الطريق إلى الحبِّ

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

الضوي محمد الضوي
                                       

  مهداة إلى الأستاذ خالد محمد عبده


في الطريق إلى الحبِّ
سرقَ الأشرارُ حقيبتي
سخروا مني..
وخاطوا جلبابي بالرمْلِ
فسقطتُ على وجهي
وتكسّرتُ 
في الطريقِ فقدتُ الحروفَ 
تلك التي كنتُ أعددتها للأناشيد
قالوا لي: إن لكل مُحبٍّ أناشيده، فجهّز الحروفَ
لكنني في الطريقِ فقدتُ حرفي!
دلّوا عليَّ النملَ الحائرَ، والجرادَ العنيد
خوّفوا مني الطيرَ، والظلَّ والينابيع
قالوا للبئر: إنه مُسَمَّمٌ؛ فحُشْ عنه ماءكَ
كنتُ كلما نظرتُ إلى وجهي في الماء
لم أرَ إلا جمجمةً تجهشُ 
بفكّينِ يصطرعانِ، وظُلْمَةٍ تموء
مشيتُ ومشيتُ..
يملأ الغبارُ عينيَّ، والملحُ قلبي 
مشيتُ غيرَ عابئٍ فطالَ الطريقُ، طال..
ولما عرفتُ أين يسكنُ الحبُّ
كانَ الأشرارُ قد ملّوني ومضوا
وددتُ لو أفهمتهم أنني 
لم يكن أمامي إلا أن أكمل ما بدأت
لم يفهموا أنني لو تعطّلتُ مِتُّ
أكملتُ لأنني نسيتُ طريقَ العودةِ
لأنني خفتُ العودةَ، 
لأنني لم أفهم لماذا يجب عليَّ أن أعود!
وحيثما وجدتُ الحُبَّ..
عبأتُ حِجْرَ جلبابي منه
عبّأتُ أكمامي
وعمامةَ رأسي
عبّأتُ قلبي وفمي
وكفّيّ..
كلما تكلمتُ، سال.. 
كلما صافحتُ، تركتُ في يدِ مُصافحي منه ما تركتُ
كلما خلعتُ العمامة إلى جواري.. 
فاحَ منها فاخضرَّ موضعُها وارتوى
أمّا قلبي فهو بأكملِهِ بعدُ لم يزلْ
فاضَ وفاضَ وما زال بأكمله لم يبحْ بشيء
أينَ أذهبُ به؟ 
قُلْ لي يا الذي يعرفُ .. قلْ لي!
لولا الملامة لكسرتُهُ بيدي
لولا الملامة لأفرغتُهُ 
وانتهيتُ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاعر مصري 

                                  

 

                                                                      

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project