نينا فيراري*
ترجمة: سها علاء
ما زالت تسكنني،
تجلس بجواري
وتنظر إليّ
بفضول،
في كل مرة لا يختارونني،
في كل مرة لا يحبونني،
في كل مرة أقول فيها وداعًا.
تزورني
في العشيات الفارغة،
وحين ألمس بيدي
الألم ذاته،
يغمرني إحساس بالاختناق
الذي يكاد يخنق أنفاسي.
أحيانًا
أظن أنني أسمع
صدى بكائها
في الليالي.
لكنها أيضًا
هي من تلهمني،
في كل مرة ألعب،
في كل مرة أحلم،
في كل مرة أخاطر
مغمضة العينين،
وتجيبني بحكمة
حين أتشوش
بسبب تلك الخيوط المتشابكة في ذهني
التي لا تمنحني هدنة.
لم نعد في نزاع،
لقد صرنا نتعانق.
فقط في بعض المرات،
مثل اليوم،
أردت الذهاب إلى الماضي
لأمنحها كل الكلمات التي ستحميها
من كل ما أعرفه،
ومن كل ما يؤلمها،
ومن كل ما يؤذيها،
لكنني آنذاك
لم أكن قادرة على البوح بها.
…………………….
*شاعرة أرجنتينية، من ديوانها “الجوهر”