فحاولْ
– مثلي-
أنْ تؤديَها ببراعةٍ
تليقُ بفارسٍ
يُراودُ حبيبتَه
ويُروّضُها
…
حتى تُصفِّقَ لنا
حشودُ البشر المُتحلّقينَ
حولَ
حَلبةِ الرقصْ
…
وحول جسدينا.
***
سأؤدي رقصتي
لكنّني
لا أعِدَكَ بالتألقِ
فأنا
لا أُجيدُ الرقصَ
بين صخبِِ الصاخبين
….
مثلاً
قد لا أتزامنُ
والإيقاعَ
فأؤلمُكَ
بكَعْبِ حِذائي
فيما أدورْ
…
أو
أُربِكُ ميزانَك
حين أحاولُ
ضبطَ ميزاني.
***
كذلك
لا أعدُكَ بأن أجيدَ
تضفيرَ أناملي
حولَ جِيدِكَ
كما تفعلُ الحسناواتُ
حين تُذيبُ عيونُهنّ النجلاواتُ
قلوبَ الرجالْ
…
وقت تتلاشي المسافاتُ
بين الراقصيْن
…
فأصابعي
– كما ترى-
معقوفةٌ
مَثنيةٌ على الفراغ
لمْ تُتْقِن طوالَ عمرِها
غيرَ القبضِ
على جسدِ
قلم.
***
تُزعِجُني جدًّا
هاتان الكفَّان
تضمّان خِصري بقسوة
فحِزامُ الإعلاءِ بثَوبي
معقودٌ حول خاصِرتي
بأمرِ جبروت الغُزاةِ
…
هو يُدْميني
ويصلبُني
فخلِّ عني ذراعيك
واتركني
أدورُ
وأدورُ
حتى
…
في الأخير
أرقصُ وحدي
مثل باليرينا
كانت في جَوقَةٍ
ترقصُ
رقصةَ البجعاتِِ
بين رفيقاتِها
ثم أسلَمتْ أذنيها للنغمْ
وأغمضتْ عينيها
وظلّت تدورُ
وتدورُ
مغمضةَ العينين
…
حتى أفاقتْ
لتجدَ نفسَها وحيدةً
فوق صفحةِ مياهِِ النهر الذي
يُنادي الغرباءَ
والمُنشَقّين
ليُكمِلوا رقصتَهم وحيدين
في قلبِه الرخو.
***
تذكَّرْ دومًا
أنها رقصةٌ مِهْنيةٌ
فرَضَتَها عَلينا جَوقةُ عازفينَ
مُحترفين
يُتقنون محاورةَ الوتر
ووجوهٌ متنمّرة
ترمقُ مِنَصَّةَ الرقصِ
وتحسِبُ خُطواتِنا
مع كوكب البشر
…
حتى يصفّقوا بحماسٍ
عند اكتمالِ
النغمةِ الأخيرة.