غوستافو أدولفو بيكير
ترجمها عن الإسبانية: عبد السلام مصباح
إضـــاءة
ولد بإشبيلة في1836/02/17،وتوفي بمدريد في 1870/12/22 مسلولا.حياة قصيرة ولكنها حافلة بالمعاناة والأحزان والعطاءات…
مع مولده فقدت أسرته بريقها الاقتصادي العريق. وفي العاشرة من عمره أصبح يتيما، فكفلته عرابته دونيا منويلا موناهايDoña Manuela Monahay التي لعبت دورا غير مباشر في تكوينه الشعري؛ إذ في مكتبتها أخذ تشكيله الأدبي يتفتح.
سنه 1850 يهجر معهده ليلتحق بمدرسة الرسم للفنان الإشبيلي أنطونيو كابرالAntonio Cabral.وككل العصافير المسكونة بهم الحرية والتواقة للمغامرة والتحليق نحو الآفاق الرحبة بعيدا عن ضفاف الوادي الكبير جعلته يلملم نبضاته المبعثرة ليحط في مدريد حيث تعشش كل النوارس…حيث ستبتدئ رحلته مع المصاعب والمتاعب والبؤس….
ترك بيكير عملين رائعين:
– الأساطيرLeyendas
– قواف Rimas
يعتبر ديوان “قواف” ،الذي اخترنا منه هذه النصوص، أكثر أعماله شهرة، فقصر قصائده وبساطة شكلها يفترضان كثافة غنائية عظمى. في هذا الديوان نقف أمام شعر عار من كل تكلف بلاغي أو زخارف، حيث في كل قافية مضمون ولد متلازما مع الشكل ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر.
إن شعر بيكير أكثر غنائية، أكثر عمقا، أكثر صفاء… للرومانسية الإسبانية …كذلك أكثر صراحة وأكثر أصالة.
4
لاَ تَقُولِي اسْتَنْفَذَ كَنْزَه،
لغِيابِ الْمَوْضوعات صَمُتَتِ الْقِيثارة،
قَدْ لاَ يوجَدُ شُعَراء
لَكِنْ دَوْماُ سَيوجَدُ الشِّعْر.
طالَما أَمْواجُ النُّورِ
تَنْبُضُ مُلْتَهِبَةً إِلى قُبْلَة،
طالَما الشَّمْسُ بِنورٍ وَذَهَب
تَكْسو السُّحُبَ الْمُمزَّقة.
طالَما الْهَواءُ يَحْمِلُ فِي حضْنِه
عُطوراً وَإِيقاعات،
طالَما يوجَدُ فِي الْعالَمِ رَبِيع
سَيوجَدُ الشِّعْر.
طالَما يَكْتَشِفُ الْعِلْمُ
دونَ أَنْ يَتَوَصَّلَ إِلى يَنابيعِ الْحَياة،
وَطالَما يوجَدُ فِي الْبَحْرِ أَوْ فِي السَّماء
عُمْقٌ يُقاوِمُ التَّقْدِير،
طالَما الإِنْسانِيَّةُ دَوْماً تَتَقَـَّمُ
دونَ أَنْ تَعْرِفَ إِلى أَيْنَ تَسِير،
طالَما يوجَدُ سِرٌّ مِنْ أَجِلِ الإِنْسانِ
سَيوجَد الشِّعْر.
طالَما نحِسُّ أَنَّ الـُّوحَ تَضْحَك،
دونَ أَنْ تَفْتَرَّ الشِّفاه،
طالَما الإِنْسانُ يَبْكِي
دونَ أَن تُسْعِفَهُ الدُّموع
عَلى تَغْيِيمِ الْحَدَقَة،
طالَما الْقَلْبُ وَالْعَقْلُ
يُواصِلاَنِ الصِّراع،
طالَما توجَدُ آمالٌ وَذِكْرِيات
سَيوجَدُ الشِّعْر.
طالَما توجَدُ عُيونٌ
تَعْكِسُ عُيوناً إِلَيْها تَتَطَلَّع،
طالَما الشِّفاهُ الْمُتَنَهِّدَة
تَرُدُّ عَلى شِفاهٍ تَتَنَهَّد،
طالَما بِإِمْكانِ روحَيْنِ حائِرَيْن
أَنْ تُحِسّا بِقُبْلَة،
طالَما توجَدُ امْـرَأَةٌ جَمِيلَة
سَيوجَدُ الشِّعْر.
IV
No digáis que, agotado su tesoro,
de asuntos falta, enmudeció la lira;
podrá no haber poetas; pero siempre
habrá poesía.
Mientras las ondas de la luz al beso
palpiten encendidas,
mientras el sol las desgarradas nubes
de fuego y oro vista,
mientras el aire en su regazo lleve
perfumes y armonías,
mientras haya en el mundo primavera,
¡habrá poesía!
Mientras la ciencia a descubrir no alcance
las fuentes de la vida,
y en el mar o en el cielo haya un abismo
que al cálculo resista,
mientras la humanidad siempre avanzando
no sepa a dó camina,
mientras haya un misterio para el hombre,
¡habrá poesía!
Mientras se sienta que se ríe el alma,
sin que los labios rían;
mientras se llore, sin que el llanto acuda
a nublar la pupila;
mientras el corazón y la cabeza
batallando prosigan,
mientras haya esperanzas y recuerdos,
¡habrá poesía!
Mientras haya unos ojos que reflejen
los ojos que los miran,
mientras responda el labio suspirando
al labio que suspira,
mientras sentirse puedan en un beso
dos almas confundidas,
mientras exista una mujer hermosa,
¡habrá poesía