التبرئة: تنظيف الوجه الاستعماري في روايات سالي روني

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

صالح الرزوق

حتى الآن يرتبط اسم سالي روني بالخطيئة وجيل المراهقين. ولكن المتتبع لأعمالها يمكنه أن يفصل بين ما يدور على السطح من ثرثرة عجائز وكهول – مع أنهم طلاب أو باحثون عن عمل، وما يجري تحته من إحساس تختلط به شتى المشاعر كالذنب والنوستالجيا والشك بالإضافة إلى الإنكار.

نوستالجيا استعمارية

وربما يتقاسم عالم روني، ضمنا، نوستالجيا تجرها إلى أمجاد الماضي الاستعماري. ويتضح ذلك على وجه الخصوص في قصة بسيطة عنوانها “الهدف الأخير”. وهي إن دلت على شيء تدل على إيمان منقطع النظير بروح الفتوحات الإيرلندية صانعة المعجزات – ومن ورائها كل شيء له علاقة بالعرق الكلتي الناطق باللسان الإنكليزي، مهما اختلفت الجينات والجذور. ويكفي أن الحبكة هي عن مباراة رمزية بين الفرنسيين والإيرلنديبن. وأقرأها أنها عن حرب بين محورين في أوروبا، العاطفة اللاتينية والعضلات الجرمانية أو بلغة أوضح هي أقرب ما تكون إلى إضفاء طابع رمزي على مشاكل النهضة مع الإصلاح. و لا ضرورة للتذكير أن الأنغلو ساكسون ومعهم الإيرلنديون لا يتكلمون عن خلافاتهم البينية بلغة العسكر، ويتجنبون تصوير حمامات الدم، ويفضلون منطق الترحيل والإزاحة. وحتى في تراجيديات شكسبير كان الأخوة الأعداء يتقاسمون الماضي – الأبوي كما في “الملك لير”. وفي أسوأ الأحوال يستبدلون السيف بالطعام المسموم كما في “هاملت”. وينسحب ذلك على الأدب الإيرلندي، فقد حل أوسكار وايلد مشكلة التفاوت الطبقي بعدل الطبيعة – وأهم مثال قصته المعروفة “الأمير السعيد”. بتعبير آخر يمكن تنويم الحرب أو تأجيلها، وهذا هو موضوع رواية “فاصل استراحة intermezzo” لروني، وهي عن خلاف بين أخين، ويؤجل حسمه حادث طبيعي، وهو موت الأب. ولا يمكن أن تجزم هل كان الخلاف بين شخصيات مجردة أم بين مجتمعات غرب أوروبا. أو أنه تعبير عن الاختلاف الأركيولوجي والأثري بين شرق أوروبا وغربها. و توجد قرائن على هذا الاحتمال إذا علمنا أن اسم الأخ الأول إيفان – وهو سلوفيني بامتياز، والثاني بيتر – وله جذور يونانية / إغريقية. ناهيك عن الإيحاء العبري بأول حالة واليسوعي في الثانية، وكأن المسألة هي عن صراع أثري بين رسالتين أو دينين.

إيديولوجيا غسل الذنوب

وإذا كانت روايات روني لا تحتمل كل هذه التأويلات لكنها تدل على صدع في الشعور الباطن، ولا سيما أن كل شخصياتها متحولة، تستعمل الوسائط المتعددة كالموبايل والإنترنت لتعبر عن بقايا ورواسب عقلية النهضة والإصلاح كالاعتزال في البيت – وهو بديل عن الدير، والتطهير بالاعتراف. وتتوفر طقوس غرفة الاعتراف في أعمال روني، وتأتي بشكل مكاشفة لشخص غائب- بينها وبينه ستارة، قد تكون شاشة الحاسوب أو شاشة الموبايل، وذلك ضمن أربع جدران متقشفة بالأثاث والديكور. والتقشف شيء أساسي في روايات روني. وتبدو شخصياتها زاهدة، وتعتمد على اقتصاد الندرة في الترفيه، واقتصاد الإنهاك والاستنزاف في ضرورات الحياة.

وإذا كان لا بد من أمثلة. فهي تمر بالمطبخ مرور الكرام، لكنها تتمهل في المخادع. غير أنها لا تنظر للمرأة وهي على السرير مثل سيارة جاهزة للركوب أو فاكهة ناضجة في صحن (شأن نساء هاروكي موراكامي). وبالعكس تجعل الاتصال بين مبدأ مؤنث وآخر مذكر. ويخامرها طيلة الوقت الإحساس بالذنب. ووعيها بهذه الجناية يدفعها للمطالبة بإنزال عقوبة إلهية لا تستحقها غير المخطئات مثل مطالبة عشيقها بالجلد. وبالحرف الواحد: أن يضربها. ويفعل بها ما يشاء*. وهو جزاء معروف لدى كل مسيحي مؤمن. فجلد الذات سلوك يكرره رجال الدين في المحابس على سبيل إجراء استباقي، إن لم يكن للتكفير عن أخطاء وجنايات سابقة. وفي هذا الجو تنمحي الحدود بين الجنسين من الذهن – بالمفهوم، ومن الواقع – بالممارسة، وتصبح العلاقات متعدية (والتعدي يشمل المذكر والمؤنث – وأحيانا تفقد الوظيفة والمعرفات معناها نهائيا. وتغيب الفروقات تماما لدرجة يصبح فيها أي كائن بشري ممثلا للنوع كله، وكأنها تدعو لكائن حي شامل – تلتقي فيه جميع الوظائف والأعضاء – بالتوازي مع نظام أسواق متعددة وكارتل واحد (موضوع روايتها “أيها العالم الجميل أين أنت”).

الزنا العفيف

ولروني فلسفة خاصة بالغرام المحرم.فهو أولا شيء يتساوى مع معنى “الزنا العذري والعفيف”. بتعبير آخر هو منفذ لحرية مشروطة، ولا سيما أنها تفضل التستر. إما بإغلاق الستائر – في البيوت أو إخفاء العورة تحت الماء – على الشاطئ. ولا يوجد في روايات روني حمامات شمس ولا راقصات ستريبتيز ولا شواطئ عراة. وتتمسك بالحشمة وبطريقة جين أوستن. وباعتراف روني إنها تنتمي لهذه الحبكة، ولكن بعد تشذيبها من المظاهر وإضفاء المزيد من علامات التدين الحديثة. وأقصد بذلك التواضع والاعتدال، والخوف من الرب المجهول، والذي تحسده لأنه كما تقول: أكبر وأجمل منها. وهذا التدين يلغي مقارنة روني مع الليدي شاترلي – لورنس، أو مدام بوفاري – فلوبير، أو أديل – ليلى سليماني، وهي أحدث نسخة من المرأة الزانية التي تطهر نفسها بارتكاب المعاصي. وربما هذا أكبر فرق مع نموذج روني – والذي تتبناه أيضا أكويكي أميزي ودايانا إيفانز وبرناردين أفرستو. فالمعصية عندها سلوك لا ينسجم مع القانون المكتوب، ولا علاقة له بالغرائز. وتخلو أعمالها من جو التدبير المنزلي وتربية الأطفال. ويحل محله كلام يشبه تبادل الأفكار عن البيولوجيا الاجتماعية وأحيانا “الرأسمالية المتأخرة”، بالمعنى الذي كتب عنه إدوارد سعيد. فتتهمها ب “الجشع والأنانية”، وترى أنها “تنافس الاشتراكية بشيفونيتها وباحتكار الثروات باسم الترشيد”.

