المتخيل يعيد صياغة واقع محبط

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 42
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

علي المنجي

مقدمة لا بد منها :

عند ما نكتب يستحوذ علينا المكان والزمان

وفي كتابة الرواية ننطلق بخيل السرد والخطاب

والمقولة الحقيقية في الرواية هي في البدء  كان الخبر ..

يلعب الزمان دورا أكيدا في الخبر ، لأنه لا يمكن حكية أو سرده إلا بعد وقوعه ، هناك مسافة زمنية بين وقوع الخبر وبين الإخبار عنه .. الخبر نواة أي عمل سردي ..

وناقل الخبر الواحد يعتمد طرائق خاصة في حكيه وسرده

وناقل مجموعة الأخبار يلجأ إلي أساليب تراكمية مختلفة لجعل ما ينقله قابل للاستيعاب والاستقبال وفق شروط استعماله مع ملاحظة أن المادة بين الاثنين واحدة وهي ( الحدث ) ولكنها تتخذ تجليات خطابية متعددة ولا حصر لها ، وكل خطاب يمنحها طابعا نوعيا مختلفا عن الأخرى

وإذا كانت المادة الحدثية ( الحكائية )  واحدة والخطاب يعدد أشكال تجليها ، نجد كذلك الخبر نفسه يقدم حسب طبيعة الخطاب ومقاصده ويختلف من خطاب إلي آخر من حيث الصحة والصدق والواقع ، ويمكن للمادة نفسها أن تقدم في خطاب آخر لا يتقيد بصدق الخبر أو ملاءمته للواقع ويتساهل في نقله لخطابه بدون أي تمحيص أو تدقيق ، وهناك من يتقصد تحريف الخبر وتقديمه بطريقته الخاصة والتي يحافظ فيها علي جوانب منه ولكنه يتزيد في تفصيلاته لأغراض معينة ويضيف ما يحلو له من أشياء من صنع خياله ويصبح الخبر لا صلة له بالمادة كما هي في خطابات أخري ونغدو أمام خطاب مختلف تماما ..

ويقول الروائي والكاتب الكبير إدوارد خراط ما معناه أن هناك علاقة فعل وانفعال بين الفن والإبداع من جهة والأوضاع  الاجتماعية والسياسية من جهة ، وعندما انهارت الشعارات المجلجلة والأحلام والآمال الطموحة في هزيمة 1967 بدا أن العالم بالنسبة إلي فئة من الكتاب والشعراء والقصاصين غير معقول وغير مفهوم ولا يمكن تبريره وبالتالي تحطمت تصورات المحاكاة الأرسطية للواقع ولا ينفع لها حتى واقع موازي ، بل أصبح قائما برأسه ، أصبح عالما آخر من ابتداع القاص أو الروائي وأصبحت له قواعد مختلفة ..

ودخلت ضمن هذا العالم الجديد وبقوة عناصر جديدة .. دخلت الأحلام وما يدور في خيالات النفس وما يدور في جيشان الروح من اضطرابات ودون أن يعن القاص أو الروائي أو الشاعر بأن يضع الحلم في إطار كما كان يفعل الكتاب القدامى ..

وشطح الخيال ودخل بقوة واستدعي ذلك تفجير قوالب اللغة وما سمي بتفجير اللغة وطبعا الشرط الضروري لهذا التفجير هو الإلمام أولا باللغة إلماما تاما ومن ثم الانطلاق من هذه المعرفة التامة باللغة إلي تجاوزها وإلي تفجيرها وإلي تحطيمها أو خلق المبدع للغة مطورة ساحرة تلم عمله الإبداعي ..

ومن المدهش أننا نستطيع إدراك تلك التقنيات الحديثة في الكتابة في بعض كتابات التراث وعلي سبيل المثال كتابات ( ألنفري ) ، وفي العصر الحديث كتابات ( بشر فارس ) في أواخر الثلاثينيات في مسرحياته وقصائده ، وفي الأربعينيات شعراء مدرسة الإسكندرية ، وكذلك ما يسمي الآن بقصيدة النثر ، وكتابات  المبدع ( بدر الديب )  و فتحي غانم ولويس عوض ..

ما وراء اللغة  :

اللغة  التي تستعصي علي اللغة  ، الكتابة الفنية هي شئ يستعصي تماما علي نقل الخبرة ، لأن الخبرة قائمة بذاتها ولا يمكن أن تنقل ، ولا يمكن أن توجد إلا في ذاتها ، هذا المعني الدقيق يقصد به أن ( ما وراء الواقع ) هو العبور .. وفكرة العبور من عالم هذه الخبرة المباشرة التي لا عبور منها ولا نقل لها إلي عالم اللغة  وهو شئ يختلف تماما عن الخبرة بذاتها ، ولعل هذا يعني بمصطلح ما وراء الواقع وهو في حقيقة الأمر وفي الوقت نفسه ( ما وراء اللغة ) ..

