الطائر اللعبة

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 50
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمد العنيزي

-1-

الصغيرة (هدى) مرحة لحد الشقاوة.. تركض مسرعة.. تقفز.. تفر مثل فأر وتختبئ في الزوايا الضيقة.. تعبث بكل ما يقع تحت يديها.. دون أن تبالي بنظرات التأنيب وعبارات الزجر.. في فضاء نفسها الطفولي وابل من أسئلة لا يتوقف.. وهي تعشق الطيور.. فإذا الأسراب عبرت الفضاء تنفتح عيناها جذلتين.. وتهلل لرؤيتها.. تفرد ذراعيها كالأجنحة.. ترفرف مثل الطيور.. وتصدر أصواتاً بالكاد تقترب من الشقشقة.. تتأمل العصافير المرتكزة فوق سطح البيت.. وفي نفسها أمنية تراودها.. أن تمتلك عصفوراً صغيراً.. يفرد جناحيه أمامها.. يطير.. يرتفع على مقربة من رأسها.. ويظل يشقشق حتى إذا أدركه التعب حط فوق راحة يدها وكانت كلما هبط طائر في حديقة المنزل تنطلق مسرعة وتحاول الإمساك به دون جدوى.

-2-

الصغيرة (هدى) امتلكت طائر لعبة ذا مفتاح (زنبرك).. يدور المفتاح.. يتقدم الطائر فوق الأرضية.. ويمضي حتى يصطدم بأول حاجز فيتوقف.. أثار الأمر فضولها.. ثم بعث في نفسها شعوراً بالاشمئزاز.. واستقر السؤال في قاع نفسها..

ـ لماذا لا يطير طائر اللعبة مثل باقي الطيور؟

أمسكت باللعبة.. أدارت المفتاح.. قذفت بالطائر لأعلى.. وقع على الأرض فيما ظل المفتاح يدور.. حاولت ثانية.. فأعادت المحاولة.. فأسلمت أمرها للتفكير في حل للمعضلة.. حتى إذا يئست استلقت فوق الفراش ونظراتها معلقة بالطائر الجاثم فوق أرضية الحجرة.. داعب النوم جفنيها وراحت تغط في سبات عميق.. وصدى السؤال يتردد في قاع نفسها..

لماذا لا يطير طائر اللعبة مثل باقي الطيور؟

-3-

في مساحة الحلم كان السؤال يبحث عن إجابته.. أمسكت الصغيرة بطائر اللعبة.. أدارت مفتاح (الزنبرك).. وقذفت به لأعلى.. رفرف بجناحيه.. طار.. ارتفع.. ثم انطلق عبر النافذة لاحقته بنظراتها المندهشة.. ابتعد.. تحول إلى نقطة صغيرة وسط أسراب الطيور العابرة.. وانتظرته أن يعود.. امتد الانتظار.. لم يعد الطائر.. فأحزنها شعور الفقد لشيء ضاع منها.. وبكت..

أفاقت من نومها مذعورة ودموعها تبلل الوسادة فيما كان الطائر اللعبة جاثماً فوق أرضية الحجرة.

 

مقالات من نفس القسم

تشكيل
تراب الحكايات
موقع الكتابة

ثقوب