“يذهب أصحاب الحواديت إلى بيوتهم في النهاية”، هذه جملة كتبتها المؤلفة شارلوت برونت عن صديقة البطلة التي ماتت في الملجأ، فأخبرتهم المشرفة بأن البنت ذهبت إلى منزلها.
الشاعر وكاتب الأطفال مجدي عبد الرحيم هو أحد أصحاب المشاريع المهمة للطفل، اعتمد تقديم أغان مستلهمة من التراث الشعبي المصري وبنى عليها أغان جديدة مناسبة للطفل المعاصر. كما قام بتعديل الأفكار غير المناسبة فحين كتب أغنية “الدبة وقعت فالبير”، رفض أن يكمل الأغنية بجملة “وصاحبها واحد خنزير”، واختار تعديل الأغنية الى اتجاه ايجابي للأطفال: “الدبة وقعت ف البير / وصاحبها طيب وأمير / مش عارف ينقذها ازاي/ ياللا نساعده كبير وصغير”.
استمر مجدي عبد الرحيم في أعماله الشعرية الغنائية للأطفال، وبنى المزيد من القصائد المستلهمة من التراث الشعبي المصري في دواوينه يا مطرة رخي رخي، قلبي صغير نونو، توت حاوي توت، حكاية توتة.
وصدرت له دواويين في شعر العامية ثم مؤخرا كانت الكتابات الساخرة. وربما تكون الكتابة الساخرة هي محاولة الطفل أيضا في رؤية العالم.وهى تمرد الطفل داخل الكاتب نفسه على كل ما يحدث.
كان هذا الكاتب يضحك ويخبرني أنه أبي، لمصادفة تشابه اسمه مع اسمى الثاني…وكنت في المقابل لا أذكر من أسماء عائلته غير فاطمة اسم ابنته الكبرى . الاسم المحبب لكاتب الأطفال.
وفي المقابل ستبدو وفاة مجدي عبد الرحيم حكاية وفاء سيرويها الناس كما اعتادوا عن شاعر مات بعد موت أمه ببضعة شهور،.مات بعد حزن عليها وكتاب لم يصدر عن أمه يرثي فراقها، دون أن يعرف أنه سيلحق بها قريبا بعد رحلة قصيرة مع المرض يمر بها.
هذه حدوتة من حياة كاتب أطفال…كتب الحواديت الغنائية وذهب إلى بيته، لكن بعض الذين يكتبون يتركون الكتب فحسب، إنما مجدي عبد الرحيم ترك مودة كبيرة يحكي عنها كثير من المحيطين به. وبدا موته مفاجأة حزينة.
وتبقى رحلة حياة نبني فيها مزيد من الحكايات للقادمين.