الكتابة عبر النوعية  :

في الكتابة عبر النوعية نلاحظ العناية بالجرس الصوتي والنسق الصوتي كما يحدث في الأعمال الموسيقية ونلاحظ مسألة التركيب النغمي ليس فقط من حيث الصوت بل أيضا من حيث الصور ومن حيث لمجازات والمشاهد ، هذا التركيب الذي يقارب أو يشابه أو يتمثل التركيبات السيمفونية أو التنويعات والمتتاليات ، وعندما تتوازن وتتكافأ المقومات بين الإيقاع والسرد والحوار .. الخ .. كلها أو بعضها عندئذ في هذا النوع النادر من التكافؤ أو التوازن تصبح الكتابة (عبر النوعية )بالمعنى الدقيق للكلمة ، ولعل الكتابة تصبح عندئذ نوعا جديدا ..

بمعني أن مسلك الكتابة يمزج داخل الفنون القوليةبين أجناس مختلفة مثل تمازج السردي بالشعري أو تمازج الشعري بالترجذاتي أو تمازج السردي بالترجذاتي إلي غير ذلك ومسلك ثان يمزج من جهة بين الفنون القولية والفنون غير القولية من جهة أخرى كإدخال السينما في نص سردي وما شابه ذلك .. 

في مقدمة لترجمة كتاب ( الدراسة النفسية للأدب ) لمارتن لندور يذكر المترجم د . شاكر عبد الحميد مقولة لتشو مسكي يقول فيها :

سيظل الأدب قادرا إلي الأبد علي إعطاءنا استبصارات عميقة  بما نسميه الشخصية الإنسانية الكاملة أكثر مما يأمل أي شكل من أشكال الاستقصاء العلمي في تقديمه ..

وتواجهنا رواية ألأرملة تكتب الخطابات سرا وهي تنطوي علي قدر كبير من المكر والخداع ..

مكر هو نوع من اللعب .. لعب الكلمات والإشارات والإيحاءات والتي تسيج الرواية وتقودها بعملية ملاءمة وتعد الرواية لوظيفتها المنطلقة من السرد ..

ما نلبث أن ندرك بأننا نستدرج دون تنبه إلي خداع السرد ومكره ..

عنوان الرواية بسيط مبتور غير مكتمل يثير كثيرا من الأسئلة وعلامات الاستفهام والتطلع إلي معرفة خبره ..

وخبر العنوان بين ثنايا سرد الرواية أبسط ، يؤكد خبر أرملة تكتب خطابا ت سرا لبنات يدرسن لديها ، والبنات ينقلن بدورهن فحوي الخطابات بخطهن إلي عشاقهن ..

ومن خلال متابعة قراءة النص ندرك أن الأرملة هي الشخصية الرئيسية في الرواية والمشكوك في صفاتها التي تصلنا عبر السرد وحتى بلبلة فكرنا حول كينونة وجودها ..

أرملة عجوز لصائغ لم يهتم يوما قبل موته بوجودها وليس لهذا الصائغ الزوج الميت ما يميزه إلا غموضه .. الأرملة تركت المدينة العاصمة وراءها وجاءت إلي تلك المدينة الشبح الصغيرة مسقط رأسها تسعي وراء مكان مثواها ألأخير منتظرة الموت انتظار اليقين ..

امرأة في آخر طريق الحياة تنتظر المحتوم الذي تعرفه وتعد له .. ويخيل لي أنها سنوات الحياة مهما طالت وبوضوح منتهي الطريق ..

ويبدأ سرد الخبر بلمسة بارعة غامضة مشوقة بحدث هذا الحجر المندفع من تحت سماء ممطرة وخلال جو قاتم ليخترق محطما زجاج نافذتها ، منبها ومفتتا في نفس الوقت    لزمن حياتها المتداخل بماضي حائر متردد ممتد بخوائه وأوهامه وحتى سريرها الآني لينسل من حول الحجر ورقة خطاب مجعدة تحمل أنفاس الذكر المشتهاة ، تتسلل الورقة المجعدة حاملة الأنفاس إلي ما تحت غطائها لتلتصق بجسدها العاري فوق فراشها داخل حجرتها المظلمة وتستسلم هي إلى مزيد من النوم واسترخاء النشوة .. ويؤكد لنا السرد السحري بالمتخيل علي طول زمن خطابه أن الأرملة لم تعثر علي الحجر المقتحم نافذتها  وحياتها أبدا ..!!..

والأرملة معلمة عتيقة للغة . . في رحلتها تلك إلي مسقط رأسها بالمدينة الموحشة تنتظر وتبحث عن مقبرة لائقة بموتها تستعين بخبرتها القديمة كمدرسه لتعطي داخل شقتها دروسا للبنات

وشقة الأرملة تقع في شارع السبع بنات ، كن راهبات أنشأن مستوصفا للعلاج حين لم يكن للشارع اسم .. واكتسب الشارع أسمه من حكايتهن .. مات ست منهن وبقيت واحدة تقوم بأعباء المستوصف ..

شارع السبع بنات الممتد كان وظل الطريق الوحيد بالمدينة الذي تعبره صناديق ألموتي إلي المقابر..

تلميذات المعلمة القديمة هنا هن البنات ، والبنات هنا تعني النساء اللاتي لم يتزوجن ، واللاتي لم يبن بهن ..

ونكتشف أن السارد مازال يخدعنا ويشوقنا ويشركنا معه في كتابته عبر النوعية وفيما وراء اللغة

ويثير تأويل المتلقي ويمتعه بتلك الأقنعة المتبادلة ما بين الأرملة وشخصيات أخري داخل الرواية .. فتلك الراهبة المتبقية من السبع بنات الراهبات مازالت تشرف علي المستوصف ورغم أنها سبقت الأرملة في عدد سنين عمرها وبقيت تدخن سيجارتها بنشوة ونهم ويمتلكها الفضول بشدة فتتحاور بحماس مع الأرملة لتصل معرفة أسرار عودتها المدينة ، والراهبة العجوز الواقفة علي جرف نهاية طريق حياتها تجادل بعنف رجال السلطة والمحافظ المتعسفين وهم يرفعون يافطة اسم الشارع (السبع بنات )  ويضعون مكانها يافطة باسم جديد ..

( لاحظ أن الاسم الجديد تسبقه كلمة .. الشيخ ..

نفس الراهبة التي تستطيع أن تدعوها واحدة من أقنعة الأرملة تحدد تاريخ موتها عندما شيعت

الأرملة  جسد آخر الراهبات السبع إلي مقبرة الأقباط عبر نفس الشارع الوحيد المؤدي للمقابر ..

وما زال شاهد قبر الأرملة خالي من خانة تاريخ موتها ..

وتلك ألذات الأخرى المنشطرة من الأرملة .. ذات حميمة  ممتلئة بأمنياتها المبتذلة والرخيصة .. رجاء المساعدة والخادمة التي أمنتها الأرملة علي شقتها وسريرها وأعطتها المفتاح بكل ارتياح..

ذات تمثل وتحقق رجاء وأمنيات وشطحات مشبوبة وشبق أرملتنا المكبوتة حبيسة تاريخها المنغلق وتزمتها القاسي الذي تعودت الهرب منه ومن جموده بأحلامها وأوهامها المبتذلة والمشبوبة المحرفة والمموهة بطقوسها بكتابتها سرا خطابات الهيام والانطلاق والملتهبة للبنات الصغيرات تلميذاتها ، وتحتفظ الأرملة الموهومة بالخيال بأصول تلك الخطابات المكتوبة بخط يدها  وتهرب في سطورها بأوهامها من واقعها المر .. حتى أتت لتنتظر المحتوم .. وتحاول في زمنها الآني عبثا إعادة كتابة خطاب واحد منها ..

( لاحظ أن كتابة الخطابات السرية كانت هي الحدث الأهم والمريح في حياتها الممتدة )

وتحاول أيضا إعادة صياغة الخطاب الوحيد الذي احتفظت به من خطابات حبيبها الأول وكانت تخفي خطابه المختار الوحيد وحزمة خطاباتها الملتهبة إليه في قاع دولاب زواجها ..

لم تستطع الأرملة العجوز المعذبة صياغة أو إعادة كتابة أي خطاب كتبته في زمن ولي ومضي ..

أحداث الحياة التي مرت لا تعود أو تتكرر كما هي أبدا في الواقع إلا من خلالا إيقاعات الخيال أو الوهم وقد نضب كلاهما عندها .. لم يتبق لديها غير انتظار العثور علي مقبرة ..

وهذا الرجل الخشن صاحب الجرح الدامي فوق وجهه ، حارس القبور أو بائع القبور وربما هو حفار القبور .. انه ألحلقة الغامضة المعلنة وراء كل الأحداث ألذكر المنتظر علي كل فراش وحتى حافة القبر ..

ولن تنسي أبدا شبح الزوج الميت الذي يهيم من وقت لآخر بين حجرات الشقة الكئيبة ..

ومن المفارقات الموحية واللازمة في متن السرد الجميل لخطاب الرواية الرائعة أن الأرملة ملك

قد أمنت خادمتها المشبوبة المبتذلة رجاء علي حياتها وأعطتها مفتاح شقتها !!..

في نفس الوقت أمنت حارس القبور السكير على كتابة تاريخ موتها  !!..

أنهما القوسين إذا جاز التعبير حول تاريخ الأرملة أو هي الراهبة ….

