد. والمرتبط عاطفياً بعمق بوالديه. شخصيات تفيض عاطفة، مدرارة الدمع، عنيفة المشاعر في عالم على وشك الانفجار. كان لوكا يقوم ببناء خط السكك الحديد الذي سيصل البوسنة بصربيا حين اندلعت الحرب. وبعد ان يستدعى ابنه ميلوس للخدمة في الجيش، يسقط اسيرا، فيقوم عسكريون صربيون بخطف صباحة (ناتاشا سولاك)، وهي ممرضة مسلمة شابة، من اجل مبادلتها بميلوس ويكلفون لوكا بحراستها.

غير ان الحب لا يأبه للعرقيات والنزاعات ويقع لوكا في غرام صباحة، فيجد نفسه امام خيار صعب بين هذا الغرام وحبه لابنه. يقول كوستوريكا :انها معضلة اشبه بمعضلات شيكسبير. والحقيقة ان الحياة معجزة اشبه بمسرحية لشيكسبير مفعمة بالسخرية والشعر والصخب والهذيان.

ويرى كوستوريتسا ان سلافكو/لوكا شبيه بلقاني لانتوني بيركينز، فيما تجسد صباحة جمال الفتيات السلافيات الشقراوات. ويزخر هذا العالم بالشخصيات والمواقف الشاذة وغير المألوفة. فهناك حمار يائس من شدة الحب يبكي وينتظر الموت ممددا على السكة الحديد وهر اسود وابيض ينوم مغنطيسيا حمامة. هناك ايضا حملة لمطاردة الدببة التي تفر من كرواتيا ومباراة كرة قدم تتحول الى معركة ومآدب وجوقات موسيقية وكثير من الكحول وخطوط من الكوكايين على السكك الحديد.

وحين تندلع الحرب غداة حفل ضخم، يقول جندي : الموت لا يؤلم، بل العيش هو المؤلم. غير ان هذا الجنون الحربي يترك فسحة للحب والدعابة..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعر وناقد سينمائي سوري

مقالات من نفس القسم