كان الماء داكناً
والأصوات التي لا تشبه صوتي
تفور زرقاء عبر تقاطعات الدم
لم يكن نهراً
ولا بحراً كما حلمت
كان الماء يتكلّس صانعاً
أهرامات ومدناً خربة
أردت الصراخ
بدلاً من هذا
التقطت صوراً فوتوغرافية
لمتحف الحجارة والملح
ومشيت طويلا
حتى سقطت الضمادات
وبانت الحفر
التي صنتعها يداك
وأنت ترفو الجرح
بحنان عاشقٍ غير متمرس!
كما يليق ببئر
جفّت لتوها
امتلأت بطيور سوداء
وظامئة
كما يليق برسالةٍ تحتضر
وهي تتوسل الماء
تمتصه عبر الشقوق
وهي تبصق دماً
كان الغضب يئن
كي تنتبه لصمته
لنرجسة صورته
في عينيّ.