الشك

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

شريف أمين

كتبَ اليقينُ على جدارِ الأزمِنة

مَنْ آمنَتْ بالشكِّ ليسَتْ مؤمِنة

سيكونُ أنْ يأتي الزمانُ بشاعرٍ

يشدُو.. وسيِّدةٍ تمرُّ لتفتِنَهْ

في قلبِها وجعُ الغيابِ وثورةُ

الذكرى.. وأمراضُ الفراقِ الْمُزْمِنة

في قلبِهِ خوفٌ سيتبَعُ سيرَهُ

حتى تبلِّغَهُ المحبَّةُ مأمَنَهْ

سيحِبُّها جهْرًا كصوْتِ مؤذِّنٍ

وتحبُّهُ صمْتًا كحِكْمَةِ مِئْذَنَة

ولسوفَ يغتبطانِ باللُّقْيا معًا

مستسلمًا يُلقِي العِنانَ لِمُذْعِنَة

لكنَّ شكًّا ما سيدخُلُ قلبَها

ليُقاسِمَ الحبَّ المسالِمَ موْطِنَه

سيجِفُّ نبعٌ في الفؤادِ وتغتدي

ألوانُ طيفِ الحبِّ غيرَ ملوَّنة

وتبيتُ في أسْر السهادِ قصيدةٌ

من دمعتينِ حبيسَتيْنِ مُكوَّنة

يا حالُ ما حلَّنِي

إلا بأحْوَالِ

لولا الهوَى حلَّنِي

ما قلْتُ مَوَّالِي

خَوْفِي مِن المكتوبْ

يسِنُّ لِي السكِّينْ

فاصْبِرْ وكُنْ أيُّوبْ

يا قلْبِيَ المسكِينْ

يا سِتَّ هذا الحُسْنْ

وجملةَ الأحبابْ

قلبِي اصطفاهُ الحُزْنْ

وعندَكِ الأسبابْ

يا شمسُ ما أشْرَقَتْ

إلا اكْتَوَى العاشِقْ

خديجةٌ صدَّقَتْ

فاسْتَرْوَحَ الصادِقْ

قلبُ الفتَى المجذوبْ

في الشوقِ ثَمَّ غريقْ

وصِدْقُهُ المكذوبْ

يشتاقُ للتصديقْ

وعلى صعيدٍ آخرٍ لن تأخذَ

الحُبَّ المسالِمَ في لياليهِ سِنَة

وسيشتكي للقلبِ من مُحتلِّهِ

أنْ قد تورَّطَ فيهِ حتى أوْهَنَه

: قلبي –يقول الحبُّ- كيف تركْتَني

للشكِّ.. ينصِبُ في الظلامِ الأكْمِنَة؟!

يبْتَزُّني.. والشوقُ غيرُ مؤازِرٍ

يجتاحُني.. وقُراكَ غيرُ مُحصَّنة

ويَشُبُّ فيَّ النارَ ألسنةً فلا

تأسَى عليَّ.. ولا تردُّ الألسنة

: اخرسْ –يقول القلب- مثلُكَ لا يَنِي

يشكو.. ولا نظَرٌ لديهِ لِيُمْعِنَه

هوَ أنتَ مَنْ حطَبَ الحريقَ

وعرَّفَ الشْكَّ الطريقَ

ومِنْ صميمي مكَّنَه

صدَّعْتَني بالشوقِ.. ثم هزمْتَني

بالشكِّ.. ثم تريدُني أنْ ألْعَنَه

الشكُّ أقوى منكَ.. أبْلَغُ مِنْ يَقِينِكَ

حُجَّةً.. عند افتقادِ البيِّنة

لا يطلُبُ التَّمكينَ ثم يحوزُهُ

مَنْ مسَّهُ ضعفٌ فأصبحَ ديْدَنَه

لنْ يَمْلِكَ الحبُّ المسالِمُ غيرَ أنْ

يبْلَى.. ولا يَجِدَ الفؤادَ مؤبِّنَهْ

ولقد تفرَّدَ شاعرٌ بربابةٍ

ووَنَى عنِ الحبِّ الذي لنْ يضْمَنَهْ

لو كان يعلمُ أنهُ سيكونُ ما

بالأمسِ أفرحَهُ غدًا ما أحْزَنَهْ

لكِنْ لأمْرٍ ما ستسقطُ فكرةٌ

في الشكِّ.. تُودي بالحياةِ الممكنة

وتجِدُّ مِنْ دَفْءِ المساءِ مصائرٌ

أُخْرَى.. لترتجلَ الحنينَ وتُتْقِنَهْ

ولَرُبَّمَا يأتي الزمانُ بشاعِرٍ

يشدُو.. وسيدةٍ تمُرُّ لتَفْتِنَهْ

في قلبِها وجعُ الغيابِ وثورةُ

الذكرى.. وأمراضُ الفراقِ المزمنة

في قلبِهِ خوفٌ سيتبَعُ سيرَهُ

حتى تبلِّغَهُ المحبَّةُ مأمَنَهْ

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 شاعر مصري،

 والقصيدة من ديوان "الفرار من العزلة" الفائز بالمركز الأول في مسابقة المجلس الأعلى للثقافة 2016 






مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم