شيماء طلبة
99/2000 لم تكن مشارف ألفية جديدة، عام الفيل يوم تلقت كعبتي طيرا أبابيل وكان حولي وابل من سجين، أن تكون ابن/ة السابعة عشر وفى انتظار اختبارات طالما نعتوها بالثانوية وهي الأساسية فى حيواتنا جميعا حيث عام تحديد المصير، بأى مساق تلتحق وعلى أي قناة تشاهد حياتك الفيلمية، كان أبي يحايلني حتى ألملم له أو لي لا أعلم كل علامات التميز حتى أصير طبيبة
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن أبدأ بالكيمياء فى ليلتها الأخيرة من المراجعة النهائية، الأستاذ يوزع المباركات وكنت المرشحة بالحصول على علاماتي الخمسين كاملة، عدت الى منزلي منتشية، ارتديت بيجامة الأحداث الدرامية كان لها سترة مفتوحة بأزرة أمامية لم أوصدها على صدري بل كشفت عن ملا بسي الداخلية ورقصت، طوفت غرفتي وخرجت أحضر كوبا من الشاي لأحتسيه بجوار المراجعة النهائية التلفزيونية، أشعلت الموقد وعدت إلى غرفتي وأصبحت أجيب على كل سؤال يشيد به المعلم التليفزيوني حتى انتابني الغبطة ومع أول استراحة تعالت “الناجح يرفع إيده” وثبت إلى المطبخ وصببت كوب الشاي وأنا أضع البراد لم تترك سترتي الموقد تعلقت به وجرت كل الماء المغلي ليسيل على فخذي، صرخت ودويت حتى جاءتني الجارة التي كان ابنها هو الصبي الذي يتابعني من النافذة، فكت بنطلون البيجامة عن ساقي ومعه رقاقة من جلدي
عادت أمي من عملها وتلاها أبي، الجميع يصرخ على الكيمياء والثانوية العامة، لم أتوعك كثيرا ارتديت في الصباح جونلة أمي الواسعة وحملتها بيدي بعيدا عن الجرح ودخلت الامتحان رافعة جونلتي فوق منضدة الاجابة كانت متسعة بالقدر الذي يكفى ألا تكشف إلى عن خناق ساقي ما لفت نظر المراقبة، نظرت لي بحدة وبجحت بها “فخذي محروق ولن أكون بلجنة خاصة” غضت بصرها
حصلت على خمسين الكيمياء وصار فخدي موشوما بها، كرهت الوشم لكن طبيب التجميل طمأنني أمام أمي وبشرني “الرجال لا يكرهون الوشم، يكرهون فقط الملمس الخشن وأنت لديك حرق من الدرجة الأولى”
وشمي الصغير أهانني علمت أنه لا يدينني كثيرا إلا بأنني لست ملكي، مقبولة بجرحي لمن لا يرفض الوشم
ولم تكتف الثانوية العامة بذلك كل مادة كانت تكشف عن جرح داخلي
تنازلت عن الطب أمام تمسكي بالعلوم، مقايضات كثيرة مررت بها كنت أود الفنون الجميلة قسم ديكور لكن أبي رفض وقال لي يمكنك الالتحاق بالتجارة الخارجية لتكوني مثل أمك مجرد محاسبة فى وظيفة حكومية خرجت باكية واشتعل بكتفي حساسية رفض جلدية
ولم يبق لي إلا خيار علوم أسيوط
لم أعلم لماذا حصلت فى الفيزياء على سبعين بالمئة من علامتها فقط وظل التساؤل داخلي حتى بعد أن طلبت إعادة تصحيح ورقتها ولم تقف أزمتي مع مادة الفيزياء “الطبيعة” على ذلك بل رسبت بها فى كلية العلوم الثلاث مرات التي درستها بها وكل هذا ولم أعرف لماذا تداهمني مادة الطبيعة بما لا تشتهي سفني
حتى صرت امرأة أربعينية أكتب ما يؤرقني على الورق دون الانصياع الى قوانين الطبيعة، عرفت حينها أني أنثى لم تحاك قوانين الطبيعة رغم احتسابي لكامل العلامات بباقي المواد العلمية بالثانوية العامة لكن تظل للطبيعة قوانين لا نقوى عليها.