الماء لا ينام

احساين بنزبير
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

احساين بنزبير

تماما، ككوميديا أوراق باهتة،

كإبرة خياط بصير

كان لذةً، وَواقعا يتكور. لكنَّ الماء لا ينام

بين ضيق كلام فقير

ويأس أبيض تحت سلة المهملات.

فعلا، لا ينام الماء

يوم تركتَ مسلك الأولياء

متمسكا بما في القلب، بما في قنفذ المعركة،

ثم الحياة مرة أخرى كانت ضوءا ينزل

أو إنه يترجَّل عن كبد السماء.

هكذا هي الأشياء، مشبك زقاق تحت سقف غيمةٍ واحدة.

 

دمٌ وشكل، جنون وزفرة أيضا

وعين العالم كان لها حق في ظلال إبرة الراعي.

فقط، إنه الماء لا ينام.

ثم، كان علينا ألاّ نقدح زناد فكرنا أو رأسنا المثقوب.

كما لو أننا نمشي في اللون أو في البقيا،

حيث نتسافد في بدايات حمراء.

وفجأة،

ننقش حنجرة معطلة والباقي….

لأن الساحة كانت فارغة من شمسها الهادئة.

 

لماذا كل هذا الضوء الخفيف على نحو مرعب

هنا. وهنا جدران عارية.

لا مقبرة أو حانوت قهوة لأن الذي لا ينام

هو الماء في فكرة مجردة.

 

وكأن العالَم يحمل وجه حروب قصية،

ليس ثمة من كل الأيام حياة، أو تعاقد رائق.

فقط، قصور بالطحالب محشوة

وملصقات تطلب من الماء ألاّ ينام.

ثم كان الخريف في قماش ما.

هيا، نصير ملحا بين الفينة والأخرى،

والصوت في فم أصابه الورم

يستسلم، يرتعش، يتمتم

أمام أوقيانوس غامض في رذاذه.

وحدها، ندفة الثلج تجسُّ شفة الظل

وتكهربُنا كما لو تشقُّقٌ عابر.

 

أخيرا، كانت عظامنا تجسد دورا ثانويا.

هذا كل ما في الأمر.

والماء لا ينام.

أما الليل فيتخبط في خطوط طوله وعرضه،

أو يتعجرف لأنه هو الليل أو

هو جُمَلٌ دانْتيسكيَّةٌ تمارس الفاجعة

في أرض مجهولة في حديقة فارغة،

شأنها شأن فتاة ترقص

في الثلج قبل أن تموت.

والماء في مكانه لا ينام.

ثم، تلك الدمعة البيضاء التي أذرفناها

على صباحٍ تخثر من فرط ذاكرة عرجاء.

…………………

*شاعر مغربي مقيم في فرنسا

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم