ممدوح رزق
ماذا لو أن هناك قائمة تشتمل على كل ما يمكن مصادفته من الانتقادات والمآخذ التي اعتادت الدراسات النقدية والمراجعات وتدوينات القراءة على توجيهها للأعمال الأدبية والنقدية العربية؟ .. ما الذي يمكن أن تتضمنه هذه القائمة فيما يشبه “موسوعة للشر” لدى القرّاء والنقاد، وكيف ستبدو مساحات التوافق والتقارب الطاغية بين هذه الممارسات اللغوية العدائية؟ .. كيف يمكن تأويل هذه الممارسات كسلطة للقهر الاستباقي، أو “ككاتب أصلي” مثلما تحدثت سابقًا أكثر من كونها رد فعل أو خصومة مضادة؟ .. نواصل القائمة:
ـ غياب الفكرة الرئيسية الواضحة في العمل الأدبي التي ينبغي أن تتكاتف الأفكار الجزئية من أجل تثبيتها.
ـ عدم صواب المعنى؛ أي افتقاده للمنطق الذي يجعله ملائمًا لسياق عام صحيح، وانفصاله عن تقاليد سبق الاتفاق على صدقها.
ـ غياب القيمة، الجدوى، الفائدة سواء كانت معرفية أو شعورية.
ـ تجاوز الابتكار المتزن إلى الشطط، والعبثية التي تتنافر كليًا مع ثوابت البلاغة العربية.
ـ سوء التكوين النصي، ورداءة الاستخدامات اللغوية، وتفكك الأسلوب، وضعف التجربة الإنسانية، وافتعال جماليات شكلية لطرحها.
ـ فساد التبرير؛ أي الإتيان بقرائن إدراكية أو نفسية غير صالحة للبرهنة على خبرة ما داخل العمل سواء لشخصية أو حدث أو كدلالة شاملة.
ـ انتفاء العمق، والذكاء، والطرافة بالصورة التي كانت عليها عبقرية الأسلاف.
ـ الانحياز للظواهر المادية في مقابل عدم التركيز على القيم المعنوية.
ـ عدم توافق المعطيات النصية ـ كمعلومات غير جمالية ـ مع التاريخ، أو الواقع السياسي، أو الحقائق المجتمعية.
ـ وجود متناقضات في العمل الأدبي، أي أفكار متعارضة، ومعانٍ متخالفة، وآثار مضادة لبعضها.
ـ عدم منح المألوف جمال التمثيل، وعدم الإتيان بما هو عجيب مؤثر، وعدم رفع المعتاد إلى مصاف الندرة بالاستعمال البلاغي مثلما تتسم النماذج الأيقونية في التراث العربي.
ـ معاداة التنظيم القائم على أصول اللغة، الذي يضمن الكشف والفهم، والتمسّك بالغموض، والتراكيب المعقدة، والإسراف في الاستطرادات المحيّرة، أو في ترك فراغات تزيد من ثقل التعمية والالتباس.
ـ التغاضي عن إتمام الدلالة؛ تركها ناقصة، غير مشبعة، متورطة في الإبهام؛ وهو ما يؤدي إلى حجب التفسيرات الضرورية، وعدم التوصّل للإجابات اللازمة على التساؤلات البديهية، وتعطيل الربط المناسب بين عناصر النص.
ـ تجاهل حاجة القارئ إلى الترفيه، متعة التسلية، والابتعاد عما يمكن أن يسبب له اضطرابًا ذهنيًا أو ألمًا نفسيًا.