التحديث الإحيائي

 ويقودها ذلك إلى تبني حزمة كاملة من أساليب رواية القرن التاسع عشر، بدءا بالرسائل وكتابة اليوميات (في “محادثة مع الأصدقاء”)، وحتى حبكة قصة داخل قصة (في ”فاصل استراحة”). ولكن عنصر الإضافة أو التحديث كان في التحول من الورقة والقلم إلى الحبر الإلكتروني، بالإضافة إلى الوسائط المتعددة التي تلعب دور رأسمال مالي وتغذية راجعة وكأنها ديكور فرضه المخرج. فحق الاختيار لم يكن بيد الشخصيات ولا الكاتبة. واللجوء للفضاء الإلكتروني كان بمحض الصدفة. بمعنى أنها لم تتعمد الدخول في متاهات الحداثة وما بعدها، حتى أنها كانت غافلة تماما عن مغامرات غزو واستعمار الفضاء، ولم يرد على لسان أحد أي حرف عن حرب النجوم. ويمكن القول إن رسالة روني تتلخص بتحرير طاقاتنا من الأهداف القسرية. أو كما قال إيفان في ختام “فاصل استراحة”: أن نعيش فقط. ثم تحدد كيف نفعل ذلك على لسانه أيضا فتقول: الحياة هي ما نتخيله. وهي ما نفكر به.

وربما لهذا السبب تختفي من أعمالها جذور الرواية العائلية. ومنها عقدة التلصص – لمنافسة الأب، والصراع بين الأخوة – للتنافس على الأم. ويبقى أمامنا الوجود بشكل فضاء سائل بلا حبكة ويهدده الكثير من القلق والتشاؤم. وتعبر روني عن هذه الحالة من القلق الوجودي بشخصيات ضعيفة وهامشية، ليس لديها طموحات. مثل فرانسيس في “محادثة مع الأصدقاء”، والتي يخامرها شعور دائم أنها محطمة ولا تستحق الشفقة أو الاحترام. وتعترف بذلك عيانا جهارا وتقول: إنها عاجزة عن الإحساس بالسعادة مثل بقية الناس. كما لو أنها تردد بأسلوب الكورس الإغريقي ما ذكرته فرانسواز ساغان في رواية “امرأة في الأربعين”، وعلى لسان بطلتها بول، إنها شخصية فاشلة ومبتذلة. بعد أن ذكرت في أول ثلاث صفحات أنها طيلة ثلاثين عاما لم تعرف غير الفشل، وتراه في المرآة يتراكم على وجهها بشكل طبقات. والمرآة بهذا السياق نافذة على النصف الثاني من قرن الحروب العالمية وسباق التسلح. غير أن فاجعة روني أكبر لأنها وصلت إلى هذا اليأس قبل فرانسواز بعقدين من الزمان (فعمر فرانسيس لا يعدو 20 عاما بينما عمر بول يقترب من ال 40).

ومع أن روني تبالغ بهجاء الوضع الدولي الراهن، وتفرط بالنقد الذاتي، لا تبدو لي عدمية مثل برناردين أفرستو، على سبيل الذكر لا الحصر. فأفرستو تدعو للانتقام لدرجة إبادة الآخر، وتبني محمية تخصصها للنساء (تسميها في روايتها “بنت وامرأة وآخرون” بالكتيبة الراديكالية). وفيها تعلم شخصياتها طرق الدفاع عن النفس وأساليب الالتحام والقتل وكأنها تهدف إلى تشكيل قبيلة أمازونيات – نظيفة من الرجال. أو كأنها تضع الأسس لنظرية جنسية فاشية تؤمن بإقصاء النوع المخالف. وبذلك تفتح الباب على وسعه لتوسيع مساحة النمط، وبنفس الوقت لإلغاء الآخر. وأصلا هي لا تعتزل إلا لهدف واحد – تحديدا إبادة العرق المخالف – باعتبار أن الجنس استعارة تامة، وغير سوية، لمشكلة العرق.

الاستشراق الغربي

بالعكس من ذلك يهم روني أن تكون طبيعية ومنفتحة على الحوار وحل المشاكل المعلقة. وهو ما تؤكد عليه عناوين رواياتها مثل “أناس طبيعيون” “ثم محادثة مع الأصدقاء”. ويؤهلها هذا الأسلوب للتخلص من سياسة الأطراف. فهي ليست شرقية ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنها غربية. ولذلك تبتعد ما أمكن عن ذكريات الحرب الأهلية في إيرلندا، ولكنها تلمس بشكل طفيف الإسلاموفوبيا والغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان، والحرب الدائرة في فلسطين. وكلها أصداء لحرب باردة مع شيء من التحديث للاستشراق الغربي. وبالتأكيد تخلى الاستشراق عن مواقعه السابقة، ولم يعد يعبر عن سياسة مكاتب إمبريالية، ولكن عن يقظة ووعي شوارع ومجتمعات. وساعد ذلك روني على تطوير رواية طريق وبيكاريسك مدينة. وأعتقد أن شخصياتها تشبه صعاليك جاك كرواك وكولن ولسون غير أنها لا تتسكع في الشوارع الخلفية والساحات العامة ولكن داخل المجال الافتراضي للإنترنت وتطبيقاتها الحديثة كالواتس أب والفيس بوك ومنصة إكس وغيرها. كما أنها لا تفكر بصوت مسموع في شوارع باردة مثل كنوت هامسون ولكن في غرف محكمة الإغلاق. وكلنا نعلم أن العزلة والذهان الهذائي من أبرز معالم البيكاريسك المعدل والحديث – انظر كتاب psychosis لجاك لاكان. وبرأيي إن روني جزء لا يتجزأ من ظاهرة الاستشراق المعكوس ومن أمثلته “الرقص في دمشق” لنانسي ليندسفرين و”عشاق غرباء” لريبيكا روث غولد. وتعاطف هذه النماذج مع مآسي الشرق وضحايا الحروب هو مجرد تنديد بسياسات الحكومات المتتالية التي حكمت الغرب، وتسببت له بعدة كوارث. وهو ما يسميه إدوار سعيد بجماعات التأويل وانتقاد القومية الراضية عن نفسها (انظركتابه: الاستشراق وما بعده، ص189، نسخة دار ورد).

ذكورة مؤنثة وأنوثة مذكرة

بقي أربع نقاط.

الأولى أن نسائيات روني لا علاقة لها بمفهوم النوع ولا الجندر بالمعنى الكلاسيكي الذي بشرت به رائدات من وزن سيمون دوبوفوار وآيريس مردوك. ومفهوم المرأة عندها للتعريف وليس التصنيف أو الفرز. وهذا ينسحب أيضا على مفهوم المراهقة والتعايش مع الغرائز. فهي بالنهاية نوع مستقل يضاف إلى الأنواع المعروفة. وليست مجرد مرحلة من مراحل التطور. ولكنها ربما تعكس موضع هذا النوع من الكتلة الاجتماعية – الحاملة لرأسمال ثقافي يحدده درجة وعي المجتمع. ولا يوجد اهتمام فعلي بالأرض. ولذلك لا يتفشى العنف، لا العسكري ولا المدني. ويبقى الضرب بحدود جزائية ومتفق عليها. ومن المؤكد أن الحروب تنشب بسبب خلافات على الجغرافيا الوطنية. حتى أن أول جناية كانت لاحتلال مساحة أقرب (بمعنى درجة أرفع) من الله. وبعد سفك الدم نشأ الوعي بدور الأرض كمانحة للعطايا من طرف وحافظة للأسرار من طرف آخر. وارتباط الأرض بالدم مسألة شرفية على ما يبدو. وهو ما تتجنبه شخصيات سالي روني – بقوة المجاز. فهي حريصة على التكامل وليس التواصل. بمعنى أنه لا يوجد مانح ومستفيد، ولكن طبيعة تمثيلية (حالة “محادثة مع الأصدقاء”. فالشخصيات تتبادل الأدوار استجابة لنداء الطبيعة لا المجتمع).

النقطة الثانية أن روني صوت جيل يعيد تأهيل ما فقده الغرب خلال انتقاله المروع والمصحوب بقدر هائل من الفوضى. وبالتحديد صوت سبات عدة قرون بدأت منذ نهاية الحروب الصليبية وحتى نهاية حروب عام 1945. ولذلك لا أستغرب هذا التعبير الراديكالي في توظيف الروح، وإدراجها في ملف الشعور الباطن المظلم والمقيد. والنقد الذي توجهه للرأسمالية والسوق لا يندرج ضمن إطار الأجندا الثورية ولكن داخل ما نسميه النقد الذاتي بعد الهزيمة، وهذه استعارة من جلال صادق العظم، ولا سيما بعد تعرض الماضي الاستعماري لعدة نكبات ونكسات لا يقل ألمها عما مرت به شعوب الشرق الأوسط. وباختصار يبدو برنامج روني وجيلها أشبه بتصحيح للمسار مع إعادة جدولة لحساباتهم وكأنها نسخة معدلة من الإمبريالي والمستشرق فورستر والذي حدد الخطأ في التوجه، وهو غير البنية. حتى أن حروب الغرب الحديثة تكاد تكون إحياء لمفهوم حروب الردة. وهذا يستوجب التعامل مع الشرق لا على أساس أنه غريب ولكنه مجرد مارق ولا بد من تأديبه. ومثل هذا التأرجح في الاختيارات ينجم عن عقدة تاريخية تعبر عن صراع ذاتي بين الروح الكلتية للشعب الإيرلندي والانتماء للكرسي البابوي اللاتيني. وأيا كان الأمر، التهويل العصابي وسيلة يتبعها اللاشعور للدفاع عن كيانه النفسي من الأسوأ والأخطر.

ثالث نقطة يمكن تقصي وجود مثلث أوديبي نشيط في كل أعمال روني، وهو ما ينم عن تعديل أساسي وجوهري في رؤيتها للحرب الباردة. ولا يمكن لهذا النزاع أن يكون بين شرق وغرب فقط، ولكنه أيضا بين غرب ثابت وغرب متحول. وتأخذ روني مثل هذه النزاعات إلى داخل غرف النوم – وتعبر عنها بلعبة الحب العفيف لكن غير الرومنسي. والعفة تأتي من الإشهار، واللارومنسية من تعدد الأزواج – إذا اعتبرنا أن العلاقة العلنية بمثابة عقد قران غير مكتوب. وهذا النزوع البدائي يدعمه اختيار الحل الشفهي وإحياء الأم العظيمة، حينما كانت هي رأس ورمز القبيلة. وربما يعاني كل الأدباء المهاجرين من هذه المشكلة، فهم أبناء وأعداء بوقت واحد، وسخطهم موجه نحو الطرفين – الدم علاقة قسرية والمكان علاقة طبقية. ونقاط العبور الممكنة تأخذ شكل رقابة واختبار أيضا. وهو ما يرشح روني وجيلها للتأسيس لثاني جيل ضائع يحل محل جيل همنغواي وستاين. وإذا كان أول جيل راديكاليا بمواقفه، وأهله ذلك لإنتاج أعمال ملحمية متشعبة وذات مشاهد صدام واسعة، تتداخل معسكرات وميادين الجيل الثاني بشكل متاهة وأماكن كلوستروفوبية تحتلها الظلال. ويمكن تفسير مثل هذه الخيارات بالصدع العميق الذي يقسم رأس سالي روني إلى اثنين: شكل فني يدين بما يملك لعلاقات النهضة والإصلاح – علاقات استعمارية مبنية على التوسع والرومنسية السوداء – وموضوع يهتم بقضايا هذه اللحظة – شبكة علاقات ليبرالية وتحررية.

رابع وآخر نقطة أن عقدة الذنب لامتناهية، وتعرب بها روني عن موقف متشكك من جدوى العقل الشقي. ولذلك يبدو العقاب كأنه تذكير دائم بالمحنة الوجودية. أو كما ورد على لسان بطلة روايتها “فاصل استراحة”: هو مجرد تنبيه لخطأ عضوي ولا مفر منه.

…………………………

* انظر تفاصيل ساديتها المازوشية في: Sally Rooney.. The Dark Side. GD Dess. Los Angeles Review of Books.14 August. 2019.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات من نفس القسم