وعلي شاطئ نهر الحياة الرفيع تجلس الأرملة ملك عكس كل القاعدين حولها فوق الكراسي الحجرية ووجوههم شطر مياه النهر ، وتجلس هي وظهرها إلى النهر ووجهها شطر المدينة الموحشة ، تري فتيات يأتين فرادي وأزواجا يقابلن عشاقهن من الشباب ويمشون متشابكين

الأذرع علي الكورنيش ، وتغادر الفتيات الريفيات بعد انتهاء رحلتهن مع عشاقهن في سيارات

ميكروباصات كانت قد أتت بهن  ، ولا يظهر بين العشاق أي بنت من بنات المدينة كل الموجودات علي الكورنيش جئن من بعيد وعدن إلي الأرياف !!..

تجلس الأرملة فوق الكرسي الحجري بالكورنيش في جانب منه ، وتركت باقي الكرسي فارغا ، وكما تفعل عند نومها في فراشها ، تحتل جانبا ضئيلا منه وتترك فراغا متسعا كأنها تنتظر وافدا ينام فيه بجوارها !!..

وتأتي تلك الشخصية الهلامية الضبابية المرتدية الجلباب المثقوب بعشرات الخروق من طرف سيجارته التي يدخنها بشراهة ، يجلس بجوار الأرملة كأنه طيف ويكاد أن يلتصق بها غير شاعرا

بوجودها وكأنها هي الأخرى طيف غير مرئي ليخترق جسدها بغتة ملقيا بها إلي الأرض غير عابئ بها ليجر تلك الفتاة الريفية الغارقة في أحلام حبها علي شاطئ النهر ، يضربها بقسوة ملقيا علي الأرض بغطاء رأسها أو حجابها ، يشدها من شعرها ويلطمها لطما متتالية قاسية ، يذهب إلي داخل سيارة الأجرة العائدة بهما  إلي الأرياف  .. !!..

نهر ، وعشاق ، فتيات يمرحن وحركة سيارات ذاهبة وآتية ، رجل متوتر يتربص بالعشاق ،

يقتحم الشاطئ  ويتحول الهدوء والرومانسية والخيال إلي واقع محض جاف علي يد الريفي حارس الفضيلة !!.. ومازالت الأرملة مولية ظهرها للنهر ..

وداخل أحداث موغلة في الكآبة ، يغوص بنا السرد المتخيل إلي ما بعد الواقع بمنطقه ومعقوليته الخاصة به ، وتداهم الأرملة رجاءها تتأوه عارية تحت جسد حارس المقابر المفتول وتحت ظل ورقابة طيف زوجها الصائغ الميت دائم التجول بين غرف شقتها وكل هذا فوق سريرها  وداخل شقتها التي أعطت رجاء مفتاحها !!..

وداخل حمي هستيرية مشبوبة وفي ليل مدلهم ممطر تخترق الأرملة المعذبة بأوهامها وخيالها الشارع الممتد الوحيد داخل تلك المدينة ذات الحوائط الحجرية والتي لا توجد خارج شقتها، الشارع المؤدي إلي المقابر ..

الأرملة لأول مرة تري وتمشي في المدينة ليلا ، يمتلكها هاجس رؤية مقبرتها الرخامية تحت جنح الليل ..

في حلكة عتمة مخيمة رغم بزوغ القمر تفقد مسارها ، ويتوه منها الطريق ..

هيئ لها أن حارس المقابر يمشى وراءها ، يضع كفه فوق ظهرها ، يلتبس عليها الوهم فلا تدري

أهو الحارس الذي يدفعها ويوجهها إلي طريقها لمقبرتها ؟!.. أو هي التي تقوده وراءها ؟!..

وتري مقبرتها الرخامية واضحة ساطعة تحت ضوء القمر ..

هل هو الحلم أم الخيال الجامح أو هي  أمنية صاخبة في داخلها  المشبوب المكبوت ؟!.. وربما هي الحقيقة والواقع المجرد !.. وأنا أرجح أنه المتخيل إلي ما وراء الواقع ..

يضاجعها بحميمية حارس القبور وهي عارية فوق رخام المقبرة المصقول لمقبرتها وتحت زخات المطر الذي لم تشعر به في نشوتها ..

وفضلت نايمه تلات أيام .. مش قادرة أقوم كإني مت وصحيت لقيت ورقه لازقه  في جسمي ..

تحاول الأرملة كتابة خطاب آخر من جديد تثبت به لأوهامها أنها مازالت تحلم وتحن ، تتوقف الأرملة عن الكتابة .. لأن الموتى لا يكتبون .. الآن يد أخري غير يدها  هي الممسكة بالقلم لتخط به أوهام وأحلام وماضي آخر في حاضر آخر .     

 

 

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم